العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ

الملتقى الخليجي للصم يطالب بإصدار قوانين لتأهيل العاملين مع الصم

الملتقى الخليجي للصم أوصى بضرورة تأهيل المعلمين وتبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون فيما يخص الخدمات المقدمة للصم
الملتقى الخليجي للصم أوصى بضرورة تأهيل المعلمين وتبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون فيما يخص الخدمات المقدمة للصم

أوصى المشاركون في الملتقى الخليجي الرابع للصم بإصدار قوانين إدارية لزيادة الدورات المؤهلة للعاملين مع الصم من أسرة ومعلمين وذلك فبل التحاق الطفل الأصم بالمدرسة.

واتفق المشاركون خلال الجلسة الختامية للملتقى أمس الاثنين (29 أبريل/ نيسان 2013) والتي عقدت بنادي الخريجين على ضرورة تأهيل المعلمين، مع تبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون في هذا المجال على المستويين الأهلي والرسمي، فيما تقدمه من خدمات للصم.

وأوصى المشاركون بضرورة التركيز على دعم الملتقى الخليجي للصم على أن يتم تنظيمه دورياً كل عام أو عامين، إلى جانب تشجيع الصم على طرح المزيد من التجارب وأوراق العمل في الملتقيات القادمة. وطالب المشاركون بمتابعة تفعيل التوصيات من قبل البلد المضيف وتعميمها على دول مجلس التعاون.

وشهدت الجلسة أمس عدداً من أوراق العمل، إضافة إلى طرح تجارب شخصية. وقد عرض رئيس مجلس إدارة مركز الصم القطري علي السناري ورقة عمل تتطرق إلى التعليم الجامعي للصم بين الواقع والمأمول، مؤكداً فيها أنه مازال تعليم الصم في العديد من الدول العربية يقتصر على المرحلة الإعدادية والتعليم المهني كحد أعلى.

وأشار السناري إلى أن هناك مشكلة تكمن في كيفية تحديد الآليات لمعالجة الأخطاء والثغرات في الاستراتيجيات التعليمية المتبعة في الوطن العربي، منوهاً إلى أنه حتى الآن لم تصل الاستراتيجيات التعليمية للصم إلا لمرحلة القراءة والكتابة.

وذكر السناري أن هناك علاقة وطيدة بين تعليم الصم وعملهم، إذ أن العلم والعمل عاملان متداخلان تربط بينهما علاقة طردية، مشيراً إلى أن أغلب الذين يعانون من الصمم يكون تحصيلهم العلمي متدنياً، لذا فإن فرص انخراطهم بوظائف مناسبة تكون قليلة، ما يؤدي إلى تدني رواتبهم لعدم وجود المؤهل العلمي، في الوقت الذي ستفرض عليهم في هذه الحالة مهن عملية متواضعة، في وقت لن تتاح لهم الفرص للانطلاق وإثبات الذات.

وأكد السناري أن المستقبل العلمي للصم صعب وذلك بسبب التعليم المقدم لهم، مبيناً أن المعلمين لهذه الفئة غير مهيئين، وهم بحاجة إلى دورات متخصصة قبل دخولهم مجال تدريس الصم، إضافة إلى حاجة المشرفين والمديرين في المدارس لمثل هذه الدورات.

وذكر السناري أن الصم في الوطن العربي يعانون من صعوبة إكمال الدراسة الجامعية، فالصم بمجرد الأنتهاء من المرحلة الثانوية العامة تكون مدركات التعليم لديهم تتركز فقط على الكتابة والقراءة، والسبب في ذلك عدم تهيئة المعلم لتعليم هذه الفئة، إضافة إلى وجود صعوبات في المنهج غير المهيأ إلى الأصم، إلى جانب أن هذا المنهج خُصّص أساساً إلى السامع وليس الأصم.

من جهته تحدث مترجم الأشارة محمد بن علي عن دور مؤسسات المجتمع المدني ودعمها في دمج الأصم، متحدثاً عن الأنجازات التي قام بتنفيذها على هذا الصعيد، كترجمة الاتفاقية الدولية للغة الأشارة بعد أن كانت مكتوبة، وخصوصاً أن هذه الاتفاقية تؤكد حق الأصم في الوصول إلى المعلومة، مع ترجمة السلام الوطني إلى لغة الأشارة.

ونقل نائب مدير الجمعية السعودية للإعاقة رياض ماجد الشيخ تجربته منذ مرحلة الطفولة حتى تخرجه ليكون أول أصم سعودي حاصل على البكالوريوس، وذلك بعد تفوقه في جميع المراحل الدراسية. وأكد الشيخ أن تجربته كانت دافعاً للمضي قدماً، إذ إنه تم حرمانه من الدراسة الجامعية في بادئ الأمر، الأ أنه استطاع التغلب على الصعوبات والدخول إلى الجامعة وشغل عدد من الوظائف بعد تخرجه في أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية.

من جهته أشاد مدير عام الجمعية السعودية ضيف الغامدي بالملتقى الخليجي الرابع للصم، مشيراً إلى أنه حضر عدة ملتقيات، الأ أن هذا الملتقى كان فريداً من نوعه، وذلك لكونه عرض تجارب الصم، إضافةً إلى أن المتحدثين كانوا أيضاً من الصم، مؤكداً أن هذا المؤتمر يعتبر نقلةً نوعيةً للصم.

وفي سياق آخر أشاد المشارك من دولة الكويت فيصل الراشد بالملتقى الذي ضمّ عدداً من المترجمين والخبراء، إضافة إلى عرض عدد من التجارب. وتطرق إلى ضعف تعليم الأصم في الخليج العربي، مؤكداً أن العديد من الدول ? تمنح الشهادة الثانوية للأصم، إذ إن آخر مرحلة دراسية يسمح للأصم دراستها هي المرحلة المتوسطة.

من جهته عرض من البحرين كّل من باسم المؤذن وأحمد تقوي تجربة نادي الصم البحريني، إذ إن هذا النادي تم تأسيسه في العام 2005، وقد سعى أعضاؤه منذ إشهاره إلى توفير مقر، في الوقت الذي أمر رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بتوفير مقر للنادي، وقد تم استئجار مقر وجار إنهاء كافة المستلزمات على أن يتم افتتاحه قريباً.

ويهدف النادي إلى جمع ولم شمل الصم من الشباب البحريني وخدمتهم من النواحي الرياضية والثقافية والاجتماعية، كما يهتم النادي بتقوية العلاقات بين الشباب الصم وجميع أفراد المجتمع، إضافة إلى السعي إلى دمج الصم في المجتمع وتقوية روح الانتماء الوطني لمملكة البحرين، مع توظيف أوقات فراغ هذه الفئة من الشباب بما يخلق فيهم الإحساس بالنفع والفائدة ويجعلهم يشعرون بوجودهم في المجتمع. كما يهدف النادي إلى نشر رياضة الإعاقة السمعية بالمملكة والإشراف عليها وتنظيمها وفقاً للوائح والبرامج الخاصة بالصم التي تعتمدها المؤسسة العامة للشباب والرياضة.

ويهدف النادي إلى أن يكون عضواً فاعلاً في الاتحاد الدولي لرياضة الصم والاتحاد الاسيوي لرياضة الصم، مع المواظبة على المشاركة في الأنشطة الثقافية، والمؤتمرات الدورية للاتحاد الدولي للصم. وينظم النادي عدداً من البرامج والفعاليات منها برامج تعليمية وثقافية كدورات لغة الإشارة ومحاضرات تعليمية للأعضاء الصم، إلى جانب تنظيم برامج رياضية وبرامج ترفيهية.

يُذكر أن الملتقى الخليجي الرابع - الذي نظمته جمعية الصم البحرينية، ضمن الاحتفال بأسبوع الأصم العربي التاسع والثلاثين، تحت شعار: «الارتقاء بالأصم الخليجي» - شارك فيه أكثر من مئتي مشارك ومتحدث من دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر واليمن، وقد تم تكريم اللجان العاملة في ختام الملتقى، الذي تميّز بطرح الكثير من التجارب العملية وأوراق العمل الجادة، من مختلف الدول المشاركة.

العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً