جاء فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حتى نهاية 2015 وبفارق كبير عن أكبر منافسيه واكتساح واضحٍ لهم ليعطي انطباعاً بأن الرجل حظي بدعمٍ كبيرٍ من الدول الـ33 التي رشحته لهذا المنصب، وأيضاً أثبت بأن الدعم الذي تلقاه الشيخ سلمان من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي أحمد الفهد أتى بثماره كذلك، وأيضاً خبرة الشيخ سلمان في المناصب الخارجية وتبوأه العديد منها، كل ذلك اجتمع ليحصل ممثل البحرين على مقعد الرئاسة للفترة القادمة، ونحن نُبارك له ذلك ونتمنى له التوفيق.

ونطرح سؤالاً هنا، وهو ماذا بعد هذا الفوز من قبل الشيخ سلمان؟، فنحن هنا في البحرين نأمل أن يكون هنالك استثمار لهذا الفوز حتى يستفيد الجميع من وصول سلمان بن إبراهيم لمنصب الرئاسة، وحتى لا يكون الفوز هو مجرد فوز شخصي له، فكرة القدم في البحرين بشكل خاص والرياضة البحرينية بشكل عام يجب أن تستفيد من ذلك، وأولاً من خلال زيادة الدعم المخُصص للرياضة، فمن غير المعقول أن يصل أشخاص لدينا لتبوء أكبر وأفضل المناصب القارية، وفي المقابل رياضتنا تُعاني من الكثير من الأمور التي لو سمع بعض الأشقاء بها من الدول الأخرى لضحك علينا، وثانياً على سبيل المثال أن يتم استغلال خبرة الشيخ سلمان وأفكاره في تطوير عمل الاتحاد البحريني لكرة القدم، والاتحاد بأكمله محتاج للتطوير وهذا لا يعني أنه سيئ الآن بل ان طموح التطوير لا يقف عند سقف معين، بالذات إذا ما علمنا أن الاتحاد مقبل على مرحلة جديدة من خلال وجود الرئيس الجديد والأقرب له الشيخ علي بن خليفة، وكذلك إمكانية وجود العديد من الوجوه الجديدة في عضوية مجلس الإدارة.

الكل يعرف أن الإمكانات البشرية لدينا في البحرين من الأفضل على الصعيد الخليجي، سواءً اللاعبين في الألعاب المختلفة وخصوصاً الصغار وصولاً للمدربين في جميع الألعاب وهم يقودون فرقاً ومنتخبات بالخارج أيضاً، بالإضافة للكفاءات الإدارية المتميزة، ولكن ما ينقصنا هو وجود الدعم والمخصصات المالية المناسبة التي تُساعد العمل وسط أجواء مثالية، فبعض الدول الخليجية تمتلك الإمكانات اللازمة لكنها (تحلم) بتواجد العنصر البشري مثلما لدينا، ولذلك فإنها تعتمد بشكل كلي على الأجانب، فيما نحن وفي ظل الإمكانات المتواضعة وهذا الدعم رغم أنه يُعتبر أفضل من سابقة فإننا نخسر العديد من العناصر الرياضية الهامة والتي بدأت تهجر الرياضة بسبب المشاكل العديدة لقلة الدعم وعدم وجود مردود مناسب بالنسبة للاعبين بالذات، ولذلك فإن التوازن ما بين العنصر البشري والدعم المخصص للرياضة يجب أن يكون موجوداً.

أعلم أنني خرجت عن صلب موضوع فوز الشيخ سلمان بالرئاسة، لكن الأمور مرتبطة ببعضها، إذ اننا نتمنى أن يكون هنالك اسثمار كبير واستفادة للجميع من هذا الفوز، ليشمل الجميع ولا يكون لشخص واحد فقط.