جاءت الكلمة لتبدد الصمت البشري، فكانت أول وصلة لتواصل الإنسان، فأصبحت الصورة هي شكل الكلمة الأولى بالرسم والنقش على الحجر، ثم خطت بخطوط اتفق على فهمها، ورغم اختلافها وغرابتها لكنها كلها تنقل إحساس الإنسان وتجاربه وأفكاره، والأهم من ذلك أنها توصل ماذا يريد أن يقوله.
وتطوّر الإنسان في استخدام الكلمة بنقل صور ومشاعر عبر أبيات شعرية مصفوفة، ثم حاول نقل مفاهيمه إلى سطور فكان الكتاب.
ولأهمية الكتاب في حياة الأمم والشعوب، قررت اليونسكو منذ العام 1995 الاحتفال بالكتاب سنوياً في الثالث والعشرين من شهر أبريل/ نيسان، وجاء اختيار هذا التاريخ بشكل رمزي، وهو يصادف ذكرى ولادة ووفاة عدد من الأدباء المرموقين من أمثال فلاديمير نابوكوف ووليم شكسبير. ويذكر أن فكرة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب أخذت من مدينة كتالونيا الإسبانية التي جرى العرف فيها بتوزيع وردة لكل من يشتري كتاباً في مثل هذا اليوم.
وقد تم إعلان مدينة بانكوك عاصمة عالمية للكتاب للعام 2013 بناء على اختيار من اليونسكو بمشاركة من الرابطات المهنية الدولية الرئيسية الثلاث المعنية بعالم الكتاب، وهي «رابطة الناشرين الدولية»، و «الاتحاد الدولي لباعة الكتب»، و «الاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات». وهو عرف سنوي اعتادت عليه اليونسكو بتسمية العاصمة العالمية للكتاب، وبانكوك هي المدينة الثالثة عشرة التي يتم اختيارها، بناءً على تنوع البرنامج الذي وعدت بتنفيذه للجمهور الشباب المحروم من القراءة تحت عنوان القراءة للجميع، وقد حصلت مدينتان عربيتان هذا اللقب، إذ اختيرت الإسكندرية العام 2002 وبيروت العام 2009.
في عالمنا العربي هناك أزمة كتاب، فلا يتجاوز عدد الكتب المنشور عن ثلاثين ألف كتاب في الأعوام الأخيرة، وأطفالنا لا يقرأون أكثر من عشر صفحات سنوياً، ودور النشر تعاني من أزمات أبرزها غلاء أسعار الورق، وقلة عدد المكتبات وأماكن التوزيع، وانعدام التوزيع الخارجي، وتزوير الكتب دون رقابة أو ردع. ولا يوجد تشجيعٌ للشباب العربي على الانطلاق، إذ يعتبر الناشر أن التعاون لأول مرة مع اسم مجهول هو مجازفة، لذا من ينشر أول مرة يتحمل بنفسه التكلفة غالباً، ناهيك أن الدول العربية لديها محظورات كثيرة على التأليف والنشر، ومثل هذا الجو الملبّد لا يساعد على الحرية، وهو حتماً خانقٌ للانطلاق والإبداع، ومن يتصدّر فليبشر بالحرمان.
الأحداث التي عصفت بالعالم العربي والتغيرات التي تنتظره، عصفت بالثقافة وانعكست بظلالها على المفاهيم، وبرزت على الساحة كتب تخوض تفاصيل لم تتصدر عناوينها الفترة السابقة، وهي تعنى بالطائفية ومشكلات الأقليات، وكتب أخرى هي أقرب إلى العبث السياسي الذي يروّج إلى ساحة معينة بتقديمه أطروحات وفكراً مغلوطاً هدفه خلق نموذج متطرف ناقم، هو صنيعة لأصحاب القرار السياسي العالمي رغبة منهم في إعادة هيكلة أنظمة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تسيطر علينا وهي بعيدة عن الإنسانية والفكر، فماذا نريد لأنفسنا أن نكون؟ مشكلتنا لا تكمن فيمن يكتب وفيمن ينشر، مشكلتنا في من يتصدر للثقافة والكتاب، وأية ثقافة يراد لها أن تُسيِّس، وأي كتاب يفسح له المجال لأن يظهر، فلا تجعلوا الكتاب رهين السياسة والقصور.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ
اهمشى
اهمشى الكاتب لين بيكتب اخاف الله ويكتب عن الحق وهادا الي يرضى الله وانا لااقصدش ياكاتبه يامحترمه والله اوفق جميع كتاب الحق