شهدت حالة بوماهر في المحرق حادثة مريعة غير مسبوقة كادت أن تودي بحياة أسرة مكونة من 8 أفراد حينما انهار سقف منزلهم الآيل للسقوط على صالة المنزل الذين اعتادوا الجلوس فيها. والمفارقة الغريبة أن خرير مياه الأمطار من سقف صالة المنزل هو ما أنقذ الأسرة، حيث تجنبوا الجلوس في تلك الصالة هرباً من تسرب المياه عليهم. وتعد هذه الحادثة سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها شبيهة بزلزال مدمر يضرب المناطق السكنية فيحيلها خراباً.

وكشفت صور التقطتها عدسات كاميرا رئيس اللجنة المالية والقانونية عضو الدائرة الخامسة غازي عبدالعزيز المرباطي عن مشهد مخيف. الانهيار الذي تعرض له المنزل أحدث حفرة في سقف المنزل مما جعل قطع كبيرة من الأحجار تتساقط مع الأخشاب القديمة مسببة دوياً هائلاً وصل إلى الجيران حتى ظنوه – دون مبالغة - حادث انفجار.
وخرج الجيران مرعوبين يتساءلون عن مصدر هذا "الانفجار" واتضح أنه أحدث أصداء الإهمال في معالجة قضية البيوت الآيلة للسقوط والتي طالما حذرنا بأنها لا سمح الله قد تودي بحياة المواطنين. إلا أن المسؤولين في الدولة لا زالت آذانهم لا تنصت لتلك الأصداء رغم شدتها وخطورتها التي لا تخفى على أحد. وخير دليل على ذلك هذه التجربة الرهيبة التي خرجت منها هذه العائلة بفضل من الله بسلام.
وعلق العضو البلدي أن هذا المنزل أصلاً مدرج ضمن قائمة البيوت الآيلة للسقوط منذ سنوات عديدة حاله كحال العديد من المنازل التي تنتظر دورها ليشملها مشروع المكرمة الملكية لإعادة بناء البيوت القديمة والآيلة للسقوط. وهذا المشروع الغني عن التعريف يعتبر من المشاريع الرائدة عالمياً والتي تستحق الإشادة والشكر.
وتابع: إن أصحاب الطلبات الذين تجاوز بعضهم فترة الانتظار لمدة تصل إلى 8 سنوات بدأت أحلامهم تتبدد في أن تبنى منازلهمـ وأن يكونوا آمنين ومستقرين في بيوت لائقة وصحية كما تؤكد عليه القيادة دائماً في البحرين أنها تسعى لتوفير العيش الكريم والسكن الملائم لمواطنيها.نأمل من القيادة إرجاع هذا المشروع على نحو يعيد الأمل للمواطنين الذين باتوا قلقين بسبب ما يرونه من حوادث مروعة تحصل في المنازل القديمة.
وأشار المرباطي إلى أن الطلبات المستوفية لشروط مشروع البيوت الآيلة للسقوط لا تتجاوز 2600 طلباً على مستوى المملكة وأن الدائرة الخامسة في المحرق لها نصيب الأسد حيث بلغ عدد الطلبات ما يقارب 400 طلب نظراً لكون المنطقة قديمة جداً وبها أجزاء وأحياء برمتها آيلة للسقوط.
وشدد أن وزارة البلديات والتخطيط العمراني، ووزارة الإسكان، على علم أن تلك المنطقة تستحق إعادة تأهيلها مرة أخرى بالكامل مع المحافظة على بعض الأجزاء التراثية فيها، فلا يمكن في ظل هذا التطور العمراني القبول بغياب نتائج ذلك التطور على حياة المواطنين. خاصةً أن رئيس الحكومة الموقر قد فاز بعدة جوائز في مجال الإسكان وتنمية المدن والتنمية الحضرية وهذا بالضرورة فوز للدولة البحرينية على الصعيد العالمي.
واختتم المرباطي بتحميل الحكومة المسؤولية عن سلامة المواطنين واستقرارهم في بيوتهم، مطالباً بضرورة إحياء مشروع "الآيلة للسقوط" مرة أخرى وعدم رميه في ملعب الإسكان التي ستحمل تكاليف بناء المنزل على قاطنيه وهم بالضرورة من كبار السن الذين لا يستوفون شروط ومعايير الوزارة بشأن إعطاء القروض السكنية.