العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

عودوا إلى دياركم...

إنها القنبلة الموقوتة التي أشعلتها عميدة الصحافيين هيلين توماس، بتصريحاتها قبل أن تفارق البيت الأبيض، حتى أنها أجبرت على الاستقالة من منصبها كصحافية دائمة في مقر الرئاسة الأميركية، وكأن رسالتها هذه وجهتها له أيضاً، الذي عاد تواً للبيت الأبيض، أيها «الأميركان» اتركوا الأفغان مع أفغانستانهم! والعراقيين ليتصالحوا ويتوافقوا فيما بينهم! واللبنانيين مع لبنانهم! والإيرانيين في شأنهم! إلا أن الغراب الأسود لم يفهم الرسالة بعد؛ فقد عاد ثانية سائحاً هذه المرة ساخراً على الدول العربية مستهزءاً على أحوال المسلمين، على شجرة الزيتونة الفلسطينية الدامية فروعها، التي تأن أنيناً، وشجرة الأرز اللبنانية والمتساقطة أوراقها غماً وكمداً، وشجرة البلح العراقية الآيلة أغصانها قهراً وغصباً، و»الطوفة السورية الهبيطة» أسوارها، هاهو يوزع الأموال والهبات على السوريين المشردين والأردنيين البائسين والفلسطينيين المحاصرين، كي يشهد له التاريخ العربي، ويوثق ذكرياته المرة التي أذاقها الشعوب الإسلامية طوال ولايته، لكن يكتب عن ماذا؟ هل سيكتب عن النكبة في فلسطين واغتصاب أرضاً وشعباً، أم الفتنة في لبنان التي أكلت الأخضر واليابس، أم الأرهابيين في العراق الذين وصلوا سورية فأباحوا الدم والعرض السوري بتوقيع الصهاينة باسم الخريف الصهيوني، أم سيكتب عن شارع بن غوريون في قلب فلسطين؟ لكن تراه ماذا سيسمي ذكرياته، هل سيسميها «نكبتي» أم «نكباتي الكاذبة» حتى تباع في الأسواق الأوروبية، والذي لا يشتري منها يتفرج عليها، أو يكتب عن كذبة أبريل!

كأني به منذ وصوله لفلسطين المحتلة، تبارك بلقاء باراك، زائراً القبة الحديدية، غير آبهاً بوعوده للفلسطينيين بدولتهم كما كان يهرج أسلافه الذين سبقوا، بأكاذيب وترهات على عباس خوفاً من زلة لسان أو حرف جر يجر وراءه الويلات على شعبه، حتى إذا ملّ من أكاذيبه صحبه آخرون في جولة إلى البتراء الأردنية!

وفي أبريل نحن نقول «أيها الأميركان أبعدوا بنادقكم عن شجرة الأرز اللبنانية، وشجرة البلح العراقية، وغصن الزيتون الفلسطيني، و(الطوفة الهبيطة) السورية، أبعدوها».

مهدي خليل


تباشير الصباح

كل تحية وتقدير إلى إذاعة القرآن الكريم من البحرين على برامجها الرائعة والهادفة والتي قلّ ما نجد مثيلاً لها في الإذاعات الأخرى ففي كل دورة برامجية تتحفنا بالمفيد والنافع من البرامج ومن أروع البرامج التي تذاع حالياً على الهواء مباشرة هو برنامج «تباشير الصباح».

هذا البرنامج هو تحفة البرامج التي نطرب بالاستماع إليها من إبراهيم كفيف العجمي، فمنذ الصباح الباكر يشع في الأجواء ذلك العبير الذي ينعش أرواحنا ويبعث فيها التفاؤل والأمل ففي هذا البرنامج تتنوع المواد فمنها ما يخص أطفالنا فلذات أكبادنا وما يخصنا نحن الكبار، إضافة إلى شيء من سيرة الرسول (ص).

لقد زرع هذا البرنامج القيم والمفاهيم الإسلامية الصحيحة في نفوس أطفالنا وأخرج الكثير من طاقات وإبداعات أطفالنا فعندما نستمع إلى مداخلات أطفالنا البريئة نشعر بالسعادة والغبطة وأيضاً عندما ينتقل البرنامج إلى فترة الكبار فنشعر أن بحريننا الغالية فيها الكثير من الأشخاص الطيبين الذين يعكسون صورة الإنسان البحريني الأصيل، ساعة ونصف الساعة هي مدة البرنامج تمر وكأنها البرق من فرط استمتاعنا بلحظاته.

ولكن، توقف البرنامج منذ تاريخ 24 مارس/ آذار لظروف إبراهيم الصحية وكلنا تضرع إلى الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل ويلبسه لباس الصحة والعافية.

ولا ننسى أيضاً جهود طاقم البرنامج منهم المخرج المبدع أحمد الشريان وباقي العاملين في البرنامج على إظهاره بالصورة المشرفة التي أتحفونا بها وهم خلف الكواليس ويعملون بكل جهد وإخلاص، تحية من القلب لكم جميعاً.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي


الوطن عشق متأصل لا يضمحل

الوطن تعيش فيه طبقتان، الأولى فوق والأخرى تحت... هذا الموضوع نضعه بين أيدي القراء وسنثريه بالمعاناة والشواهد الحية، فنحن كشعب نطالب بتقرير شهري شامل بالنسبة لكل محافظة أو مجلس بلدي، لابد من المواطنين المخلصين القادرين أن يتفاعلوا بصدق وأمانة مع هذا الموضوع المهم الذي يعكس حقيقة واقعنا البائس في البحرين، الصحافة يجب أن تكون شريكة في نقل هواجسنا ومعاناتنا وهذا ما يؤكد التغطيات التي تفرد لها الصحف مساحة لتعبر عن واقعنا المؤلم، والإحساس لدى الناس، وخصوصاً الطبقات المظلومة.

حالنا وواقعنا لا يسر، ترى أناساً تعيش في العلالي وآخرين تحت، لابد أن نبث في الحياة أهزوجة الفرح في قلوب الناس الموجودين تحت، هؤلاء ناس يكتوون من نار الحرمان فيما نرى الآخرين يشغلون المناصب قيادية، ومكاتب نتأثر نفسياً إذا ما شاهدناها ونحن لا نستطيع أن نطال أبوابها المغلقة في وجه المحتاجين وطرقها بغية الانتفاع بما يملكونه.

أنا لا أمثل الطبقة التي فوق، بل التي تحت... التي يتحالف معها الجياع وأصحاب الحقوق والمطالب، حفاة مساكين يحملون كسرة الخبز، ويبيعون العلب الفارغة لكي يعيشوا شعب يتكدس في بيت واحد مثل الزريبة، وقله من الأفراد يسطون على الأراضي ويملكون البحار ويخنقون الناس في غرف ضيقة، وبيوت متآكلة منتهية صلاحيتها. شعورنا بالواجب يحتم علينا الكلام، إيصال همومنا للشعوب الجارة لتحكم علينا... كي تنصفنا، إذا نصفتنا فنحن مسئولون عن إيصال صوتنا لهم... إنهم إخوة لنا، لا تمنعنا الحدود بيننا... سفراؤهم عندنا يحملون لهم همومنا وكلامنا وأحاديثنا ورسائلنا.

الحقيقة مؤلمة، عيالنا هم العاطلون الذين ذابت أحذيتهم من البحث عن وظيفة يعيشون عليها، ويحلمون أسرهم من السؤال.

شباب غرقوا وشابات ضاعوا في زحام الحياة ومن أجل لقمة العيش أو حياة طيبة... بلد العدالة مفقودة، وتوزيع الثروة محسوبة، تنالها أفراد، أو أشخاص لهم مكانة في المجتمع... الفساد عمّ الديرة، وأهل الديرة أعلم بشعابها. المتلاعبون بأموال الدولة زادت ثرواتهم ولا رادع لهم... ولا من أين لك هذا؟ إذاً جريمة القتل عقابها الشنق، والسارق قطع يده، إذاً لماذا لم نسمع بقطع يد أحد؟ الذين يعيشون تحت يعيشون عقداً نفسية، غير قادرين على حلها. إلا بالرحمة، والرحمة مفقودة، لا وجود لها... لا أقدر أن أنقل صورة حية كاملة لشعب البحرين. تساءلت بنبرة صدق هل فرغت منا كلمة الصبر؟

الصبر فينا من أول الخلق؟ ومكتوبة علينا لآخر عمر الإنسان.

علي أحمد


وجوه بلا ملامح...

وهج يزمجر وأنا ارتعش تحت صخرة

نار تلتهب وتقشر أجسادنا العارية تماماً

خواء وحيرة وسياط فاترة تسلط فوق أجسامنا دون أن نشعر بها.

هيام مختوم في التركيز... مجرد أجساد... مجرد وجوه بلا ملامح.

أن أومي إلينا نتحدث بتيبس ثم نصمت... ونصمت طويلاً.

هم مجرد بشر وأنا نسخة إنسان

يجلسون وأجلس معهم في دائرة الضياع... غرفة بيضاء خاوية وفاترة... النور فيها ساطع ومجلجل إذا نظرت إليه حتى معصمك إن عزمت ورفعته لن يحجب عنك قوة شعاعه الأبيض.

نجلس في حلقة التعاسة معاً منا من يطرق بحذائه المسلخ فوق الأرض

ومنا من يتناول أظافره المتسخة وجبة للقلق ومنا من يحارب الكراسي الصدئة بأصابعه الواهنة

تشير الدكتورة بحماس مبالغ فيه لكل شخص منا... انتهت صلاحية مشاعرنا جميعاً... تعتقد بحماسها المفرط أنها يمكنها أن تعيد تصنيع كل واحد منا.

تجبرنا سخافتنا اللامنتهية على التصفيق بملل لكل واحد منا يتحدث ويعيد ويكرر في كل جلسة خواء مملكة حياته.

ثم تنتهي الجلسة الروتينية ويعود كل واحد منا إلى يأسه... يحاول أن يبكي...

حتى الدموع سلبت منا... أصبحنا أشباح بشر نتحدث وقت الضرورة ونأكل وقت القصوى... لكننا لا ننام بل نبقى ننتظر الظلام يغيبنا عن جمود الحياة.

الإدمان... أتانا لأننا نعيش فراغاً مقيتاً ولأن الحياة جردتنا من إنسانيتنا ولأن قلوبنا فارقت الله... ضاعت أفئدتنا... فتوقفنا حتى عن البحث عنها.

رتبة عوائلنا «المخملية» المصقولة بالمثالية والانضباط جعلتنا نتوق إلى ضحك مدوٍ... ضحكة افتقدتها وافتقدوها.

أفتقدها مع أمي.

تلك المرأة صاحبة الشأن الشامخ وربوع الخير... نبع التحضر والارتقاء من سهرت على راحة الحيوانات في ملجئها الخاص ومرضت وحممت وأطعمت ولاعبت.

تبوح لي الذكريات المهمشة الباهتة عدد المرات التي كانت ترقي حيوانها المدلل إلى مهدها وتطوقه بين ذراعيها بكل رأفة وحنان... ثم تغدر بي ذكرياتي... فلا ألمح بين صفحاتها الممزقة أية مرة حملتني فيها أو طوقتني بين اذرعها الحانيتين.

ثم تحلق ذكرياتي إلى عالم أبي... يحكم عالمه الراقي قانون التزمت والغموض.

والمشاعر في عالمه مجرد صقيع...مصالح أو واجبات...لا أرقى ولا أخفض.

مصنع رخيص قذر يدعي الرقي والجودة في عالم المال. ينتج أبناء ليزين بهم صورته الضخمة المعلقة على حائط قصره الخاوي.

والنتيجة: مجرد حثنة من المدمنين يحاول فيهم المجتمع بالعقاقير وبأسلوب الدكتور فيل... لكنهم لن يرتقوا ولن ينجحوا معنا لأننا وبكل بساطة بعنا قلوبنا للشيطان.

حواء الأزداني


الحياة تضيع بضياع الوقت

يقول المثل المشهور «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك» وكما هو معروف عندنا فإن هذا المثل مطبق في الدول المتقدمة ومهمل في دول العالم الثالث، وهذا من اهم الاسباب لتقدمهم في جميع المجالات فالحياة كلها مجرد عد تنازلي للوقت يبدأ عند الولادة وينتهي عند الوفاة وعندما ننظر الى الساعة ونرى عقرب الثانية تتحرك فهو عد تنازلي للحياة والمتقدم في الحياة هو من يحسن ويستغل مرور الوقت بالانتاجية وليس الملل والكسل وقتل الوقت بحياة استهلاكية.

ومن المعروف عندنا ايضا اننا نكثر الكلام عن قيمة الوقت نحث فيه جموعنا على الاستفادة القصوى من الوقت ولكننا في الواقع من اكثر المضيعين للوقت. لا أزال أذكر قصة نزول أول انسان على القمر عندما قال ان المركبة حطت على القمر بتغيير وقتي بين البرنامج والواقع بثوان معدودة. وكما ذكر سابقا فالحياة لا تعدو عن كونها غرفة انتظار ضخمة يدخلها الانسان عند الولادة بمحددات طبيعية ويخرج منها عند الوفاة تحت ظروف لا يعلمها الا الله. ومن اهم واجبات الانسان المولود في هذه الغرفة هو الابقاء على نفسه وهذا الابقاء لا يأتي الا عن طريق واحد وهو العمل المنتج وكل عمل جيد نتائجه جيدة اذا استغل الوقت استغلالا حسنا وأما التكاسل والاتكال على القدر فنتائجه سلبية وما يجري اليوم في الحياة خير شاهد على هذا القول.

فالأمة العربية والاسلامية تعلن وتنظم المنتديات عن الوقت وكيفية ادارته بصورة مثمرة ومنتجة ولكن وللاسف الشديد كل هذه الانشطة جيدة نظريا ولكن غير مطبقة عمليا لسبب بسيط وهو ان نتائج هذه الندوات مصيرها السجن في الادراج أو الركون على الرف. وهنا استحضر قصة رواها لي صديق كان قد حضر في اوروبا اجتماعا مع احد مديري احدى الشركات الاوروبية حيث استمر الاجتماع طوال اليوم بحيث زاد عن وقت الدوام وعندما اراد الجميع مغادرة المكتب لاحظ ان المدير الاوروبي ادخل بطاقة عمله في آلة وقتية واخرجها فانتاب صديقي الفضول وسأله عن السبب فأجاب المدير الاوروبي بأن منصبه لا يتيح له الحصول على علاوة زيادة وقت ولكن تم استحداث هذا الاجراء الجديد لتحفيز حتى المديرين اصحاب المناصب على العمل الدؤوب المثمر حيث ان الآلة الوقتية تجمع عدد الدقائق الزائدة على وقت الدوام الرسمي وفي آخر السنة عندما يعطى المدير اجازته السنوية يضاف عليها عدد من الايام كتعويض عن دقائق العمل الاضافية المتجمعة. هكذا يحترم ويحسب الوقت هناك ويحارب العد التنازلي بقدر المستطاع.

عبدالعزيز علي حسين


سحايب

تمطر سحايب عطش عذب الخفوق الزُلال

وأتلقفه شامخة تِرقب مطرها هطول

وش أَخَرك يا مطر راح العمر واستحال

جفن الفرح يرتخي بعد العمى وش يقول

ماني عطيشة ضمى وما بصرخك لي تعال

إن جاني منك هلا عين أدمعت في ذهول

ولو ما يجي بحتري صبري يجيب المنال

أدري الحياة بالقَسَى تِفجعني قبل المنول

هذه كفوف الرضا ترفعني قبل السؤال

وتحملني دوحة ثغر لا عاتب ولا عجول

ما خبري مات النَسم ولا هالصبر استقال

لو غاب صبري علَيّ اشتاق أشبع فضول

إن جيت حامل أمل بحري يهيج ابشمال

والعاصف اللي هدى ما تستفزه الشمول

رَيّض بحاري صَفت من بعد أقسى احتمال

دامك زرعت الوجع صار احتمالي يطول

مثل النبات الذي بعد السدود استمال

ما عدله إلا الكَسر، لو ناوي كسري قبول

صبري طفل محتمي ما هزّه أي انفعال

عاف المراد الذي ذب عسرته في الحصول

وغير مسار النظر هذا الصبر واستطال

مـ استسقى هذا المطر جابه ضميرك خجول

شفت الشموخ الذي يكسر في صلده الجبال

رغم العطش ما حَنَته أمطار ساعة هطول

بنت المرخي

العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً