انتقد البابا فرنسيس اليوم الاربعاء (1 مايو/ ايار2013) سعي المجتمع إلى تحقيق "مكاسب أنانية" على حساب "العدالة الاجتماعية" مما تسبب على حد تعبيره في ارتفاع نسبة البطالة.

وكان بابا الكنيسة الكاثوليكية يتحدث بينما يحتشد الآلاف في أنحاء إيطاليا وفي أنحاء أوروبا ضد إجراءات التقشف والخفض الشديد في الانفاق الحكومي.

وقال البابا فرنسيس في خطاب أمام عشرات الالاف الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في عظته العامة الأسبوعية "العمل عنصر اساسي في تحقيق كرامة الإنسان."

وقال البابا بالإيطالية "العمل كما نتصور يسبغ علينا الكرامة. يملؤنا بالكرامة. يجعلنا مقربين من الله الذي عمل وما زال يعمل والذي لا يتوقف عن الفعل. يعطينا القدرة على الحفاظ على أنفسنا وعائلاتنا وعلى المساهمة في نمو بلدنا. وهنا أفكر في الصعوبات التي تؤثر في العديد من الدول اليوم في عالم العمل والتجارة. أفكر في عدد العاطلين عن العمل -ليس فقط الشبان - بسبب التصور الاقتصادي البحت للمجتمع الذي يسعى إلى تحقيق مكاسب أنانية بعيدا عن معالم العدالة الاجتماعية."

وأسهمت إجراءات التقشف التي فرضت للتصدي لأزمة الدين الأوروبية في رفع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

ووصلت البطالة في دول منطقة اليورو إلى نسبة غير مسبوقة هي 12.1 في المئة وفقا للأرقام التي نشرها البنك المركزي الاوروبي.

بينما بلغت نسبة البطالة في أوروبا 11.5 في المئة وبلغت نسبة البطالة بين الشبان قرابة 40 في المئة في أنحاء البلاد وهي نسبة ترتفع أكثر في الأقاليم الجنوبية.

وفي اسبانيا تصل نسبة البطالة إلى مستوى قياسي بلغ 27 في المئة.

كما دعا البابا فرنسيس إلى "خيار حاسم للتصدي لتهريب البشر بما في ذلك السخرة."

وأعرب البابا فرنسيس امام الحشود عن قلقه بشأن المواقف التي يمكن وصفها بأنها "عمل بالسخرة".

وقال "كم من الناس ضحايا لهذا النوع من الرق في أنحاء العالم ذلك النوع الذي يستعبد فيه الشخص لخدمة عمله بينما يجب على العمل أن يقدم خدمة للناس حتى يمكنهم ان تكون لديهم كرامة؟ اطلب من اخوتي وأخواتي في الدين وكل الرجال والنساء من ذوي النوايا الطيبة اتخاذ خيار حاسم للتصدي للاتجار في البشر بما في ذلك السخرة."

وتقدر منظمة العمل الدولية اعداد العاملين بالسخرة في العالم بحوالي 21 مليون شخص.

ويعتقد ان نصف هذا العدد قد تم تهريبه سواء عبر الحدود او داخل بلادهم.

وفي ايطاليا وفي مناطق اخرى في غرب اوروبا وقعت فتيات من افريقيا وشرق أوروبا ضحايا للاتجار بالبشر وأجبروا على العمل في البغاء في شوارع المدن الكبرى.