جرح العديد من الاشخاص من بينهم مصور وكالة فرانس برس واثنان من رجال الشرطة في صدامات وقعت اليوم الأربعاء (1 مايو / أيار 2013) بين الشرطة ومتظاهرين يساريين بمناسبة عيد العمال في الاول من ايار/مايو في اسطنبول حيث منعت السلطات كل التجمعات بسبب اعمال ترميم في ساحة تقسيم الرمزية، كما افاد مراسلو فرانس برس.
واصيب العديد من المتظاهرين بتوعك وضيق بسبب الغازات المسيلة للدموع التي استعملتها بكثافة شرطة مكافحة الشغب ونقلوا الى المستشفى.
وحاول الاف المتظاهرين بمجموعات صغيرة من حوالى مئات الاشخاص الوصول الى ساحة تقسيم من الشوارع المجاورة لكنهم اصطدموا بقوة كبرى من 22 الف شرطي تم حشدها لاغلاق الطريق.
وهاجم متظاهرون فوضويون مصور فرانس برس بشدة وكسروا كاميرته.
من جهة اخرى اعلنت محافظة اسطنبول ان شرطيين اصيبا بجروح في مواجهات وقعت في محيط ساحة تقسيم السياحية الشهيرة وان الشرطة اوقفت عشرين متظاهرا.
وبعد الظهر تراجعت حدة التوتر بعدما تفرقت غالبية المتظاهرين اليساريين.
ومنذ الصباح الباكر، بدأت قوات مكافحة الشغب استخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لمنع التجمعات في حي بيشيكتاس الذي يبعد كيلومترين عن ساحة تقسيم على الضفة الاوروبية من المدينة.
ورد المتظاهرون الذين بلغ عددهم بضع مئات لبوا دعوة احزاب يسارية ونقابات، برشق الحجارة.
وردد المتظاهرون "الموت للفاشية" و"يحيا الاول من ايار/مايو".
ووقعت صدامات في ثلاثة احياء مؤدية الى تقسيم اغلقت فيها الطرق المؤدية الى الساحة لمنع المتظاهرين من الوصول اليها.
وعلقت حركة النقل نحو تقسيم برا وبحرا وعبر السكك الحديد ما حال دون تمكن العديد من سكان اسطنبول والسياح من التنقل في المدينة.
وتأثر عدد من الجيران والمارة بالغازات المسيلة للدموع. وقدم اصحاب المطاعم الصغيرة في الحي عصير الليمون للمتظاهرين لتخفيف تأثيرات الغازات.
وطوق عشرات من رجال الشرطة تدعمهم مصفحة لمكافحة الشغب مقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول.
وفرقت الشرطة مجموعة من ثلاثين ناشطة حركات نسائية رفعن اعلاما بنفسجية ورددن "كلنا معا ضد الفاشية" بالقنابل المسيلة للدموع التي تسببت في اختناق المتظاهرات.
وتحدى بعض المتظاهرين مروحية تابعة للشرطة كانت تصور الصدامات ورفعوا نحوها العمل التركي صائحين "هل ترونه؟ هل ترون ما الذي تفعلون؟"
وصاح رجل مسن غزا الشيب لحيته "ايها القتلة" بينما كانت الشرطة تطلق القنابل المسيلة للدمعة رغم النداءات لتقديم العناية للضحايا.
وانتشرت تعزيزات امنية بلغت 22 الف شرطي الاربعاء.
في المقابل جرت احتفالات عيد العمال بدون حادث يذكر في ساحتين اخريين على الاقل في اسطنبول، كما ذكرت قنوات التلفزيون التركية.
وقررت الحكومة التركية منع التجمع في ساحة تقسيم في الاول من ايار/مايو معتبرة ان عملية الترميم التي بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تمنع ضمان امن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يتوقع حضورهم.
الا ان اتحاد نقابات العمال (ديسك) قرر تجاوز هذا المنع.
وتدخلت الشرطة ايضا الاربعاء قرب مقر النقابة الواقع في محيط تقسيم ضد المتظاهرين مستخدمة قنابل مسيلة للدموع.
واضطر نواب حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة الذين كانوا في الموقع للجوء الى المباني المجاورة.
وقال نائب رئيس هذا الحزب غورسيل تيكين للصحافيين "انه قمع غير مقبول ضد العمال"، ودان "العقليات الفاشية" مشيرا الى الحكومة الاسلامية المحافظة.
وكان مجهولون فتحوا النار في الاول من ايار/مايو 1977 على حشد تجمع بمناسبة عيد العمال ما اثار موجة هلع بين الحشد وادى الى مقتل 34 شخصا.
واعلن البرلمان التركي الاول من ايار/مايو يوم عطلة في 2009.
لكن الحكومة سمحت الاربعاء بوضع اكليل من الورود في ذكرى ضحايا 1977.