أبهر الألمان العالم كله في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد أن أطاحوا وبالضربة القاضية بأهم فريقين حاليا في كرة القدم العالمية وهما برشلونة وريال مدريد.

الجميع كان يترقب نهائي كلاسيكو إسباني لم يسبق أن شهدته البطولة الأوروبية ولكن النتيجة كانت مغايرة بنهائي ألماني صريح ومستحق.

بايرن ميونيخ أطاح بأفضل فرق العالم برشلونة بسبعة أهداف كاملة دون مقابل؛ أربعة في الذهاب وثلاثة في الاياب في واحدة من أكبر النتائج في الدور نصف النهائي في تاريخ هذه البطولة، في الوقت الذي واصل فيه بروسيا دورتموند تفوقه على الريال سواء في دوري المجموعات أو في نصف النهائي ليؤكد أنه الأحق منه لبلوغ هذا الدور.

ما قدمه الفريقان الألمانيان يشير إلى بداية تغييرات كبيرة في كرة القدم العالمية، فالفريقان لعبا بمستوى تكتيكي وفني عال فاق بمراحل الكرة الاسبانية التي تسيدت العالم في السنوات الأخيرة وتوجت بلقبين أوروبيين وبكأس العالم 2010.

الأهم من الانتصارين الألمانيين كان الطريقة التي فاز بها الفريقان، فهما قرنا النتيجة بالأداء ولعبا كرة هجومية بتقنية عالية وحديثة وكرة دفاعية على أعلى المستويات دون أخطاء أو فراغات، إلى جانب سيطرة تكتيكية في وسط الملعب قادرة على الاحتفاظ بالكرة وإنهاء الهجمات بفعالية مع مقدرة عالية على التركيز في الأمتار الأخيرة.

باختصار يمكن تشبيه أداء الفريقين الألمانيين في نصف النهائي بأداء لاعب بايرن ميونيخ توماس مولر الذي اختصر كل القيم الكروية الألمانية في أدائه الرائع.

فمولر صاحب البنية الجسمانية الألمانية المعروفة بالطول والسرعة والقوة إلى جانب امتلاكه المهارات المفيدة هجوميا والقدرات التكتيكية العالية والاجادة المنقطعة النظير للضربات الرأسية بما جعله لاعبا حاسما جدا بتحركاته وتمركزه وتسجيله للأهداف وهروبه من الرقابة.

أضف إلى ذلك أدواره الدفاعية المهمة وتفوقه الواضح في الصراع الثنائي ما أهله ليكون الطرف الاساسي في معظم أهداف الفريق سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف.

مولر هذا سرق الأضواء من نجم النجوم الأرجنتيني ميسي وكذلك النجم كريستيانو رونالدو، وهو إن لم يكن ضمن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم في النسخة الأخيرة إلا أنه كان الأبرز بين الجميع في نصف النهائي ومثل خير تمثيل العقيدة الألمانية الصرفة في لعب كرة القدم.

مولر لعب بأفضل وأحدث الطرق التكتيكية وتحركاته مدرسة في كرة القدم الحديثة.

بمثل ما لعب مولر لعب الفريقان الألمانيان بالإجادة الألمانية نفسها وبالانضباط العال، فالنجم ليس بالاسم بقدر ما هو بالأداء الفعال والحقيقي داخل الملعب.

الألمان أبهروا وأقنعوا واستحقوا الوصول لنهائي دوري الأبطال، ليؤكدوا دائما أن الذهب لا يصدأ أبدا.