شارك مدير كرسي الشيخ زايد الأكاديمي للطاقة والبيئة في جامعة الخليج العربي إبراهيم عبد الجليل في ورشة عمل نظمتها الهيئة العامة للبيئة في دولة الكويت الشقيقة أخيرا لتقديم تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حول "خيارات البقاء والبصمة البيئية في البلدان العربية".
وكشف التقرير أن العرب يستهلكون ضعفي ما لديهم من موارد طبيعية متجددة، وذلك استناداً إلى أطلس شامل استعرض للمرة الأولى البصمة البيئية في جميع البلدان العربية، بناء على حسابات الموارد والإنتاج والاستهلاك.
وفي غضون ذلك، أعلنت الكويت عن إطلاق مبادرة وطنية لدراسة البصمة البيئية إذ تعتبر الكويت ثاني بلد عربي يطلق برنامجاً لدراسة سبل تخفيف بصمته البيئية، بعد الإمارات التي حلّت في المرتبة الثالثة من حيث ارتفاع بصمتها الفردية، وقد جاءت المبادرة استجابة لما توصل إليه التقرير من أن الكويت هي ثاني بلد في العالم، بعد قطر، من حيث ارتفاع البصمة البيئية للفرد.
إلى ذلك، تعتبر " البصمة البيئية " أداة لقياس معدل استخدام الأفراد للموارد الموجودة مقارنة بالمعدل الذي تحتاجه الكرة الأرضية لإعادة توفير هذه الموارد.
من جانبه، عرض أمين عام المنتدى نجيب صعب أبرز نتائج التقرير، التي بينت ان متوسط البصمة البيئية للفرد العربي ارتفع بنسبة 78 في المئة خلال خمسين عاماً، فيما ازداد عدد السكان 250 في المئة، مما يشكل تهديداً للتنمية ورفاهية المجتمع. كما تعاني المنطقة منذ 1979 عجزاً متزايداً في الموارد من مياه عذبة وأراض صالحة للزراعة، إضافة إلى تلوث الهواء وتدهور البيئة البحرية وازدياد توليد النفايات بما يتجاوز قدرة الأنظمة الطبيعية على الاستيعاب، وخلص صعب إلى أن ضعف الإدارة السليمة للموارد الطبيعية لا يشكل خطراً على النظم البيئية والاقتصادية فقط، إنما يهدد فرص البقاء للبلدان العربية. وعرض لأبرز توصيات التقرير، التي دعت إلى تحسين كفاءة الطاقة والمياه في قطاعات البناء والنقل والصناعة، وتأهيل الأراضي المتدهورة، وتخفيض توليد الملوثات والنفايات.
وفي السياق ذاته، عرض إبراهيم عبد الجليل وضع إنتاج الطاقة واستهلاكها في المنطقة العربية، فأظهر أن الارتفاع الأكبر في البصمة البيئية للمنطقة خلال السنوات الخمسين الماضية كان مرده الكربون، ما يستدعي اعتماد تدابير كفاءة في الاستهلاك والتحول إلى أنماط الإنتاج الأنظف وتوسيع استخدامات الطاقات المتجددة. واختتمت الورشة بنقاش تخلله عرض قدمهعبدالجليل، المحرر المشارك لتقرير "أفد" لسنة 2013 حول الطاقة المستدامة. واتفق المشاركون على توصيات لتخفيض البصمة البيئية العربية، كان أهمها ترشيد أنماط الاستهلاك والإنتاج، والتعاون الإقليمي، ودعم البحث العلمي.