قال خطيب وإمام جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إن على العامل عدم استغلال العمل في تحقيق المصالح الشخصية، سواءً لنفسه أو لقرابته، «دون وجه حق شرعي أو قانوني»، معتبراً أن ذلك من الآداب التي يجب أن يتحلى بها العامل.
وأكد القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (3 مايو/ أيار 2013)، التي خصصها للحديث عن العمل وحقوق العمال وآداب العمل، ضرورة أن يوفر صاحب العمل الراحة والرعاية الصحية للعامل.
وذكر أن «من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها العامل المسلم، الالتزام بالدوام والتبكير إلى العمل حيث يكون النشاط موفوراً، وتتحقق البركة».
وأضاف «إن من الآداب والواجبات على العامل المسلم، الالتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحري الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد - خارج عمله - عن أمور تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضاً، أن يحافظ على أداء الصلوات، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه».
وعن آداب العمل في الإسلام، أفاد القطان بأن «يكون العامل قويّاً أميناً... والقوة تتحقق بأن يكون عالماً بالعمل الذي يسند إليه، وقادراً على القيام به، وأن يكون أميناً على ما تحت يده، وأن يكون العامل بعيداً عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين».
وأشار إلى أن «من الآداب والواجبات التي ينبغي لكل مسلم أن يلتزم بها، وهو يقوم بأي عمل من الأعمال، أن يتقن في عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن، لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم من العمال إلى الإتقان في أعمالهم».
وقال: «إن الإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة، يربيها الإسلام عليه منذ أن يدخل المرء فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي؛ لأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة، هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة».
وأوضح أن «من الآداب أن الإسلام نهى أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، فالذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي (ص) من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها».
ونوّه إلى أن «العمل حق طبيعي لكل مواطن، وتعمل الدولة على توفير فرص العمل قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن من المقبلين عليه، مع ضمان الإنتاج وحرية العمل وتكافؤ الفرص».
واستطرد القطان: «هذه آداب العمل، وواجبات العامل في الإسلام وغيرها كثير... فيها الراحة والسعادة، والأمن والأمان للفرد والمجتمع، وفيها رضا الله وسعة رزقه، وتتابع بره، وحلول بركته... اللهم تقبل أعمالنا، وارزقنا الإخلاص فيها، وتجاوز عن تقصيرنا وهفواتنا».
وأكد أنه «بهذه القيم والآداب، وبهذه الأخلاق، كان العامل المسلم في أي مجال من مجالات العمل، يستشعر هذه المسئولية وهذه الأمانة، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، لا تغره المناصب، ولا تستهويه وتفسده الأموال».
ولفت إلى أن «الإسلام نظم العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقاً وواجبات، فقد ضمن الإسلام حقوقاً للعامل، يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له».
وأردف قائلاً: «إن من ذلك الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية، وأن يمكن العامل من أداء ما افترضه الله عليه من طاعة كالصلاة والصيام، فالعامل المتدين أقرب الناس إلى الخير، ويؤدي عمله في إخلاص ومراقبة وأداء للأمانة، وصيانة لما عهد إليه به، وليحذر صاحب العمل أن يكون في موقفه هذا ممن يصد عن سبيل الله ويعطل شعائر الدين».
وقال: «لقد جعل الله الأرض مستقر حياة الإنسان ومعاشه في هذه الحياة الدنيا، وأوجد فيها الكثير من النعم، وسخر جميع المخلوقات لخدمته، ونوّع له أبواب الرزق وطرقه، وذلل له سبل الوصول إليه».
وذكر أن «المطلوب أن ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحاً، وإلى أبواب الرزق ساعياً، ولكن قلبه معلق بالله، وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته، والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره»، مشيراً إلى أن «من الآداب والحقوق والواجبات الاجتماعية، والتي ينبغي على الجميع أن يلتزم بها وأن يراعيها وأن يؤديها، حقوق العمال وآداب العمل، فالعمل، والقيام به على أكمل وجه، علامةٌ من علامات الإيمان، وأداء حقوقه والالتزام بآدابه، براءة من المسئولية يوم القيامة بين يدي الواحد الديان».
وبيّن أن «نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل، فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد وتعمل بنشاط، فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل، مستشعراً بشعار الجد والنشاط، طارحاً القعود والكسل وراءه ظهرياً، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحته إليه القوانين الشرعية... والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كَلاً على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل».
وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «الإسلام عظّم من شأن العمل مهما كانت طبيعة هذا العمل، في وزارة أو إدارة أو مصنع أو متجر أو في مستشفى أو في سوق أو في محطة وقود أو في بناء العمارات وتشييد المباني أو في زراعة وحراثة للأرض، أو كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض أو كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فإنها تؤجر عليه...، فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه، بل لقد جعل الإسلام العمل نوعا من أنواع الجهاد في الإسلام، وما ذلك إلا لأهميته وفضله وثمرته».
العدد 3892 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434هـ
ابو مصلحة
هدم المساجد لمصلحة من ياابو مصلحة قتل الابرياء لمصلحة من سجن الاحرار لمصلحة من يابو مصلحة سجن البرياء نساء اطفال ورجال ومدرسين وحقوقيين لصالح من ياابو مصلحة
زائر
في الدوام الرسمي تقوم مجموعة من الموظفين بترك اعمالهم لصلات الجماعة والمحاضرة بعد الصلات وعندوجبة الافطاريتناوبون مجموعة بعد مجموعة الافطار وترك اعمالهم