شارك آلاف العمال الذين يعانون من تدني مستوى المعيشية وارتفاع البطالة الى معدلات قياسية في احتجاجات بأنحاء أوروبا اليوم الأربعاء (1 مايو/ أيار 2013) بمناسبة عيد العمال آملين اقناع حكومات منطقة اليورو بتخفيف اجراءات التقشف وتعزيز النمو.
وسار الاف المحتجين في العاصمة الاسبانية مدريد عبر شارع جران فيا التجاري الرئيسي بالمدينة ملوحين بالأعلام ورافعين لافتات تقول "التقشف يدمر ويقتل" و"الاصلاحات سرقة ونهب".
وقالت اليثيا كانديلاس (54 عاما) الموظفة السابقة بالحكومة والتي فقدت عملها منذ عامين "مستقبل اسبانيا يبدو مرعبا .. هذه الحكومة تعود بنا الى الوراء."
وانكمش الاقتصاد الاسباني للربع السابع على التوالي ووصلت البطالة الى نسبة قياسية بلغت 27 بالمئة.
وقال كانديدو منديز رئيس الاتحاد العام للعمال وهو أحد اتحادين رئيسيين دعيا العمال والعاطلين عن العمل الى الانضمام الى أكثر من 80 مظاهرة في أنحاء البلاد "لم يكن هناك يوم للعمال يستدعي الخروج للشوارع أكثر من هذا."
وتوقفت حركة القطارات والعبارات وأضرب العاملون في البنوك والمستشفيات في اليونان اليوم الاربعاء بعد ان دعت أكبر نقابتين للعمال في القطاع العام والخاص هناك الى اضراب لمدة 24 ساعة وهو الأحدث ضمن سلسلة احتجاجات في بلد يعاني ركودا منذ ست سنوات.
وانتشر نحو ألف من رجال الشرطة في أثينا لكن المظاهرة التي شارك بها نحو خمسة الاف من العمال والمتقاعدين والطلاب المضربين مرت بسلام بعد أن اتجه المحتجون نحو البرلمان رافعين لافتات تقول "نحن لن نصبح عبيدا .. اخرجوا الى الشوارع".
وكانت المشاركة في الاحتجاجات في اليونان أضعف من احتجاجات العام الماضي حين سار نحو 100 ألف باتجاه ميدان سينتاجما.
وتحل اجازة يوم الأول من مايو/ أيار قبل ايام من عيد الفصح عند المسيحيين الارثوذوكس لذلك كانت المدارس الحكومية مغلقة وسافر الكثير من العمال لقضاء العطلة. وتلقت اربعة من دول منطقة اليورو المثقلة بالديون وهي اليونان وايرلندا والبرتغال وقبرص مساعدات انقاذ.
وفي ظل مؤشرات شبه معدومة على تحقيق نمو في منطقة اليورو يتوقع البنك المركزي الاوروبي خفض معدلات الفائدة الى مستوى قياسي يبلغ 0.5 بالمئة خلال اجتماعه المقرر غدا الخميس.
لكن محللين يقولون ان هذا وحده لن يجدي كثيرا لانتشال منطقة اليورو من الركود وتناقش حاليا عدة حكومات صراحة سياسات لمحاولة دعم النمو.
وأبلغ رئيس الوزراء الايطالي الجديد انريكو ليتا أمس الثلثاء ألمانيا ان حكومته ستفي بالتزامات ميزانيتها لكنه يتوقع ان تتخلى اوروبا عن شعار التقشف وتفعل المزيد لزيادة النمو.
وخرج عشرات الالاف في المدن الرئيسية بايطاليا للمطالبة بتحرك حكومي لمكافحة البطالة -التي بلغت 11.5 بالمئة في البلاد بوجه عام و40 بالمئة بين الشبان- ووضع حد للتقشف والتهرب من دفع الضرائب.
وكانت معظم المظاهرات سلمية لكن المتظاهرين في تورين رشقوا الشرطة ببيض مجوف مملوء بطلاء أسود. وناشد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الحكومات في عيد العمال مكافحة البطالة قائلا ان "العمل شيىء أساسي من أجل كرامة الإنسان."
وقال أمام عشرات الالاف الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس للاستماع الى عظته الاسبوعية "افكر في كم العاطلين وليس فقط من الشبان .. في كثير من الاحيان بسبب تصورات اقتصادية بحتة للمجتمع تسعى للربح بشكل اناني خلافا لقيم العدالة الاجتماعية."
وفي تركيا استخدمت الشرطة مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق جماهير تجمعت في وسط اسطنبول للمشاركة في حشد أصبح من التقاليد السنوية في عطلة عيد العمال.
وقال مصور لرويترز إن ستة اشخاص على الاقل اصيبوا في المصادمات.
وذكر مصور رويترز ان اجراءات الامن شددت حول مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الواقع في حي قريب من ميدان تقسيم حيث وقعت أشد المصادمات. وعادة ما تستخدم السلطات التركية القوة لمنع تنظيم مسيرات في وسط المدينة وامتنعت هذا العام عن اعطاء النقابات العمالية الكبرى تصاريح لتنظيم مسيرة في ميدان تقسيم متعللة بان عمليات الانشاء الجارية فيه قد تشكل خطورة.
وقال التلفزيون التركي الرسمي نقلا عن مكتب محافظ اسطنبول ان اثنين من الضباط اصيبا حين القى متظاهرون حجارة وأشياء معدنية على رجال الشرطة.