قامت «الوسط» بجولة في المرافق العامة لمركز إصلاح وتأهيل النزلاء في جو، برفقة مدير إدارة الإصلاح والتأهيل في وزارة الداخلية المقدم محمد الحسيني، ورئيس التحرير والصحافة في الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بدر السعيد، اطلعت خلالها على المرافق الرئيسية بالمركز، بما فيها قاعة زيارات النزلاء، والورش التدريبية، والملاعب الخارجية، و «دكان النزيل»، ومكاتب استلام النزلاء.

نظام توثيق جديد تبعاً لـ «توصيات تقصي الحقائق»

أوضح الحسيني خلال الزيارة، أن النزيل وفور وصوله إلى مركز إصلاح وتأهيل النزلاء، يتم التأكد من أوراقه الثبوتية والحكم الصادر بحقه من المحكمة ومدة توقيفه وأمر التنفيذ من النيابة العامة بحسب القانون، ويتم إبلاغه بالحكم الصادر بحقه، وفيما إذا كان يود التقدم بطلب الاستئناف من عدمه، لافتاً إلى أنه وفي حال رغبة النزيل بالاستئناف أو المعارضة على الحكم فإنه يرسل الى الجهات المختصة.

وقال: «بعد وصول النزيل إلى المركز، يتم تلاوة حقوقه وواجباته عليه، بحسب اللغة التي يتحدثها، ومن ثم يقوم بتسليم ملابسه الخاصة وبقية متعلقاته وأماناته، والتي يتم تصويرها، قبل أن يتم وضعها في أكياس خاصة، ومن ثم قفلها برقم تسلسلي يعطى للنزيل، ويتم حفظه في برنامج داخلي مرتبط بوزارة الداخلية، ولا يمكن فتح القفل إلا بعد كسره».

وأضاف: «نظام التوثيق الجديد المتبع في المراكز، يهدف لضمان الحفاظ على متعلقات النزلاء والمحبوسين وتوثيقها ضمن أفضل المعايير، وهو تنفيذاً لتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».

وتابع: «بعد الانتهاء من إجراءات الاستلام الرسمية، يتم السماح للنزيل بإجراء اتصال هاتفي لمدة خمس دقائق لأهله، أو السفارة التي تمثل بلاده إذا كان أجنبيا، لإبلاغهم بمكان تواجده».

وواصل: «بعد ذلك يتم أخذ النزيل للعيادة الطبية للكشف عليه، والتأكد فيما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة أو معدية، وفي حال تبين أن النزيل مصاب بمرض ما، فإنه يتم دمجه مع النزلاء الآخرين المصابين بالمرض ذاته، مع عزله تماماً عن بقية النزلاء الأصحاء، حتى في ملاعب الرياضة والمرافق الصحية، خوفاً من أن يتسبب بالعدوى للنزلاء الآخرين لا قدر الله».

وأشار الحسيني إلى أنه يتم تزويد النزيل بالملابس والعهد بمستلزمات النوم، ومن ثم أخذه إلى غرفته في العنبر المخصص لتصنيفه بحسب معايير التصنيف المعمول بها.

نظام إلكتروني لتحديد مواعيد الزيارات قريباً

أما فيما يتعلق بنظام الزيارات، فأكد الحسيني أنه يتم السماح للنزيل في أول أسبوع له، بزيارة استثنائية في أول يوم عمل يصادف دخوله المركز.

وتسمح إدارة الإصلاح والتأهيل لأهالي النزلاء بزيارتين شهرياً، يتم تحديد مواعيدهما من قبل الأهالي، عن طريق الاتصال الهاتفي أو الحضور الشخصي، لافتاً في هذا الإطار إلى توجه إدارة الإصلاح والتأهيل لإعداد صفحة إلكترونية لحجز مواعيد زيارات النزلاء من قبل الأهالي.

كما أشار إلى أن إدارة الإصلاح والتأهيل تسمح في بعض الحالات بزيارات استثنائية مراعاة للظروف الإنسانية التي قد يمر بها النزيل أو عائلته.

تسهيل إجراءات المنتظمين في الدراسة

وقال الحسيني: «بالنسبة للنزلاء والمحبوسين المنتظمين في الدراسة، فإنه يتم ترتيب إجراءات تقديمهم للامتحانات بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لطلبة المدارس في مختلف المراحل وبالتنسيق مع الجامعات المختصة للجامعيين منهم، كما أن هناك عددا من الجامعات الخاصة التي أبدت تعاوناً مع إدارة الإصلاح والتأهيل في إجراء امتحانات النزلاء المنتسبين إليها».

وتابع: «إدارة الإصلاح والتأهيل وبالتعاون مع الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم، تعمل على تسهيل إجراءات الامتحانات للنزلاء والمحبوسين احتياطياً، حرصاً منها على ألا يتسبب قضاء العقوبة أو فترة الحبس في إعاقتهم عن مواصلة حياتهم بصورة طبيعية بعد إنهاء فترة عقوبتهم، ليكونوا أفراداً صالحين لا عالة على مجتمعهم»، آملاً في الوقت نفسه أن تسهم المؤسسات الخاصة في رفد إدارة الإصلاح والتأهيل بالبرامج التدريبية للنزلاء، لتمكنهم من الحصول على فرص عمل بعد انتهاء فترة عقوبتهم.

ساعتان إلى 4 ساعات في اليوم لممارسة الرياضة

وأكد الحسيني أن إدارة الإصلاح، تسمح للنزلاء بالخروج من عنابرهم، في الفترتين الصباحية والمسائية، ولمدة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات في اليوم، لافتاً إلى أن ذلك يفوق المدة التي تنص عليها القواعد الدولية للتعامل مع السجناء، والتي لا تتجاوز الساعة الواحدة.

وأشار إلى أن النزلاء يمكنهم ممارسة الرياضة عبر الساحات المتاحة لهم في داخل المباني، ناهيك عن الملاعب الخارجية، وفق جدول متغير، إضافة إلى مشاركتهم في المسابقات الرياضية والثقافية والألعاب المختلفة التي يتم تنظيمها من قبل الإدارة.

أما على صعيد العلاج المتوافر للنزلاء، فأكد الحسيني، أن النزلاء والمحبوسين يحصلون على العلاج في العيادات الطبية بالمراكز المزودة بكادر طبي مؤهل، والتي تقدم خدماتها على مدى 24 ساعة، ناهيك عن تواجد طبيب أسنان لمدة خمسة أيام في الأسبوع، ويتم تحويل من يتطلب وضعه الصحي الى المستشفيات العامة، إضافة إلى توافر سيارات إسعاف حديثة بكل مركز لنقل النزلاء المرضى.

توجه لبيع منتجات النزلاء

يتوافر في مركز إصلاح وتأهيل النزلاء في جو، عدد من الورش التدريبية، التي يُسمح للنزلاء من خلالها بممارسة النشاطات التي تستهويهم، وفق آلية معينة، ومن بين هذه الورش، ورشة للنجارة، والمكيفات، وورشة للرسم على النحاس، وورشة للخط والرسم على الصابون.

وفي هذا الصدد، أكد الحسيني أن هناك العديد من المشروعات التطويرية، ومنها مصنع لتدوير الإطارات، ومغاسل مركزية، ومشروعات أخرى مثل صيانة وميكانيكا السيارات التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخراً، والتي ستسهم بشكل كبير في تعزيز برامج التدريب والتأهيل المهني لنزلاء المركز، وفقاً له.

وكشف الحسيني عن توجه إدارة الإصلاح والتأهيل لدراسة عرض المنتجات الفنية للنزلاء وبيعها، ومنح النزيل قيمة عمله، بعد خصم مبلغ الأدوات المستخدمة في العمل الفني، مشيراً إلى أنها من بين المشروعات قيد الدراسة مع الجهات المعنية .

كما أكد في السياق نفسه، عن توجه إدارة الإصلاح والتأهيل، وبالتعاون مع الجهات المختصة لتمكين النزلاء بعد إنهاء مدة عقوبتهم، من بدء مشروعاتهم الخاصة.

وأشار الحسيني، في سياق الخدمات والبرامج المقدمة للنزلاء إلى تنظيم محاضرات عن السلوك القويم والتعامل مع السلوكيات الخطرة والتعافي من الإدمان، ومخاطر المخدرات وورش العمل والتوعية المختلفة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن مدمني المخدرات يخضعون إلى العلاج ويتم متابعة وضعهم الصحي من قبل استشاري متخصص وبالتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الصحة.

وبيّن أيضاً أنه يتم عقد ندوات دينية وبرامج ومحاضرات وورش عمل يقدمها رجال دين من الطائفتين السنية والشيعية بالتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، إضافة إلى مشاركة النزلاء في برامج تحفيظ القرآن والمسابقات السنوية ومنها مسابقة البحرين الكبرى لتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك السماح لمندوبين عن الكنائس بتقديم ندوات دينية للنزلاء من الديانة المسيحية.

المشتريات من دكان النزيل وفق ضوابط معينة

أكد الحسيني، انه يسمح للنزلاء، إضافة الى ما يقدم لهم، بشراء مستلزماتهم الإضافية من مواد غذائية وملابس ومواد نظافة شخصية، مرة واحدة في الأسبوع، على ألا يتجاوز المبلغ المحدد للشراء لكل نزيل المئة دينار في الشهر.

وأوضح أن حصول النزلاء على المبالغ المالية لشراء المستلزمات، يتم وفق آلية معينة، تبدأ بإيداع المبالغ المالية من أهاليهم، على أن يتم الخصم من المبلغ المالي الخاص بالنزيل بموجب رصيد الشراء الموقع من النزيل وعبر نظام أمانات مالي خاص مصمم لهذا الغرض.

زيارات دورية لـ «الصليب الأحمر»

أكد الحسيني أن وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يقوم بزيارات دورية إلى مراكز الإصلاح والتأهيل والحبس الاحتياطي، مجدداً تأكيده التزام إدارة الإصلاح والتأهيل بتطبيق المعايير الدولية في التعامل مع النزلاء ومراعاة قواعد وحقوق الإنسان وكرامة الإنسان في معاملة النزلاء.