العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ

عائلة العريض تدعم مسيرة التعليم البحرينية

المنامة - محمد حميد السلمان 

26 أبريل 2013

وثيقتنا هذه المرة تبرز مدى مساهمة الأُسر البحرينية العريقة في دعم مشاريع العلم والتعليم كافة في البحرين وبذل مالهم الخاص في هذا المجال ليوفروا للأجيال العلم الذي حُرمت منه الأجيال السابقة لهم ومنهم بعض هؤلاء الداعمين.

تاريخ الوثيقة يصادف نفس شهرنا الهجري الحالي وهو جمادى الآخرة أو الثانية كما هو مذكور في الوثيقة، وهو يوم الأربعاء 19 شهر جمادى الثاني العام 1338 هـ الموافق 10 مارس/ آذار 1920م. فعمر الوثيقة بهذا يكون حوالي 93 عاماً، وهي عبارة عن وصل تسلم لمشروع أول مدرسة بحرينية نظامية أنشئت بدعم أهالي البحرين من الوجهاء والأعيان وبعض التجار ثم أشرفت عليها الحكومة فيما بعد، وهي مدرسة الهداية الخليفية. فقد تبرع خمسة من أعيان عائلة العريض لمشروع بناء المدرسة واستمرارها في نشر العلم والمعرفة في بواكير التعليم في المجتمع البحريني. وهؤلاء الخمسة، هم على التوالي كما جاء في الوثيقة: محمد، علي، منصور، سالم، ومحسن من بيت العريض. والمبلغ المتبرع به هو 500 روبية هندية، وهو مبلغ كبير في تلك الفترة. وهذا هو نص الوثيقة كما كتبت:

بسم الله الرحمن الرحيم

«مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»

نمرة 180

(إعلام)

عن القدر المتبرع به لمدرسة الهداية الخليفية

عدد 500 ربية

استلمنا من المحترم محمد وعلي ومنصور وسالم ومحسن آل العريض دام مجده القدر المشروح أعلاه وهو خمسمائة ربية (سكه) تبرعاً للمدرسة المذكورة فجزاه الله الجزاء الحسن عن دينه وأمته والوطن. حرر في يوم 19 شهر ج2 /1338هـ.

صحيح أمين الصندوق إبراهيم بن محمد

يوسف جمعة (عن إدارة المدرسة)

******

ويتضح من صيغة هذا الوصل للمتبرعين أنه كتب لمتبرع فردي لكنه اُستخدم أيضاً للمتبرعين بشكل جماعي من الأسر والأعيان. وليس هذا فقط كل ما قام به منصور العريض وبعض أفراد عائلته في دعم قطاع التعليم في البحرين، بل كان هذا الرجل، الذي لم يوفَ حقه إعلاميّاً وتاريخيّاً بعدُ، من أحرص الناس على تقدم مستوى الشعب البحريني في مضمار العلم والتعلم، وذلك بسبب ثقافته الفطرية والمكتسبة التي استقاها من الحياة حوله ومن علاقاته ببلاد الهند تجاريّاً. لذلك كان حريصاً حتى في تلك اللحظات البسيطة التي كان يقابل فيها المستشار (بلغريف) على أن يستثمرها في تحقيق بعض المطالب الإنسانية لأفراد الشعب البحريني. وهذا ما حدث يوم الإثنين الرابع من شهر فبراير/ شباط من العام 1935، التي سجل فيها (بلغريف) ضمن أوراقه الشخصية اليومية أنه التقى منصور العريض، حيث يصفه بأنه شخص صائب التفكير ومعتدل جدّاً. وفي تلك المقابلة، التي يذكر (بلغريف) أن منصور تحدث فيها كثيراً عن التعليم في البحرين، طالب منصور العريض في نهايتها وبشكل اقتراح على المستشار أن يقوم بخطوة، جريئة في ذاك الزمن لإمارة تقع تحت الحماية البريطانية، وهي أن تُرسل الحكومة طالباً أو طالبين على حسابها للدراسة في إحدى الجامعات البريطانية المعتبرة، وكان يقصد تحديداً كما يؤكدها المستشار، جامعة أكسفورد. وهذا يدل على مدى إيمان منصور العريض بالتعليم وإدراكه المبكر جدّاً لأهمية التعليم الجامعي وأثره المستقبلي في تقدم الشعب البحريني وعدم اعتماده فقط على الخبرات الأجنبية التي لن تحقق ذاته في هذا المجال. ولكن هل استجابت الحكومة لذلك الطلب؟

العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً