صَدَق تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان في البحرين، في مضمون الجملة «شعب البحرين لا يستطيع تغيير حكومته»، وذلك أنهم حلّلوا نظامنا السياسي، وتبينوا تلك التناقضات ما بين الواقع الدستوري والقانوني والحقوقي، كما يقرأه نصاً كل حصيف، فيرى فيه أشعة من النور الإنساني، فيما يتصل بحقوق الإنسان، وفي مقدمته «الشعب مصدر السلطات» التي لا تعني على الصعيد العملي إلا أن السلطات مصدرها الشعب، في التسمية والتشكيل والقبول والمحاسبة والتبديل، بما يخدم المصلحة الوطنية، وكذلك مبدأ المواطنة، الذي لا يمايز بين المواطنين، بناءً على الدين والمذهب والأصل والجنس، فالمواطنة وحدة لا تتجزأ، وجمعها هو الشعب.
وبين واقع الممارسة والتطبيق، الذي يعكس جلياً، الفكاك ما بين الشعب والسلطات، فلا يد للشعب في أي سلطة، بل جميعها مستحوذ عليها في بدئها ومسارها وأدائها وبقائها عقوداً من الزمن، دون أن يكون للشعب سلطة عليها. وفي حال تنفس الشعب أو غالبه الصعداء، من بعد يأس من التغيير والتطوير، ومن بعد معاناة من التمييز وسياسات التفرقة خارج النظام والقانون، تكالبت عليه جميع السلطات، بمفهوم يناقض النص الدستوري والقانوني والحقوقي، المحلي منه والأممي، وكأن السلطات هي الأصل، والشعب تابع وغير راشد.
وقد تبينوا (الخارجية الأميركية) ما أوصلهم إلى نتيجة تقريرهم، العائق التاريخي، ما زال يسيطر على تفكير بعض المتنفذين، بأن أرض البحرين وثرواتها، ملكية خاصة للبعض دون حق لشعب البحرين في أي شيء منها، إلا ما تكرموا عليه منها، وهو ما يتغنى به ائتلاف جمعيات الفاتح وما زالوا، من بعد انحسار الجمع الشعبي بمئات الآلاف إلى ألفين أو ثلاثة، بما فيهم في الحالتين كثرة من غير المواطنين، وشبه المواطنين، وفي غياب عدة آلاف من المعنيين بمسمّى الفاتح، في مقابل مئات الآلاف ممن استمروا في الحراك الشعبي منذ العشرينيات واستمراراً إلي 14 فبراير 2011 وإلى قيام الساعة أو تحقيق المطالب الشعبية، ومئات الآلاف من أصحاب الضمائر الحية، وإن لزموا السكون، فسيأتيهم يوم يكسرون القيد، الذي خاف من كسره المعنيون بالفاتح، فدغدغوا وتلاعبوا بمواطنتهم إزاء مواطنة الآخرين، ونثروا لهم الوعود أنّ بِصَمْتِهم يستحقون ثروات الوطن دون غيرهم، لشراء انفصالهم عن الشعب المطالب بالحقوق للجميع.
لا ينخدع عاقلٌ بمسمى الفاتح، فلا علاقة له بباحة مسجد الفاتح، التي تم تيسيرها بالحماية، مقابل البطش في باقي مساحات الوطن، وليس لها إلا حقيقتها، فمن ارتضاها إنما هو جزءٌ منها، وواضحٌ من مواقف جمعيات تصنف نفسها سياسية وطنية، وهي في أضيق المساحات المصلحية والتعدادية، قياساً بشعب البحرين ومساحات أرضه، في محاولة للبحث عن انتماءٍ هم فاقدوه، فوالوا وتسمّوا بأصحاب الفاتح، فإنها الطريق الأسهل بنظرتهم التي لا تتعدّى أرنبة أنوفهم، في المصلحة الذاتية وتغليبها على المصلحة الوطنية، لأنها مدرارة لهم بالتفرد وعلى حساب باقي المواطنين.
ولصبغ ذاتهم، بأنهم مكوّنٌ شعبي، ولاستمالة من يشتركون معهم في الوظائف الحكومية، المباشرة وغير المباشرة، باتوا يطالبون بزيادة الرواتب ومكافآت التقاعد لموظفي الحكومة، من بعد استبعاد الكفاءات التي يحسدون كفاءاتها، ودون التفاتٍ إلى باقي بنود صرف الميزانية، التي تهدر المصادر في غير استحقاقاتها، وأهمها تحويل ملكية أراضي الدولة إلى ملكيات خاصة لمتنفذين ولشركات خاصة محلية وأجنبية، ودفان البحر وتمليكه لتلك الشركات، وكنا نحن المواطنين سنبلع مآسينا السكنية، لو تم احتساب الرسوم والضرائب على هذه الشركات، تخصيص جزء من هذه المباني لتوفير الخدمات الإسكانية للمستحقين من المواطنين، بدل من الرشاوي بالملايين لغير مستحقيها.
نعم نحن المواطنين شعب البحرين الحقيقي، كنا لا نستطيع تغيير حكومتنا، ونحن مهمّشون حقوقياً، ومهمّشون بإبعادنا عن سلطة القرار، ومستهدفون من غير المواطنين، عبر تشويه هويتنا الوطنية، بسياسات التجنيس.
ولكن شعب البحرين، أضحى قادراً، على اكتشاف الأطراف والأسباب المعيقة للتغيير، وهو في طريق التغيير سائر.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ
رؤية ثاقبة
رأي حصيف ونظرة بعيدة وفهم عميق للواقع _ الاستاذ يعقوب صاحب قلم جرئ يحمل بين جنبيه قلب عطوف على اهل وطنه ويد كريمة لعائلة أصيلة محترمة _ شكرا لطرح هادئ وعقلاني من سلسلة المقالات الوطنية التشخيصية والتنويرية في ذات الوقت
تأملوا هذه المشاعر الصادقة في التعليقات إخوتي!!
إقرأوا هذه التعليقات الصادرة من قلوبٍ لا تعرف غير المحبة و الإخاء و الولاء للوطن، هل كاتبنا العزيز شيعي المذهب حتى يحبه هذا الشعب الطيب إلى هذا الحد؟ أهدي تعليقي لإخواننا و أحبتنا-رغم الجراح- لعل و عسى ان يتفكر بعضهم و يعود إلى رشده، و يكف عن تخويننا و تكفيرنا و إلصاق أقبح و أوسخ الصفات و التهم بنا و هو يعرف جيداً باننا بريئون منها.
التغيير
سنضحى بكل ما اتينا من قوه وصبر و سنحقق مطا لبنا والايام بيينا ولا تنازل عن حقوق الشعب والله ياخد الحق
بارك الله فيك
العاقل الشريف يتهم بي مصلحت الوطن قبل كل شي و البهيمه تهتم بي علفها أول شي هذا الفرق بيننا يا قوم
لا ينخدع عاقلٌ بمسمى الفاتح لا علاقة له مسجد الفاتح،
أستاذي الأخ يعقوب : قبلة على جبينك الطاهر وأنا أقرأ مقالك لهذا اليوم فأبت الدمعه أن تستكين بالعين ، نعم نحن شعب واعي وراشد ومثقف رغم أنف من يشككون، نعم صدقت في قولك - لا ينخدع عاقلٌ بمسمى الفاتح فلا علاقة له بباحة مسجد الفاتح .
سلمت يداك المرهفات
في الصميم ايها الو طني الفذ
إكتشافات
مما تكشف عنه تقارير المخالفات على البحرين، تنكشف حقيقة يقرها الامريكي كما البريطاني وأي انسان عاقل سوي، بأن لا سلطة في البحرين وانما شكل أورسم يدعون أنه رسمي ومرسوم وبدون تخطيط. إلا أن قد يكون مستشارين البحرين من المستفيدين وليسوا من الخارج أو أجانب. فمسألة التجارة العالمية والاستثمار ما هي الا أستئثار واستحواذ دون مسائلة الأجنبي قبل المحلي وبدون قانون لا ينصلح الحال. فالى متى سيضل الحال على ما عليه وما يخالف لكنه مخالف؟
أحسنت يا بن سيادي
جزاك الله خيرا أيها الانسان المحترم. الرجال مواقف وقلمك الشريفيعبر عن المواقف الوطنية برمتها. أشكرك سيدي على غيرتك على وطنك البحرين وإنشاء الله يصبح الوطن يسع جميع البحرينيين في دولة المؤسسات والقانون والعدل.
نعم يا
نعم يامن لا تعرفوا الي الطائفيه مكان في قلوبكم ، انها الراحه لا يريدون ان يتعبوا ويثابروا في طلب العلم والعلم هو الذي سيدلهم الي دولة العز والكرامه ، لقد دفنوا عقولهم وانفسهم بالجهل وما بقت الاعيونهم تفرحهم كالاطفال بالماديات والالوان الجميله ويستمر العقل مقفل ونحن في طريق التغير نستمر
هنيئا للوسط هذه النوعية من الكتاب (كتاب الاعمدة) بصراحة كتاباتهم قوية
مقالات اليوم رائعة جدا تلامس المواطن البحريني .شكرا لسيادي والجمري والفردان والنجار وقاسم حسين ومن معهم (احب صحيفتكم )
بالفعل يفكرون ان البلد هي ملك خاص بهم وحدهم
وما يلقونه من فتتات الى الشعب هي مكارم يتفضلون بها علينا
من قرية بلاد القديم قبلة نطبعها على جبهة سيادي
مقال بالفعل رااااااااائع سلمت الايدي
والله كلامك درر يا يعقوب
ويبث فيني الامل واقول ما زالت الدنيا بخير لوجود شرفاء من امثالك ووطنيين مخلصين
هكذا هو كلام العقلاء وسلمت يا سيادي يا ابن وطني الاصيل
تشويه هويتنا الوطنية، بسياسات التجنيس فعلا توقفت كثيرا عند هذه الجملة فقد اضحت هذه السياسة سياسة التجنيس تضرب الهوية البحرينية الاصيلة في جميع المفاصل
مقال رائع يا سيادي
اعجبني مقالك جدا دائما تضع النقاط على الحروف وتصف الجمل في موضعها الصحيح
البار على الديوار ويش عليك
يشقى بنوها والنعيم لغيرهم ،،،،، وما فعلت من اجل الوطن ،،، لكي تركب قطار المصالح ؟؟؟
أحرار الوطن اذا تكلموا اخرسوا كل الألسن ايها السيادي
ان كلماتكم ليس كباقي الكلمات ومقالاتكم ليست كباقي المقالات انتم تتكلمون من واقع قريب من هؤلاء الذين لبّسوا على الناس وخدعوهم وجمعوهم من اجل ان يضحكوا عليهم فقد بانت الحقائق وعلى من لديه وعي ان يتبصّر جيدا فلا عذر
بعد اليوم لأحد ان يقول لا اعرف او لا ادري او عمي علي فقد اتضحت الامور وضوح الشمس ومن يريد ان يدس رأسه في التراب سيتحمّل وزره يوم الحساب
عجبي
نعم ان طريق التغيير قادم ولكني اعجب لقوم يرون الظلم والفساد وسرقة خيرات الوطن وتمزيق مكونات المجتمع والإساءة الى تركيبته بالتجنيس وإدخال مكونات غريبة الى مجتمعنا وعاداتنا وكل هذا ولا يتفوه بكلمة ولا يعترض على تلك السياسات المسيئة للوطن هل اصبحت البحرين رخيصة لهذا الحد!! عجبي !!اناس تموت وتضحي من اجل الوطن وأناس كل همها علفها
ابن البحرين الوفي
جبتها في الصميم
جلاوي688
تسلم عزيزي مقال في الصميم شكراً لكم
بصيص أمل،،،
بنفس الشرفاء والوطنيين أمثالكم فالأمل إن شاء الله موجود، حفظكم الله...
مقال اكثر من رائع
بوركت اناملك على هذا المقال الرائع والرؤية السديدة