في كل مرة نجتمع كرياضيين ونناقش ما يدور حولنا على الساحة الرياضية من قضايا بارزة، نحاول ألا نتطرق إلى جانب التطور المضطر في دول الجوار حتى لا نصاب بالإحباط ويصبح حديثنا مكررا، فكل من في حلقة النقاش ملم بخبايا الرياضة البحرينية وهمومها، ويعلم أن أهم وابرز مشاكلها هو الوضع المالي في الأندية الكبيرة والصغيرة منها، حتى باتت الأندية العريقة صاحبة الشعبية الجماهيرية العريضة عاجزة عن استمرار فرقها في مسابقات كل الدوريات المحلية، أما المنافسة على بطولاتها فقد أضحت باهضة الثمن، لذلك فإن ناديا مثل المحرق بإمكاناته الكبيرة فضل الانسحاب من دوري كرة اليد على رغم انه من الأندية التي ساهمت في تأسيس اتحاد اللعبة وكانت لفرقه صولات وجولات فيها.
أما ثاني المشاكل وأبرزها هو ما تعانيه الأندية الصغيرة التي تمثل العمود الفقري للرياضة البحرينية. فتتمثل في عدم وجود البنية السليمة من منشآت رياضية إلى ملاعب مزروعة، لذلك فإن وضعها بات سيئا جدا وسببا في هروب كفاءات إدارية واندثار مواهب رياضية، وبات مستقبلها مجهول الهوية.
أما ثالثة الأثافي والتي يحلو للبعض أن يطلق على هذه القضية بـ «أبو الهول» فتتمثل في الصرف ببذخ على بعض الألعاب غير الجماهيرية، والتي تستنزف المشاركة في احدى بطولاتها الخارجية مبالغ ضخمة تفوق موازنات كثير من الأندية الرياضية. لذلك يقترح البعض أن تخصص لها موازنة خاصة لا تتعلق بموازنة الرياضة.
وعلى رغم ذلك أقول بصدق إننا نحن الرياضيين لا نطالب بمضاعفة موازنة الرياضة أو تفضيلها على بقية البرامج الوطنية الأخرى التي تنفذها الحكومة، ولكننا نطالب المجلس الأعلى للشباب والرياضة بوضع خطة زمنية واضحة المعالم للنهوض بالرياضة البحرينية، تشرف على تنفيذها لجان متخصصة تستمد تصوراتها وأفكارها من واقعنا الرياضي، على أن يضاعف أولا الدعم المقدم للأندية ووضع لبنية تحتية سليمة لأنها السبيل الأول لتطور رياضتنا.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ