المتذيّلون، من يرون الذيل في أي دابة، أنه ركن العظمة، فيضعون أنفسهم مكانه، لأنهم غير قادرين على العطاء الإيجابي بذاتهم لمجتمعهم، فيتموضعوا موضع الذيل! ليس مهماً عندهم من يحرّكهم، ولا غرض تحريكهم، بل يكفيهم أنهم رهن إشارة القوي اللحظي، وهم ذيلٌ في جميع الحالات، لهذا، في هذا الأوان، ولذاك، في ذاك الزمان، ومنهم من يستثمرون جهدهم، ومالهم الخاص، وربما مال منزوع من مستحقيه، فينالون أعلى المراتب العلمية، جهداً وشِراءً، لا ليخدموا المجتمع، بل لينالوا مقابل ذيليتهم ما يزيد جشعهم المادي غير المستحق.
ومنهم من فقد الدين والأخلاق والعلم والإنسانية، فيرى مكانه الذيل أيضاً، فالذيل مدرار، من المتنفذين، حين الصراعات المجتمعية، فارتهنوا أن يكونوا أذيالاً متحركة دون إرادة، ذات الشمال وذات اليمين، وما بين الطهارة المسبية والقذارة المنسية.
فترى نفوساً ملؤها الطائفية، يقطر لسانهم كرهاً للآخرين، ويقطر قلمهم أحقاد قلب خلا إلا من الكراهية، وترى منهم رجال دين، من فقد الذمة، فيُحرِّم ويُحلِّل بناء على الطلب، ويتطاول على أهل دينه، ويعبث بنسيج المجتمع، بما يُربحه ويريح أسياده، فهم رجال دين البلاط وليس دين الرب.
وهناك المتعصبون الراديكاليون، من رجال الدين الذين يرون في العلوم الإنسانية، مسّاً بمكانتهم المجتمعية، يودّون لو رجع المجتمع القهقرى إلى عصور الظلام، فليس لهم أرحب من التمختر وسط الجاهلين، وترى بعض أهل علم الاجتماع، تبهرك رزانة وحيادية بحوثه وكتاباته، ويترنم بما يجمع مكوّنات المجتمع، ويرفض كل ما يفرقها، وتعتقد أن علاقاته الاجتماعية، إنما هي تطبيق لعقله وعلمه، ولكن عند أول محك حقيقي يبيع دنياه وآخرته، وعلمه وعلاقاته، بأبخس أثمان البلاط، فيُخَوِّن ذا ويشتم ذاك الذي كان له حميماً.
وتتدرج منازل بغض الآخر لدى البعض، المريض بشهوة المال والعطايا والصيت الرسمي، في المحافل المحلية والدولية، فلا يرى أبعد من أرنبة أنفه، يفرح لتصفيقٍ مدفوع الأجر، بالمال أو الاستغفال، ولا يحسب حساباً ليوم التغيير، ولا يرى في الدنيا إلا نفسه، وكأنه مقطوع النسل، فلا جيل له بعده، وأجيال الوطن لا تعنيه، فيتصف بهذه الصفات، السياسي ضيق الأفق، الذي تزعجه الديمقراطية، لأنها تساويه بالآخر، وتنال مما لديه من امتيازات، لينال بعضها الطرف الآخر، ولا يشعر بوجوده إلا في عباءة السلطات، التي يؤمن بها أنها ترى ما لا يراه هو، وما لا تراه الشعوب، مرتهن الإرادة والفكر، إلى أسياده، يفخر بخدمتهم كما يفخر العبد بخدمة سيده، ويتولاهم كأولياء الله في الأرض، معصومين، منزهين، لا يضاهيهم بَشَر، فتراهم يتخلون عن حريتهم، وعن كرامتهم، لئلا ينال مثلها غيرهم، بمنطق عليّ وعلى أعدائي، فلا أنال لئلا ينالوا، ويفخروا أنهم رهناء السلطات.
ويتصف بها من يندلس في ثياب العلمانية والليبرالية والحداثة، وهو جاهلٌ بفحواها، فيبسترها في الفجور وشرب الخمر والملاهي الليلية، فيربي في قلبه، كره الآخر الديني، في جمع غبي منه، لكلهم في أسوئهم، فتراه معادياً لكل الأديان، ويكره بالذات أصحاب المذهب الآخر، إذا طالبوا بمساواتهم بأهل مذهبه، فهو طائفي حتى النخاع لمذهبه، والمذهب منه براء، ويحكم بصحة، ويدعم مطالب أهل مذهبه، في أسوإها على أهل المذاهب الأخرى، ويتبجّح بأنه لا تعنيه الأديان، بل يناهضها، فيرى في الإسلام قرآنه، ويرفضه، ويصاحب أهل النفوذ من المسلمين، ولا يمانع منهم العطايا من مال حرام. خَسِئ هذا، فأهل العلمانية والليبرالية والحداثة، يتعايشون في المجتمع مع الجميع، يستقطرون من الدين أقنَعَهُ وأقربه لفكرهم الجمعي، ويحاورون النص الديني بمعطيات الحداثة والحضارة القائمة، ولديهم النص هو المحور، ويُخَطّئون الشاذين عنه من الدينيين، ويحترمون من يواكب تفسير النص الديني بالحداثة، ولا يؤمنون بالطائفية، بل بالمواطنة والإنسانية، ويمتازون بالأخلاق الحميدة.
ويتبع أولئك، الجاهلون الاتكاليون، الذين يجمعهم الطبل وتفرّقهم العصا، فلا شاغل لهم ولا انتماء ولا موقف، فيردّدون قول غيرهم، دون دراية، طالما ذاك الغير هو صاحبهم في اللهو، وفي الهواية، فيرتضون أن يكونوا أتباعاً، ويفخرون بإيماءة سلام من وجيه أو شيخ، كما الأطفال يفرحهم مصافحة الكبار، وبمنحهم قطعة حلوى، وهم عن بلاوي حياتهم ساهون، فلا يرون من يغصب لقمة عيشهم، ومن ينافسهم حقهم في السكن اللائق، وما همهم أن تكون لهم هوية وطنية.
أما الجمع الأكبر هم الصامتون خوفاً، الاتكاليون على غيرهم، ممن يدفعون ثمن التغيير، حياتهم وصحتهم وحريتهم، لينعم هؤلاء الصامتون في نعيم التغيير، وهم ليسوا سيئين كما الطائفيين المجاهرين بطائفيتهم، وكما المجاهرين برفض التغيير، وهم في قرارة أنفسهم، يرون المفاسد، ولا يرتضونها، ولكنهم لا حول لهم ولا قوة، إلا التمتمة في صدورهم، وربما الجهر عند موثوق به لديهم، والأسوأ من كل أولئك، من يعلم وينطق كفراً وكذباً، ومن يجهل ويروي هزوءً. إلا أنه حين ينتفض شعب، يكون السيل قد بلغ الزبى، ولا يكون للأذيال «مَنْطَع».
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3893 - السبت 04 مايو 2013م الموافق 23 جمادى الآخرة 1434هـ
الاتكالية صفة تهلك اوطان وتخرب بلدان
الاتكالية مصيبة المصائب اذا حلت في بلد او في مكان فإنه حتما يخرب
البعض دائما يقف موقف المتفرج علينا ونحن نقدم التضحيات الجسام التي تصل بعضها الى بذل الدماء حين يقف هؤلاء موقف المتفرج ينتظرون الحصول على
الحقوق فينقضون على المناصب انقضاض النسر على الفريسة.
هم اقل سوءا ممن يطعننا في ظهرنا ولكنهم ايضا سيئون
ولد البلد
هناك من ران على قلوبهم و قلوبهن في الوطن. وطن كنا نتأمله منارة للحق والحرية والثقافة كما كان عندما فتحنا عيوننا عليه.
قلم شريف
لقد سال لعاب قلمك الشريف ووصف أصناف من البشر وفق حقيقتهم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سبر غور علمك الغزير الذي تقارع به الباطل فحق لنا أبناء بلدك وجلدتك أن نفخر بهذه الاقلام الشريفة المباركة وزدنا من فيض جعبتك ما ينير دربنا في مدلهمات الخطوب
الزمن المقلوب
صباح الخير حبيب قلوب المسضعفين في هذا الوطن الجريح, لقد أصبت كل أهداف من عايش الأحداث في الزمن البعيد فها أنت قربت البعيد و نشرت الغسيل و كشفت المستور بهذه السطور الجميلة التي إذا قرأها الإنسان المنصف يشعر بالجمال و الصدق و الإيمان بأحقية الناس و العيش الكريم على هذه الأرض الطيبة، فبارك الله في هذا القلم الناصح و دام عطاؤك بهذه القوة الإيمانية الراسخة من جذور الأجداد.
سلمت يا ابن سيادي
سلمت وسلمت يداك مقال في الصميم (لكن لاحياة لمن تنادي) يا ابن سيادي
مقال رائع في حق أشباه الرجال ولا رجال
بارك الله فيك يابن سيادي وكثر الله من أمثالك
لا فض فوك
أيها الاستاذ الكريم سلام عليكم تتكلم من واقع قرآءه سليمة وحرصك واضح على أبناء شعبك وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
هؤلاء مثل العبيد
تراه يخاف من سيده و سيده اضعف منه
في اعتقادي هؤلاء مرضى نفسيين يحتاجون للعلاج
يطعمونهم الفتات و يشكرون و يحمدون
صباحك ورد يااستاذ يعقوب
هؤلاء هم اهل الوطن الحقيقيون
أفكار جهنميه أم بنات إبليس
من الأقوال المحليه: من شب على شيئ شاب عليه. فقد لا يكون خيابه أو نيابة عن أحد لكنها قد تكون أقرب في الشباب العلة كانت. فنفخه وكشخه جذابه لكنها كذبة أبريل من نوعها. قد يكون هنا للبيئة المحيطة بالفرد (الاسرة) دور، و للفرد في المجتمع دور كما للظروف الزمنية والتلوث الفكري والبيئي أدوار أيضا. فتربية الفرد على عادات وتقاليد وتسيير المجتمع وفقا لهذه الأعراف لا يراد لها ان تتغير- مشكله، كما أن تغيير العادة السيئة بأخرى حسنه ليس سهلاً. فهل إستهوتم أنفسهم بشيء من المال علهم يلهتد الى القضاء على البحر ؟
اسعد الله صباحك ايها الوطنى الشريف
ما احلاها من كلمات تقراء من الصباح الباكر تفتح الشهيه وتضخ فى عروق البشريه كم من المعرفه والنبع الصافى بلا شوائب نعم يعجز اللسان ويعجز الخاطر عن مدحك كيف اصف فيك الجمال وانت الاجمل وكيف فيك الانسانيه وانت البشريه جمعاء وكيف اصف فيك المواطنه وانت الوطن