أكد الأمين العام الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي عبدالله المسلم، أن مؤسسات التعليم العالي «فوق الثانوي» تواجه تحديات «تفرض عليها الأخذ بمعايير الجودة، وبناء أنظمة جودة داخلية، تركز على التقويم المستمر لنواتج تعلم الطلبة في برامجها العلمية، كما تفرض عليها إعادة النظر في أساليب التدريس التقليدية»، مشيراً إلى أن المسئولين في الدولة عن التعليم والتنمية بصورة خاصة، وفئات المجتمع بصورة عامة، أصبح لديهم تطلعات محددة بخصوص أهمية مسئولية هذه المؤسسات وبرامجها عن تبني آليات تضمن جودة الأداء والشفافية والوضوح من خلال الحصول على الاعتماد الأكاديمي على المستوى المؤسسي والبرامجي، والذي لن يكون بعيد المنال على من اجتهد وعمل وفق خطط استراتيجية وأهداف محددة، وآليات عملية لتحقيق تلك الأهداف، وتبنى ثقافة الجودة المبنية على الدلائل والبراهين ومؤشرات الأداء.
جاء ذلك في كلمة ألقاها المسلم في حفل انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لضمان الجودة في التعليم فوق الثانوي، مساء أمس السبت (27 أبريل/ نيسان 2013)، في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، والذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تحت عنوان: «نواتج التعلم وجودة التعليم والتعلم في التعليم فوق الثانوي».
ويحضر المؤتمر، الذي ستستمر أعماله حتى يوم غدٍ (الإثنين)، ثمانية عشر خبيراً دولياً من كبار خبراء الجودة في العالم ومجموعة من قيادات العمل الأكاديمي في دول الخليج العربي، ويعقد في مدينة الدمام.
وقال: «إن كثيراً من مؤسسات التعليم فوق الثانوي في السعودية، بادرت خلال السنوات الأخيرة إلى بناء أنظمة جودة داخلية، وفق نظام ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي الذي وضعته الهيئة، وإن المتابع المُنصِف ليرى التقدم الملحوظ والمستمر، الذي حققته عدد من مؤسسات التعليم فوق الثانوي في السعودية، في مجال ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي، مما يدفعنا في الهيئة لمواصلة المسيرة وتبني المزيد من الآليات والممارسات المثلى لتحقيق المزيد من التقدم».
وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قائلاً: «إن القيادة الرشيدة جعلت من قضية دعم التعليم ومؤسساته أولوية مهمة، إيماناً بما يحققه هذا الدعم من تأثير إيجابي على تقدم الوطن ورفاهية المواطن»، لافتاً إلى أن من أهم أهداف هذا المؤتمر هو دعم وتفعيل أنظمة الجودة الداخلية في مؤسسات التعليم فوق الثانوي، من خلال مناقشة أساليب قياس مخرجات التعلم وتصميم الخطط الدراسية، استناداً إلى الخبرات والممارسات الجيدة، وبحث الأساليب المُثلى لتحقيق هذا الأمر، والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.
وأضاف المسلم أن «المؤتمر استقطب نخبة من الباحثين المتميزين في تصميم وتنفيذ الخطط الدراسية وفق معايير الجودة، والخبراء الدوليين في مجالات مخرجات التعلم، وأساليب التعليم، واستراتيجيات التقييم، ليستفيد الجميع مما يطرحونه من رؤى وأفكار في هذ الصدد».
ورأى أن «الحراك الفكري في موضوع الجودة، ومنه ما يدور في هذا المؤتمر، ينعكس بصفة مباشرة على الطلبة في الجامعات ومؤسسات التعليم فوق الثانوي»، لافتاً إلى أن التعليم العالي في العالم بأسره يشهد منذ عدة عقود تحولات جوهرية، تتمحور في التركيز على حصيلة ما يتعلمه الخريجون، ومن هذا المنطلق أصبح الاهتمام منصبّاً على نواتج التعلّم الفعلية للطلبة، وخصوصاً المهارات المعرفية والشخصية والاجتماعية، التي باتت ضرورية للنجاح، ليس فقط في سوق العمل، وإنما في القيمة التي يضيفها التعليم فوق الثانوي لتأهيل الخريج، ولمواصلة الدراسة في مراحل الدراسات العليا، أو بناء القدرات الذاتية التي تُمكِن الخريج من أخذ زمام المبادرة في تحقيق طموحاته المهنية باستقلالية وتميز في سوق العمل».
ويناقش المؤتمر الدولي الثالث لضمان الجودة في التعليم فوق الثانوي أربعة محاور رئيسة هي: «تصميم الخطط الدراسية وتنفيذها، تحسين جودة التعلم والتعليم، فيما المحور الثالث عن دعم التعليم ومقاييس الجودة، والمحور الأخير يتناول قياس نواتج تعلم الطلبة».
هذا، وسيتضمن المؤتمر جلسات عمل ومحاضرات يتحدث فيها الخبراء الدوليون في مجال جودة التعليم، فيما سيترأس الجلسات عدد من مسئولي جودة التعليم في دول الخليج.
العدد 3886 - السبت 27 أبريل 2013م الموافق 16 جمادى الآخرة 1434هـ