العدد 3895 - الإثنين 06 مايو 2013م الموافق 25 جمادى الآخرة 1434هـ

نرحب برئاسة البحرين للاتحاد الآسيوي... ولكن!؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

بغض النظر حول ما أثير من جدل وتسييس وتجاذبات وتقاطعات داخلية وخارجية بشأن فوز البحرين وبالانتخاب برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ممثلة في أمين عام المجلس الأعلى للرياضة والشباب الشيخ سلمان بن ابراهيم، إلا أن رئاسة البحرين لأهم اتحاد آسيوي أصبحت واقعاً ويجب التعامل معه على هذا الأساس.

إن تربع البحرين على قمة أهم اتحاد رياضي آسيوي وحصولها تلقائياً على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يعد بدون شك مفخرة لكل بحريني وأمراً مرحباً به، الأمر الذي يضع استحقاقات ومسئوليات كبيرة وكثيرة في الوقت نفسه على حكومة وشعب البحرين، وذلك لكي تثبت البحرين كما أثبتت في الماضي القريب، بأنها البلد الصغير بمساحته الكبير بإرادة شعبه. كما يتوجب على حكومة البحرين أن تعيد النظر وتراجع سياساتها وآليات عملها في مجال الشباب والرياضة، فالحديث عن التاريخ المجيد والأسبقية في المجال الرياضي والشبابي لا يصنع حاضراً ولا مستقبلاً.

فالبحرين رائدة التعليم والشباب والرياضة لم تستطع أن تحافظ على تلك الريادة منذ أن فقدتها لصالح الدول المجاورة منذ منتصف الثمانينيات وحتى تاريخه، إلا من خلال استحضار التاريخ بينما بعض الدول المجاورة تضع الاستراتيجيات والخطط العملية وتشيد المنشآت الرياضية الحديثة والعملاقة المزوّدة بأحدث التقنيات وتستضيف البطولات العالمية في مجالات الرياضة المختلفة، ونحن لازلنا نتغنى بالاسطوانة المشروخة التي أكل عليها الدهر وشرب «كان يا ما كان في قديم الزمان».

نحن أول من عمل صالة رياضية عندما استضفنا بطولة آسيا للشباب في كرة الطائرة. كم صالة بنينا بعد ذلك غير الصالتين المأسوف على شبابهما؟ نحن أول من بنى استاداً رياضياً، فكم مجمع رياضي بنينا بعد ذلك غير الملعبين اللذين ينتظران الرحمة من الله لكي يأخذ أجلهما؟ وللعلم أحدهما الذي أقيمت عليه في السبعينيات أول بطولة خليجية في كرة القدم وقد تم تجديد وترميم هذا الملعب عدة مرات وبمساعدات خارجية! ولكن هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟

وهناك أكثر من ستين كيلومتراً مربعاً إقرأوها صح، ستين كيلومتراً وليست ستين متراً من الأراضي وزعت من غير وجه حق على شخصيات نافذة في البلد للتربح من ورائها، بينما لا توجد أراضٍ لكي تقام عليها منشآت رياضية. وأقولها للمسئولين: لو صالة الجفير قُدّر لها ونطقت سوف تقول كفاية، إرحموا كبر سني وعكازي... يرحمكم الله!

وأقترح هنا على الحكومة برغبة أن تحوّل صالة الجفير إلى متحف رياضي، وأن تسجّلها في اليونسكو كأحد المعالم التاريخية التي يجب المحافظة عليها من الانقراض... عفواً من الضياع. كما أقترح وبرغبة أيضاً علي حكومة البحرين أن تبذل مساعٍ وجهوداً جبارة لكي تجعل من أستاد مدينة عيسي أحد عجائب الدنيا السبع ولا بأس أن يكون ثامناً! وأن تسعى حكومة البحرين بقوة من أجل تسجيل الصالة والأستاد الوطني في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأول منشأتين رياضيتين في الخليج العربي، وسوف يكون هذا العمل إن تحقق إنجازاً تاريخياً غير مسبوق للبحرين تخلده الأجيال.

أما حال الأندية الرياضية فحدّث ولا حرج، وتصعب حتى على «الغلبان» على قولة إخواننا المصريين. فلم يتم بناء إلا ناديين نموذجين منذ الاستقلال وهما نادي المحرق والنادي الأهلي، أما باقي مباني الأندية فهي أشبه بالعنابر «الجبرات» وأصبحت الأندية خاوية على عروشها من البشر، وإذا دخلتها تجدها مواطن أشباح. وأتذكّر في بداية الثمانينيات عندما كنت أميناً للسر لنادي الحالة، كانت أروقة النادي وغرفه تموج من أعداد الشباب من الجنسين، الذي وجد النادي بيته الثاني. وأصبحت معظم الأندية الكبيرة إداراتها بالتعيين ومنشآتها تسير على البركة، لأنهم يخشون أن تأتي إدارة ليست من جماعة «الشور شورك يايبه». فأين المراكز الشبابية التي خطط لها أن تكون في جميع المحافظات؟ ألم يتحول جزء كبير من نادي المحرق إلى مشروع تجاري بدل أن يكون مشروع مركز شبابي كما خُطّط له!

هذا غيض من فيض عن حال الشباب والرياضة في بلد تتربع الآن على قمة إتحاد كرة القدم الآسيوي. إذن ما هو المطلوب من الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، للنهوض بالشباب والرياضة في بلد يتغنى الجوار والعرب بمكارم أخلاق شعبه وتقديسهم للعمل والإنتاجية.

يتعين بدايةً إصلاح البيت من الداخل وإعادة هيكلة بل إعادة بناء Re-Engineering القطاع الشبابي والرياضي الذي تمرّغ في المحسوبية والفساد، وتعيين أناس لا يمتلكون أية خبرة في الرياضة والشباب، وتبدأ عملية إعادة البناء من خلال إجراء مصالحة وطنية بروح رياضية بين مكوّنات الوسط الرياضي وذلك من خلال إعادة النظر في الكثير من القرارات الإدارية غبر المنصفة التي اتخذت بحق عدد من الإداريين واللاعبين خلال حراك فبراير 2011، ثم نبدأ العمل الجدي للنهوض بالرياضة والشباب من خلال تشكيل فريق عمل من كفاءات وطنية مشهود بمهنيتها ونزاهتها وخبرتها الميدانية في قطاع الشباب والرياضة. ولا بأس بتطعيمه بخبراء أجانب على أن تكون اليد الطولى للكفاءات الوطنية، يعمل هذا الفريق على وضع استراتيجية مقترنة بخطة عمل محدّدة المدة ولتكن خمس سنوات، وآليات تنفيذ حيث يتم من خلال تلك الاستراتيجية إعادة البحرين إلى مكانتها الرائدة في مجال الشباب والرياضة.

إنني أكتب بحرقة عن قطاع الشباب والرياضة لأنني لم أراه يشهد تطوراً يذكر منذ أن كنت لاعباً في نادي المحرق في منتصف السبعينيات، وإدارياً بنادي الحالة لأكثر من 12 سنة في منتصف الثمانينيات، وإدارياً في اتحاد السباحة. نحن جزيرة البحرين المحاطة بالبحر من كل جانب، فأسأل المسئولين وبرغبة عن قطاع الشباب والرياضة: كم مسبحاً أولمبياً لدينا غير المسبح الذي بني في مدينة عيسى مع بداية السبعينيات؟ الظاهر إن حكومتنا تحب أن تسجل منشآتنا الرياضية التي بنيت مع بداية الاستقلال في سجلات اليونسكو حتى يكون لنا السبق التاريخي.

يا من يعنيه الأمر: إن ما يستحقه شباب ورياضيو وإداريو هذا البلد المخلصون الذين حفروا في الصخر من أجل سمعة البحرين وكرامتها، وضحّى البعض حتى بمستقبله الوظيفي وحياته العائلية! إن جميعهم يستحقون أكثر.. أكثر.. بكثير، وربما يستحقون نصباً تذكارياً لتخليد تضحياتهم، وهذا بالطبع أقل من حقهم... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3895 - الإثنين 06 مايو 2013م الموافق 25 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:57 ص

      بارك الله فيك

      لاحياة لمن تنادي ياسيار والذي يرفع الشراع اليوم من اجل مصلحه الوطن هم الرموت كنترول ولاغيرهم وهذه كلمة حق.ونقول بحريننا.

    • زائر 4 | 3:52 ص

      تصحيح معلومات

      أولا ،،لم يكن حصول البحرين على عضوية المكتب التنفيذي بالفيفا تلقائيا بل عبر أنتخابات ضد المرشح القطري !!
      ثانيا ،، تم بناء صالة رياضية بجانب الأستاد الوطني بالأضافة إلى الصالتين في أم الحصم !!
      ثالثا,, تم بناء أندية نموذجية غير المحرق والأهلي ،، نادي النجمة ،، ناد الرفاع،، نادي الشباب !!

    • زائر 6 زائر 4 | 8:28 ص

      وبس هالانديه الاربعه هم الي بالبحرين فقط

      وباقي الانديه في المريخ مثلا وعن الاعبين الي بالسجون والموقوفين والي لعنتون اسلافهم

    • زائر 3 | 3:44 ص

      ماعندك سالفه ياسيار

      المشكله كل شي تردونه على الدوله والمطالب الانقلابيه
      ملعب ميونخ من السبعينات ويفتخرون به تكلم عن تجديد تكلم عن تطوير وبلاش السم في العسل

    • زائر 2 | 2:25 ص

      عجلة الفساد الدواره.

      الحياء. انا اقول ان الحياء هو ما ينقص كل المسئولين في الدولة. رغم النقد الشديد والتقصير المريع الذي يشهده الصغير قبل الكبير إلا ان عجلة الفساد والمحسوبية ما زالت تدور وبسرعة كبيرة ايضا. لن ينصلح حال هذا البلد لا في المجال الرياضي ولا غيره لان الاخلاص والاخلاق والضمير ينقص كل من يمسكون بامور البلد وحتى الشرفاء منهم للاسف عندما يتقلدون المناصب تبتلعهم العجلة ويبلعون السنتهم ويسكتون ثم يصبحون جزء من العجلة. الله المستعان.

    • زائر 1 | 12:04 ص

      صدق المثل البحريني «إسم شايع.. وبطن جايع» والمثل الآخر «من فوق هالله الله.. ومن تحت يعلم الله»..

      رئاسة البحرين للاتحاد الآسيوي، هو الهدف المقصود للتلميع الخارجي.. وأما ما ذكرت عن الداخل، فيبدو بأنه ليس له أهمية (هموم قديمة لا يوجد نية لتغييرها، كغيرها من الهموم الكثيرة)..

اقرأ ايضاً