تعد حرية التعبير التي تم تكريسها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عنصراً أساسياً في تمكين الأفراد وفي بناء المجتمعات الحرة والديمقراطية. وتشكل حرية التعبير حقاً أساسياً في حد ذاتها كما تكفل توافر الظروف المؤاتية لحماية سائر حقوق الإنسان وتعزيزها. ولكن ممارسة الحق في حرية التعبير لا تحدث تلقائياً، بل تستلزم بيئة آمنة للحوار تتيح لجميع الأشخاص أن يتحدثوا بحرية وانفتاح، بلا خوف من الانتقام.
ويشكل هذا اليوم (الثالث من مايو)، الذي يصادف الذكرى السنوية العشرين لإعلان اليوم العالمي لحرية الصحافة، فرصة لتجديد التزامنا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها العالم حالياً.
وتواجه حرية التعبير مخاطر جديدة يوماً بعد يوم. وكثيراً ما يتعرّض الصحافيون لأعمال العنف بسبب إسهامهم في ضمان الشفافية والمساءلة في الشئون العامة. وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة مقتل ما يزيد على 600 صحافي لقي الكثيرون منهم حتفهم في مناطق خالية من النزاع. ولا تزال ظاهرة الإفلات من العقاب منتشرة على نطاق واسع. فمرتكبو جرائم القتل التي تستهدف الصحافيين لا يحاكمون في تسعة من أصل كل عشر حالات. ويعاني عدد كبير من الإعلاميين من ممارسات التخويف والتهديد وأعمال العنف، كما يتعرض كثيرون منهم للاحتجاز التعسفي والتعذيب، ويُحرمون في غالب الأحيان من إمكانية الحصول على المساعدة القانونية اللازمة.
ولذلك علينا أن نتصدى بعزم لهذا النوع من انعدام الأمن والظلم. وقد اختير موضوع «التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام» ليكون محور اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام من أجل تعبئة المجتمع الدولي لحماية سلامة جميع الصحافيين في جميع البلدان، ولكسر الحلقة المفرغة التي تجسدها ظاهرة الإفلات من العقاب.
ويشكل هذان الهدفان ركيزة خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب. فمنظومة الأمم المتحدة ملتزمةٌ التزاماً قوياً بتنسيق الأنشطة وإذكاء الوعي ومساندة البلدان في تعزيز المبادئ الدولية وفي وضع تشريعات تكفل حماية حرية التعبير وحرية تداول المعلومات.
ومن الضروري أن تشمل التدابير المتخذة وسائل الإعلام التقليدية والبيئة الرقمية التي بات يلجأ إليها عدد متزايد من الأشخاص لإنتاج الأخبار أو الاطلاع عليها. وتتعرض سلامة المدونين، والصحافيين المواطنين، والمنتجين في مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، ومصادرهم، لتهديدات متنامية. فإلى جانب المخاطر التي تهدد سلامتهم البدنية، يستهدف هؤلاء الأشخاص بأعمال عنف نفسي وعاطفي من خلال الهجمات السيبرنية، والانتهاكات التي تمس بسرية البيانات، وممارسات التخويف، وأعمال المراقبة غير المشروعة، وخرق الخصوصية.
ولا تؤدي هذه الاعتداءات إلى انتهاك حرية التعبير وتعريض سلامة صحافيي الإنترنت ومصادرهم للخطر فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى حرمان جميع الناس من إمكانية الانتفاع بشبكة إنترنت حرة ومفتوحة.
وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، ندعو جميع الحكومات والمجتمعات والأفراد إلى بذل قصارى جهدهم لحماية سلامة جميع الصحافيين، سواءً أكانوا يعملون في وسائل الإعلام التقليدية أم على الإنترنت. ولكل فرد الحق في إسماع صوته، وينبغي أن يكون الجميع قادرين على التعبير عن آرائهم بحرية وأمان.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3894 - الأحد 05 مايو 2013م الموافق 24 جمادى الآخرة 1434هـ
الرسالة وصلت 3 قتلوا تحت التعذيب وصحفية معذبة و60 مفصول
اعتقد من العنوان تستطيع ان تعرف حقيقة الامر لدينا