ترأس وزير العمل جميل محمد علي حميدان صباح اليوم الخميس (25 أبريل / نيسان 2013) وفد مملكة البحرين المشارك في أعمال الدورة الثانية لمؤتمر وزراء العمل في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والذي يعقد خلال الفترة 25-26 أبريل 2013 في مدينة باكو في جمهورية أذربيجان تحت رعاية وزير العمل والضمان الاجتماعي الاذربيجاني فيزولي علي أكبروف والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي البروفيسور أمل الدين إحسان أوغلي، وذلك وسط مشاركة واسعة من الدول الأعضاء في المنظمة حيث يشارك في المؤتمر جميع وزراء العمل وعدد من كبار الموظفين في الدول الأعضاء وممثلين عن المنظمات الإسلامية والدولية، وقد سبق اجتماع وزراء العمل الاجتماع التحضيري لكبار الموظفين يومي 23-24 أبريل 2013م.
ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والأيدي العاملة بين الدول الأعضاء في المنظمة وتشجيع نقل المعرفة والتجارب وأفضل الممارسات، واتخاذ التدابير المشتركة وإقامة برامج التدريب في هذه المجالات بغية تحقيق تحسينات فعالة في أسواق العمل، وبالتالي تخفيض نسبة البطالة وزيادة انتاجية الأيدي العاملة، وتحسين الصحة ومستوى السلامة في العمل.
ويناقش المؤتمر عدداً من البنود الفنية المطروحة على جدول الأعمال. ويأتي على رأسها موضوع مناقشة وإقرار مشروع إطار منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في القضايا المتصلة بالعمل والتوظيف. ويهدف المشروع إلى تعزيز التضامن الإسلامي في مواجهة التحديات المختلفة، وتعزيز تبادل التجارب والخبرات والتكنولوجيا وتحسين أسواق العمل وما يشمل ذلك من خفض البطالة المنتشرة لدى فئات الشباب والنساء بوجه خاص في الدول الأعضاء بالمنظمة، كما يشتمل مشروع إطار التعاون، الذي سينفذ على مدى عشر سنوات، خمسة مجالات هي (السلامة والصحة المهنية، الحد من البطالة، مشاريع تطوير قدرات القوى العاملة، العمالة المهاجرة، وإستراتيجية معلومات سوق العمل).
وفي هذا الشأن صرح وزير العمل بأن المشاركة في هذا المؤتمر تأتي للتأكيد على حرص مملكة البحرين على دعم التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والعمل على بناء قدرات هذه الدول بما يعزز من نمو أسواق العمل في الدول الإسلامية.
هذا ويعتبر المؤتمر فرصة لعرض تجربة مملكة البحرين في المجالات التي يناقشها مشروع إطار التعاون، إذ تمتلك المملكة تجربة رائدة، بشهادة المنظمات الدولية، في مجال تطوير تشريعات وبرامج مكافحة البطالة والمحافظة عليها في المستويات الطبيعية والآمنة، هذا إلى جانب تنظيم سوق العمل وتنمية الموارد البشرية. ومن هذا المنطلق استعرض وفد مملكة البحرين ورقة عمل تحت عنوان منظومة تنمية القوى العاملة ودورها في الحد من البطالة من خلال منظومة التوظيف في مملكة البحرين، اضافة إلى استعراض تجربة البحرين في التأمين ضد التعطل، السلامة والصحة المهنية، والحماية القانونية للعمالة الوافدة.
وأشار حميدان إلى أن مثل هذه اللقاءات التي يتم فيها تبادل الخبرات واستعراض التجارب الرائدة، من شأنها أن تساهم في مساعدة الدول الأخرى على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي تواجه كثيراً من الدول الأعضاء في المنظمة، والتي يأتي على رأسها ارتفاع معدلات البطالة، لافتاً إلى أن تجربة مملكة البحرين في الحفاظ على معدلات البطالة إلى ما دون 4% من شأنها أن تساهم في مساعدة بعض بلدان منظمة التعاون الاسلامي التي تكون فيها معدلات البطالة في حدود 10% إلى 15% مع وجود معدلات أعلى بشكل كبير للبطالة في أوساط الشباب والنساء تفوق بكثير في بعض الحالات نسبة 20%،الأمر الذي من شأنه أن يعيق الجهود الانمائية لتلك الدول، معللاً ذلك إلى وجود بعض العوامل غير الملائمة في سوق العمل من قبيل نقص فرص العمل الملائمة والجاذبة، وعدم توفر المهارات المطلوبة، مشيراً إلى أن انخفاض الجودة في الوظائف يحول دون تحسين القدرة على الانتاج ويعيق النمو الاقتصادي.
وأكد حميدان على أن التعاون في قضايا العمل والتوظيف في الدول الأعضاء في المنظمة يتطلب استراتيجيات طويلة المدى تترجم إلى أعمال ملموسة يتوقع أن تعزز التحسينات في مستوى التوظيف والانتاجية، فضلاً عن الاستجابة الفعالة للشروط والمتطلبات الجديدة لسوق العمل، كالنهوض بمهارات الأفراد العاملين في خدمات التوظيف.
يذكر أن وفد مملكة البحرين يضم إلى جانب وزير العمل كل من مدير إدارة تنمية الموارد البشرية عصام إسماعيل العلوي، مهندس سلامة مهنية أول هاني عباس محفوظ.