أكد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أنه ينشغل بملف مئات المفصولين عن أعمالهم بسبب الأحداث التي مرت بها البحرين في العام 2011، وما زالوا ينتظرون العودة إلى وظائفهم تنفيذاً لأوامر عاهل البلاد، كما ينشغل بالتصدي للتمييز في الاستخدام والمهنة أكثر من انشغاله بالرد على من يسيء للاتحاد.

جاء ذلك في المسيرة التي نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، يوم أمس الأربعاء (1 مايو/ أيار 2013)، بمناسبة يوم العمال العالمي. وشارك في المسيرة عدد من النقابيين والمفصولين عن العمل. وانطلقت المسيرة من أمام مدرسة عبدالرحمن كانو في سلماباد باتجاه وزارة العمل، وردد المشاركون في المسيرة الشعارات المطالبة بإرجاع جميع المفصولين.

وقال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ إن الاتحاد «صمد في أسوأ فترة مرت به عصيبة عليه وعلى قواعده النقابية والعمالية، وسيستمر في صموده وقوته بكم وبقوتكم (العمال)».

ورفض المحفوظ في كلمة له طأفنة الوظائف والتمييز، قائلاً: «نعم لمعايير العمل الدولية، نعم للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لا لطأفنة الواقع العمالي، لا للتمييز، لا لمصادرة الحريات والحقوق النقابية».

وأضاف «جئنا هنا اليوم لنؤكد أننا لا نناكف أحداً ولا نصادر حق أحد، لكننا لا نتنازل عن حقنا»، مؤكداً أن الاتحاد لن يهدأ قبل رجوع جميع المفصولين إلى وظائهم، وتعويضهم عن كل الفترة التي قضوها خارج وظائفهم.

وأكد أن «الاتحاد العام كسب ثقة قواعده العمالية والنقابية بصبره وصموده...، ونقول لهؤلاء الذين لا يزالون يعتقدون أنهم قادرون على مجابهة هذا الاتحاد العام الممثل الشرعي لعمال البحرين، أخطأتم الحساب».

وقال: إن «الاتحاد العام كسب ثقة آلاف الضحايا الذين ألقت بهم أزمة الفصل التمييزي على قارعة الطريق، فانتشلهم الاتحاد العام بقوته ونضاله وتواصله مع أعلى مستويات القيادة السياسية في هذا البلد ومع منظمة العمل الدولية والاتحادات النقابية الدولية».

وتابع «ارجعوا إلى المغزى الحقيقي لكلمة جلالة الملك، عندما قال لا يرضيني أن يُمسَّ الإنسان في رزقه وحريته، فتعالوا اقبلوا العودة الآن وساهموا فيها وتبنوها ولا تكونوا عقبة في وجهها لعل ذلك يغفر لكم ما اقترفتم في حق أبناء وطنكم، وتخلصوا من عقدة الانتقام والضغينة. تذكروا أننا دعونا المفصولين ليكونوا أكثر كرماً ممن استهدفهم فيعودوا إلى عملهم متعالين على جراحهم راضين بعودتهم متجاوزين أية إساءة لهم».

وتحدث عن النقابيين المفصولين عن العمل، معتبراً أنهم «الحلقة الأهم في ملف المفصولين»، مؤكداً أن «كل عودة للمفصولين لا تتوج بعودة النقابيين لا قيمة لها، فعودتهم كالصلاة إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها».

وتطرق إلى قانون العمل الجديد، معبراً عن تمسك الاتحاد «باعتبار الإجازة السنوية أيام عمل لا تحتسب من ضمنها الإجازات الأخرى التزاماً بالحقوق المكتسبة والمعايير الدولية».

وعلى الصعيد الاجتماعي، رأى المحفوظ أن «الاتحاد العام يؤكد أن البطالة لا يمكن حلها إلا في إطار استراتيجية تشغيل شاملة، تضمن تقوية الاقتصاد الوطني وربطه بالبعد الاجتماعي، وخلف مشروعات تستقطب آلاف الباحثين عن عمل، في وظائف ذات مردود عالي القيمة، وليس الاقتصار على الاقتصاد العقاري والإنشاءات».

وعبّر عن رفضه لكل تدخل في العمل النقابي «من أية جهة كانت»، أو تهميش منظمات المجتمع المدني والانتقاص من دورها.

وعلى صعيد المجالس الثلاثية، أدان المحفوظ باسم الاتحاد «قيام هيئة التأمين الاجتماعي باتخاذ قرارات مصيرية، بما فيها الاستثمار بمقدرات المؤمن عليهم، من دون وجود من يمثل الطرف العمالي، وكذلك تهميش مشاركة الطرف العمالي في المجالس الثلاثية الأخرى، كهيئة سوق العمل، وتمكين، ما يجعل دورهم في صناعة القرارات الاستراتيجية مغيباً».

وختم الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بالتأكيد على أنه «سيستمر في تحالفاته الدولية مع المنظمات العمالية الصديقة لعمال البحرين والداعمة لحقوقهم، وخصوصاً منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات ITUC».

إلى ذلك، ذكر النقابي عبدالغفار عبدالحسين أن مسيرة يوم العمال لم تبدأ من فراغ، وإنما جاءت بعد الانعطافات التي مرت بها الحركة العمالية في البحرين، مؤكداً أن هذه المسيرة أوجدت التحاماً عماليّاً على المستوى المحلي والخليجي والعربي.

ورأى عبدالحسين، خلال مشاركته في المسيرة أمس، أن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين استطاع أن يصل إلى قلوب العمال، وكسب ثقة جميع المنظمات العالمية والعربية، مشدداً على أن الاتحاد لم يكن قبل إنشائه أو بعده، يقبل الإساءة للبحرين.

وفي سياق عمالي، طالبت رئيس نقابة رياض الأطفال أمينة عبدالجبار بتعزيز قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالعاملين في قطاع رياض الأطفال، وخصوصاً استمرار صرف مبلغ 30 ديناراً للعاملين في هذا القطاع.