سيداتي، أثبتنّ بلا جدل، انكنّ لَستنّ ناقصات عقل ودين، بل إنكن أعقل وأكمل ديناً من كثير من الرجال، كانت مقولة في زمانٍ سَجن المرأة بين جدران البيت، لتكون مطيةً في فراش الرجل، ومطيةً لمعدته وحواسه الجسدية، وفي زمانٍ كانت المرأة هي «الموؤودة إذا سُئلت، بأي ذنب قُتلت»، وفي زمان، كان الرجل لا يرى في المرأة إلا متاع الدنيا كما المال الذي يُكثره كما يُكثر بالمرأة ولده، وإنكن له متاع الدنيا، وفي الآخرة له متاع غيركن من الحور العين.
فذاك الرجل فيما مضى، تقوده ملذاته دائماً، فتسبب في العهر المجتمعي، بل امتد في بعضٍ من رجال الدين اليوم، ليُفتوا بحلال عُهر مناكحة المجاهد، وأي مجاهد ذاك الذي يعهر بطفلة لم تتجاوز 13 خريفاً من عمرها، فلا ربيع لها، بل عهر من أفتى وعهر من جاهد.
سيداتي نساء وطني، يومكن ليس كأمس جداتكن، فقد أبهرتن العالم، بتخصصات علومِكُنّ، وكدّكُنّ في تحصيلها، وفي تبوئكن أعلى المراتب، رغم كل الكبت والتثبيط، فرفعتن هاماتكن شامخات، ورفعتن هامات الرجال، إن كانوا رجالاً، أما عداهم، من يرى أنكن أدنى منه مرتبة، فقد أساء لنفسه ولإنسانيته ولدينه.
واليوم أراكن جحافل، مطالبات بالحرية والحقوق والمساواة، ُتقدمن الغالي والنفيس، من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل، بل يرجف من صلابتكن، كل مختال أثيم، ولم تعد تقتصر مطالبكن، على مساواتكن بالرجال، بل بمساواة كل المواطنين، رجالاً ونساءً، في الحقوق والواجبات، لبناء وطن، يتسامى فيه الإنسان، ويتسامى الوطن بكن، كجدات وأمهات وأخوات، تحمّلتُن أضعاف ما تحمّله الرجال، فقدمتنّ فلذات أكبادكنّ، قرابين للنور والحرية والحق، وساندتنّ الوطن، بأضعاف مساندة الرجال، ودخلتنّ السجون السياسية الظالمة، وخرجتن، وستخرجن مرفوعات الهامة، وطالكنّ الفصل الظالم من الأعمال، وأغرقوكنّ بمسيلات الدموع والرصاص، وقدمتنّ الشهيدات، فطوبى لَكُنّ... فأنتن تاج للوطن.
إنّكنّ في تواجدكنّ في الحياة العامة، وفي دوركنّ كأمهات، أنجبتنّ وربيتنّ جيلاً لا يعرف الخنوع، فأرضَعتنّه حليب العزة والكرامة، ومنكنّ الطبيبات والممرضات، من داويتنّ جنباً إلى جنب مع الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف، وعالجتنّ جراح المصابين والمصابات، جراء بطش السلطات، رغماً عن أوامر المنع الجائرة، واتّبعتنّ مع زملائكنّ ما أملاه عليكنّ شرف قسمكنّ الطبي وإنسانيتكنّ.
ومنكنّ المعلمات، يا من زرعتنّ بذور الأمل في وجدان أجيال، لابد لها من إجراء التغيير. ومنكنّ الصحافيات صاحبات أقلامٍ أكثر حقاً وصدقاً وارتباطاً بالوطن، من كثيرٍ من الرجال. ومنكنّ المتميزات في علوم الاجتماع والاقتصاد والعلوم المالية والإدارية، يا من ساهمتنّ في وأد سلب الوطن تلاحمه، وأدرتنّ مكاتب الوزراء والمديرين، وأدرتنّ الإدارات الحكومية وغير الحكومية، بما يطور المجتمع، ويرفع راية الوطن في المحافل الدولية.
ومنكنّ الحقوقيات والنقابيات، وقد أديتنّ خدمات جليلة للبلاد في حفظ الحقوق الإنسانية والعمالية، ومنكن الموظفات والعاملات، وحافظات حقوق المرأة والطفولة وبانيات الثقافة الاجتماعية التكافلية، ولم تكتفين بذلك، بل وجاهدتنّ في الحياة السياسية، وتحملتنّ التعسف القاسي وأنتنّ الرقيقات.
ولا أذيعك هنا سراً، ورغم أنف المتجاهلين والمتطاولين، حين إعلاني: إنكنّ، حتى البسيطات منكنّ، رفعتنّ رصيد الحراك الشعبي، في علو الصوت المطالب بالحريات والمساواة، وبالديمقراطية الحقة، بمحاربة التمييز ومكافحة الفساد، ومقاومة الطائفية واعتماد مبدأ المواطنة، في تقاسم ثروات الوطن، وفي إدارته، وفي حق المواطن أن يكون له صوت متكافئ، بعيداً عن الدين والطائفة والمذهب والأصل والجنس، رفعتنّ رصيد الحراك الشعبي اسوةً، بل بأكثر من كثير من الرجال، فسمع مطالب الحراك غرب البسيطة وشرقها، وها هو العالم، يدعم المطالب، من بعد اتضاح واقعنا السياسي والحقوقي.
إننا في البحرين، نعيش في أقفاص النصوص الدستورية والقانونية ربما البراقة، وفي أقفاص نصوص إجراءات حكومية، تمييعاً لتنفيذ توصيات اللجان الدولية، حتى تلك التي أمر بها الحكم، والاستجابة وبالنص فقط، لتوصيات جنيف لحقوق الإنسان، وأقفاص مراسيم تعيين المدعين والمفتشين العامين، لمحاسبة ومعاقبة المتجاوزين لحقوق الإنسان، في أجهزة الدولة، إلا اننا نعيش في داخل تلك الأقفاص، التي مهما لَوّنوها بألوان جمالية قوس قزح، إلا أنها تظل أقفاصاً تحجبنا قضبانها، عن رحابة واقع التطبيق الفعلي لهذه النصوص، لنرى ويرى العالم، اعتدال الأوضاع، بأن يكون الشعب خارج تلك الأقفاص، في رحابة العيش الكريم والتمتع بالحقوق كاملة، الحقوقية والسياسية، فلا سجون سياسية، والجميع طلقاء، ويمارسون الحياة العامة والسياسية بكل سبلها، من بعد تعويضهم معاناتهم، وكذلك الجرحى، بتعويضهم وتلقيهم أفضل العلاجات ومن أطباء يختارونهم، وشهداء الوطن، فلا أقل من إطلاق اسمائهم فرداً فرداً على شوارع ومعالم رئيسية، يرتادها كل من يطأ أرض البحرين، من بعد تحقيق أمرين، أولهما عقاب كل من تجاوز وتسبب في استشهادهم، وثانيهما، تعويض عوائلهم بما يرضيهم، حتى لو طلبوا ما يضاهي الاستحالة.
سيداتي نساء وطني... قبلة على جباهكن.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ
مشاخيل
سلمت اناملك وسلم هذا القلم الحر الشريف وهذه الروح الوطنية والمواقف الشجاعة والجريئة من أجل نصرة ابناء وطنك في محاربة الفساد ونيل الحرية والكرامة كثر الله من امثالك ياشريف المحرق .
والله أنك أصيل يا بن سيادي
أحسنت يا اصيل وسلمت الأنامل التي كتبت هذه التي تنم عن غيرة واحساس بالوطنية بل أقولها أنك الوطنية برمتها. نعم لبحرين الحرية والكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين. نعم للمساواة بين المرأة والرجل نعم لقضاء مستقل يحمي الحقوق والحريات العامة والخاصة.
بارك الله فيك عزيزي أ. يعقوب سيادي وجزاك الله ألف خير.
نعم يا سيدي .... إن المرأة التي أنجبت أنسانا راقيا كأمثالك أيها الاستاذ الفاضل لهي جديرة حقا بالاحترام والتقدير وكل ما ذكرت في مقالك الراقي.
رحم الله والديك وشكرا لك شكرا جزيلا.
بارك الله فيك على هذه النظرة الراقية الرائعة للمرأة البحرينية ........... أنا اشاطرك الرأي
المرأة البحرينية حقا أدهشتني:
بقوتها،
وصلابتها،
وإصرارها،
وعزيمتها،
ومواقفها البطولية العظيمة.
فألف تحية لهذه المرأة البطلة الشجاعة التي غيرك قوانين الحراك السياسي في البحرين والتي أرتقت في جميع الميادين العلمية والاجتماعية والتربوية والامومة.
فألف تحية لك أيتها المرأة الجليلة.
والشكر مرة أخرى للكاتب الشريف.
وأقول شكرا لكم يا أشرف الناس ويا أعز الناس.
اذلال المراه البحرينية ولا نصير لها
شكرا لك ايها الاستا ذ العظيم هل لي ان اعرف كيف يمكنتي الاتصال بك ام علي المحرق
سيدى
من أروع ما قرأت وقبلة علي خشمك
شكرا علا هاده المقال
انه قلت في تعليقاتى ان الواحد سوى من الرجال او النساء سيروا فى طريق الحق هاده الي يرضى الله لو ويش مايجرى عليكم لان الله راح ياخد الحق واقول الا الرجال المتزوجون رفقا با المراه كما قال على عليه السلام رفقا با القوارير
رجل والرجال قليل
نحن في حاجة لهكذا رجال تقود البلد لبر الأمان ما دام البحرين تزخر برجالاتها الأوفياء فهي ان شاء اللخ بحير .
والله إن القلب ليخفق أدمعت عيني وأهتز وجداني ياسيدي حقآ إبن الوطن البار
لقد أبهرني مقالك كما مقالاتك الأخرى .
صح الله لسانك
والله يعجز السان قبل القلم عن تقديم الشكر لك يا من ينرفع بك الرائس ودائما حقاني ومنصف الى وطنك واهله المناضلين من أجل رفعته واستقراره وأذا شاالله سوف يأتي اليوم الذي يندحر عنه المتنفدين والمنافيقنين المتمصلحين من أختلاق الازمات والذينه يخونون كل مواطن مخلص ويطالب بحقوقه المسلوبه من هائلاء الذينه يدعون بأنهم يمثلون المواطنين لأن المواطن لذيهم لم يبلغ سن الرشد حتى يكونون عليهي اوصياء,ويدون خجل وهذه الكارثه الكبرى.
الله يعزك دنيا واخره يا وطنى شريف
ادمعت عينى وقلبى اتنور فى هاده السطور الرائعه اينكم ممن تدعون بل الوطنيه والشرف والانسانيه اتمنا من الله احد منكم ان يتوقف عند هادة الكلمات و الاسطر الرائعه المبعثه من قلب سليم ويتمعن بها مره واثنين وثلاث عسى ان يهتدى الى الصراط المستقيم ويفيق من سباته سبحان الله القلم وما يسطرون هادا القلم الدى دعانا اليه رب العالمين
قامه من قمات الوطن وعزه
والله إن القلب ليخفق ادمعت عيني وهتزوجداني ياسيدي حقآ إبن الوطن البار
مقال من اجمل المقالات
شكرا للكاتب الجذير والقدير والمواطن المخلص
شكرا لك ي استاذ
هذا المقال سوف يخلد لك أستاذ لما يحمل من أدق وصف لنسائنا الشريفات والله إننى أخجل من ارى النساء أكثر حضور في كل مسيرة من الرجال
عظيم انت يا استاذنا الكريم
قبلة علي جباه حرائر الوطن صانعات مستقبل الوطن و قبلة علي جبهتك انت ايها الحر الابي
نساء وطني
سيداتي نساء وطني ... قبلة على جباهكن - كم أنت كبير وعظيم.
شكرا لكم أيها الشريف
وشكرا لكن أيها الشريفات وقريبا تكون الايام الجميلة بيننا نحن ابناء هذا الشعب الابي الوفي وعلى أيديكن يا أميرات وطني فزمن العبودية ولّى والحرية قادمة