في إطار تنفيذ المبادرة التي دشنتها هيئة شئون الإعلام خلال شهر يناير / كانون الثاني من العام الماضي لطباعة مليون نسخة من المصحف الشريف، وتوزيعها على المسلمين في القارة الأفريقية، وقع وكيل الشئون الإسلامية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف فريد يعقوب المفتاح، عقداً مع دار مصحف أفريقيا لطباعة 200 ألف نسخة من المصحف الشريف كدفعة أولى، ينتظر أن يتم تسليمها خلال الأشهر الأربعة القادمة.

جاء توقيع العقد في جناح الشئون الإسلامية بالمعرض القرآني الذي أقيم متزامنا مع انعقاد المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم الذي حظي برعاية كريمة من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتولى تنظيمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وشهد إقبالاً كثيفاً وحضوراً متميزاً من داخل مملكة البحرين وخارجها.

وخلال الفترة الماضية عملت إدارة شئون القرآن الكريم بالوزارة على دراسة الخيارات المناسبة لطباعة المصحف الشريف وتوزيعه، أخذ بالاعتبار وفي المقام الأول النواحي العلمية المتعلقة بمراجعة وتدقيق المصحف وسلامته من الأخطاء والملحوظات في جميع مراحل العمل، إضافةً إلى النواحي الفنية المتعلقة بجودة المواد المستخدمة في عمليات الطباعة والتجليد والتغليف.

وقد وقع الاختيار على دار مصحف أفريقيا، وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها الخرطوم بجمهورية السودان، وتهدف إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات السائدة في أفريقيا، وطباعة ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات واللهجات السائدة في أفريقيا أيضاً، إضافةً إلى تشجيع البحث العلمي المتعلق بالقرآن الكريم.

وتعدُّ الدار أكبر مجمعٍ لطباعة المصحف الشريف في القارة الأفريقية، كما أنها تعتمد ضمن هياكلها قسماً متخصصاً في مراجعة وتدقيق المصحف يقوم عليه عددٌ من المشايخ والقراء المتخصصين في هذا المجال.

ويقضي العقد بأن تقوم دار مصحف أفريقيا بطباعة 200 ألف نسخة من المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم، بلونين وبمقاس 20 × 14 سم، على ورق 60 جرام عالي الجودة.

جدير بالذكر أن هذه الكمية تعدُّ دفعة أولى، يتم في ضوئها تقييم العمل، والتحقق من جودة المنتج في جميع مراحله، ومن ثم المضي قدماً في طباعة الكميات المتبقية، أو البحث عن بدائل أخرى مناسبة.