وصلت الشابة أمل الصفار إلى القطب الجنوبي، لتكون أول بحرينية تحقق حلم الوصول إلى هذا القطب والبقاء هناك لمدة أسبوعين بعد حصولها على بعثة من منظمة 2041 للمشاركة في الرحلة.

وقالت الصفار في حديث إلى «الوسط» «إن منظمة 2041 سميت بهذا الاسم، لأنه ستكون في العام 2041 إعادة للمفاوضات على القطب الجنوبي، لذلك فإن هدف هذه المنظمة هو التشجيع على حماية القطب الجنوبي (...) وقد أرسلت هذه المنظمة عدة بعثات، حيث كان العام 2013 هو العام العاشر لإرسال بعثة إلى القطب الجنوبي».

وأضافت «إن مشاركتي في هذه البعثة تعتبر أول مشاركة بحرينية، ومع وجود مشاركين في كل عام من دول الخليج العربي، فإنني المشاركة الأولى التي تمثل البحرين في الرحلة إلى القطب الجنوبي».

وعن تجربتها في العيش لمدة أسبوعين في القطب الجنوبي أكدت الصفار أن هذه التجربة لا تقدر بثمن، موضحة أن القطب الجنوبي يتميز بالطبيعة، كما يتميز بالظروف القاسية التي لابد أن يتأقلم معها المشارك.

وأشارت إلى أن زيارة القطب الجنوبي كانت تجربة تخللتها التوعية البيئية للحفاظ على القطب الجنوبي، مع وجود توعية قيادية وخصوصاً في ظل التحديات التي يواجهها المشارك في ظل الظروف القاسية في البقاء في القطب الجنوبي لمدة أسبوعين.

ونوهت إلى أن أفراد البعثة يقومون بدراسة الحياة في القطب الجنوبي، كما هناك برنامج للتخييم هدفه تكوين علاقة بين الأرض وبين أفراد البعثة.

وذكرت الصفار أن الحياة في القطب الجنوبي جداً مختلفة عن باقي المناطق، فهيا تتميز بالحياة الفطرية، إلى جانب تميزها بتغير الحياة فيها كل عام بفعل تغير عوامل التعرية، مبينة بأن البعثة السابقة لم تتطلع على ما أطلعت عليه البعثة الجديدة وذلك بسبب عوامل التعرية التي أدت إلى تغير الكثير في ملامح الحياة في القطب الجنوبي.

ولفتت الصفار إلى أن الدافع وراء مشاركتها في البعثة هي إحدى المقابلات التلفزيونية التي كانت شاهدتها في إحدى القنوات الفضائية، مبينة أنها سارعت إلى التسجيل، وكانت أبلغت عائلتها بقرارها حيث لاقت التشجيع، مشيرة إلى أنها لم تتوقع أن تتم الموافقة على طلب التحاقها بالبعثة، لكن لكونها تمثل البحرين في إحدى البعثات البيئية في بريطانيا، وتمثل البحرين في إحدى البعثات في أميركا عن القيادة النسائية، الأمر الذي أدى إلى تأهلها لتمثيل البحرين لزيارة القطب الجنوبي.

أما عن المصاعب التي واجهتها الصفار؛ فقد ذكرت أنه بعد الحصول على الترشيح لتمثيل البحرين في القطب الجنوبي كان عليها البحث عن راعٍ لتمويل سفرها، وخصوصاً أن تكلفة السفر للقطب الجنوبي تكلف ما بين 8 و10 آلاف دينار، فمثل هذه الرحلات تحتاج إلى تأهيل قبل السفر، موضحة أنها لم تستطع الحصول على أي تمويل رسمي، وهو الأمر الذي يفتقده الشباب البحريني في مثل هذه الأمور.

وأضافت «إن عدم وجود تمويل رسمي من جهات حكومية أدى إلى لجوئها إلى القطاع الخاص لتحصل بذلك على تمويل من 13 شركة».

وأوضحت الصفار أن المشاركة في البعثة تصقل الشخصية أيضاً فهي تولد حسن الإصغاء وروح القيادة، مشيرة إلى أن العديد من البرامج التي كانت تقام في القطب الجنوبي كانت تولد حسن الإصغاء للجميع وخصوصاً أن أي خطأ قد يؤثر على باقي أفراد المجموعة، مبينة أن عدد المشاركين في البعثة يلغ تقريباً 80 مشاركاً من بينهم 13 مشاركاً عربيّاً، 4 من سلطنة عمان، و7 من الإمارات العربية المتحدة، و1 من المملكة العربية السعودية، و1 من مملكة البحرين.

وأكدت الصفار أن مشاركتها ضمن طاقم البعثة تعتبرها مصدر إلهام لباقي الشباب البحريني للمشاركة في البعثات المقبلة، مشيرة إلى أن العديد من المشاركين في البعثة وخصوصاً من الدول الأجانب أبدوا استغرابهم من وجود مشاركة من البحرين، في الوقت الذي كان البعض لا يعلم أين تقع البحرين.

وعن خطتها المستقبلية، لفتت الصفار إلى أنها تدرس حاليّاً اللوجستيات الدولية، وتطمح إلى إيصال رسالتها ومشاركتها في البعثة إلى جميع الشباب البحريني، لتحقق بذلك مشروعها في تمكين الشباب من المشاركة في مثل هذه البعثات.