جرت العادة في البحرين زمان، حيث لم يكن هناك من مجالات عديدة للترفيه والتسلية الجذابة كما هو اليوم في عالم التقنية والصورة؛ أن تتم دعوة بعض الفنانين والرياضيين المشهورين من خارج البحرين لإحياء بعض الفعاليات المبهرة للجمهور بالإضافة إلى استيراد الأفلام المصرية القديمة وعرضها في دور السينما بعد إنشائها أو في الأندية الأجنبية كنادي بابكو أو الوطنية التي تأسست في نهايات العقد الثالث من القرن العشرين كنادي البحرين والنادي الأهلي ونادي العروبة.

ومن الفعاليات التي كانت تعرض في الأندية ألعاب «البهلوان» كما يُطلق عليها، حيث تتم دعوة أشهر المشهورين من هؤلاء ذوي القدرات الخارقة في ألعاب القوى وحركات السيرك المعروفة. وكان أشهر الأسماء في هذا المجال هو الرباع الإيراني (خليل عقاب) الذي غالباً كان يلبس جلد النمر وهو يستعرض عضلاته وقواه الجسدية في ألعابه البهلوانية.

وكان يحضر عروضه كلما جاء إلى البحرين، وخصوصاً في مواسم الأعياد، لفيف من الجمهور يتقدمهم كبار المسئولين في الدولة من العائلة الحاكمة والوجهاء والتجار والأعيان.

وقد تميز نادي البحرين بإحضار (خليل عقاب) وبهلوان آخر هو ما تدور عليه وثيقة العدد.

كما يلاحظ أن الحس الوطني العالي لدي الشعب البحريني في ذاك الزمان كان يحتم عليهم في أية فعالية تقام سواء في المسرح من خلال الألعاب الرياضية أن يتم تخصيص جزء من مبلغ الدخل لأية فعالية ترفيهية لصالح الفقراء أو الأيتام أو المدارس الأهلية أو مشاريع محو الأمية، أو مكافحة الأمية كما سمتها الوثيقة المذكورة هنا. تلك المشاريع التي يفخر الشعب البحريني بمن تولى من بينهم تأسيس بداياتها الأهلية الأولى قبل أن تتولاها الحكومة رسميّاً فيما بعد. الوثيقة عبارة عن ورقة حكومية رسمية أو عقد رسمي كما يُسمى وسعر ورقته (2 آنة)، وكتب عليها بطرفيه باللغتين العربية والإنجليزية (حكومة البحرين). وتاريخ الوثيقة هو الرابع عشر من رجب لعام 1374هـ، الموافق 9 مارس لعام 1955م. ونلاحظ بها إمضاء البهلوان ومسئول نادي البحرين، ونصها المدون كالتالي:

«تم الاتفاق بين نادي البحرين وبين البهلوان جلال محمد على أن الثاني يقوم بعرض ألعابه البهلوانية في المكان الذي يختاره الأول على الشروط التالية:-

-1 لا يجوز للثاني ان يعرض ألعابه لغير الفريق الأول.

2- يقسم الدخل بعد جرد المصاريف كما يلي:-

50 % للفريق الأول (نادي البحرين)

½ 12 % لمشروع مكافحة الأمية.

½ 37 % للفريق الثاني (جلال محمد) ومساعديه.

-3 اذا -لا سمح الله- وحصل ضرر جسماني للبهلوان أثناء اللعب تقع المسئولية عليه نفسه ولا يتحمل النادي أية مسئولية عنه أو أي شخص آخر من مساعديه أو سواهم.

تحريراً في 14 رجب 1374 (9 مارس 1955)

عن نادي البحرين إبراهيم خميس

إمضاء البهلوان جلال محمد

الشاهد أحمد يوسف محمد

شهد بذلك محمد شريف بن علي