قالت الأمم المتحدة اليوم الجمعة (26 أبريل / نيسان 2013) إن الأطباء في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يضطرون بسبب النقص الحاد في التمويل للاختيار بين معالجة حالات السرطان الحادة والمساعدة في عمليات الولادة.
وأضافت أن أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري فروا من بيوتهم المدمرة إلى بلدان مجاورة تكافح نظم الرعاية الصحية فيها لتلبية احتياجات سكانها والتي زادت فجأة في بعض الحالات بنسبة 20 بالمئة. وقالت المنظمة الدولية إنه لم يتم جمع سوى 55 في المئة فقط من مبلغ مليار دولار طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بتوفيرها لتغطية احتياجاتهم حتى منتصف العام. وأدى هذا إلى غياب الرعاية الطبية المكلفة لبعض الأمراض المزمنة رغم معالجة الحالات الطارئة.
وقال بول شبيجل كبير الخبراء الطبيين في مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون للاجئين "سنعطي أولوية للتغطية المالية لحالة ولادة على علاج مريض بالسرطان حالته غير مشخصة بشكل جيد. هذا أمر سيء لكن يتعين علينا عمل ذلك. هذه قرارات صعبة." وقالت المفوضية في أول تقرير لها استند إلى مشاورات طبية في العراق والأردن ولبنان إن حالات الإصابة الحادة للجهاز التنفسي والإسهال هي الأمراض الأكثر شيوعا بين اللاجئين السوريين وإن ثلاثة أرباع هذه الحالات من النساء والأطفال. وأضافت أنه لا تتوفر أي بيانات بشأن اللاجئين في تركيا.
وقالت المفوضية إن بعض اللاجئين يحتاجون للعلاج من الالتهاب الكبدي (أ) وآخرون من أمراض جلدية ناتجة عن داء اللشمانيات. والمرضان متفشيان في سوريا التي انهار فيها نظام الرعاية الصحية وصناعة الدواء بسبب الحرب بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة التي دخلت عامها الثالث. وتابعت المفوضية قائلة إن كثيرا من اللاجئين مسنون يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الرئة أو السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية كانوا يحصلون على علاج مجاني بموجب نظام للرعاية الطبية في بلدهم. وقال شبيجل في مؤتمر صحفي "بالنسبة للغسيل الكلوي المريض لا يدفع شهرا ثم يتوقف.. المريض يدفع للأبد." واستطرد قائلا "وتتخذ بعد ذلك قرارات صعبة .. والكثيرون لا يجدون تمويلا ولذلك يتعين عليهم إما العثور على تمويل آخر أو أنهم قد يلقون حتفهم في بعض الحالات."
وأضاف شبيجل أن السوريين اعتادوا على مستوى جيد من الخدمة الطبية أشبه بالمستوى في أوروبا منه بالمستوى في أفريقيا. ويمكن للاجئين في العراق والأردن الحصول على رعاية صحية مجانية على كل المستويات. لكن المفوضية قالت إن لجنة للرعاية الصحية تجتمع كل شهر في الأردن لبحث حالات المرضي من اللاجئين الذين يتجاوز علاجهم السقف المالي المحدد. وأضافت أنه تمت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام مراجعة حالات 158 سوريا حصلوا على موافقة على علاج حالات قلب وحالات مرتبطة بالولادة وحالات فشل كلوي حاد. وفي لبنان حيث نظام للرعاية الصحية يعتمد على القطاع الخاص بدرجة كبيرة والقاعدة فيه هي المشاركة في تحمل التكلفة يتعين على اللاجئين دفع تكلفة الإحالة إلى خبراء في الحالات المتخصصة.
وعقدت لجنة للرعاية الصحية أول اجتماع لها في أواخر مارس آذار لبحث الحالات. وأضافت المفوضية أن العراق يدرس ما إذا كان يحتاج إلى تشكيل لجنة مماثلة لمراجعة الحالات. وكان مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس حذر في منتصف مارس اذار من أن عدد اللاجئين السوريين قد يرتفع بنهاية العام إلى ثلاثة أمثاله من مليون لاجيء حاليا. وقالت المفوضية العليا للاجئين في تقريرها اليوم "تحديات توفير رعاية صحية بتكلفة ميسورة ونوعية جيدة للاجئين السوريين ستزيد في الأشهر القادمة."