تنضم الولايات المتحدة اليوم إلى سائر بلدان العالم في إحياء ذكرى يوم الأرض. إنني منذ أن شاركت لأول مرة في إحياء ذكرى يوم الأرض في ماساتشوستس، منذ أمد بعيد في العام 1970، ما فتئت أعتبر هذا اليوم دائماً مناسبةً للتأمل والتفكير في التحديات البيئية التي نواجهها وفي المسئولية التي تقع على عاتقنا حيال حماية مواردنا الطبيعية التي وهبنا إياها خالقنا في كوكب هشّ نتقاسمه مع سائر بني البشر، ولذا فإن من الواجب علينا صونه والحفاظ عليه من أجل الأجيال المقبلة.

وموضوع يوم الأرض لهذا العام، وهو أوجه التغير المناخي، يركز بصورة خاصة على الأثر الحقيقي جداً الذي يخلّفه التغير المناخي على الناس في كل مكان، ويبين مدى ترابطنا الواضح جميعاً ببعضنا البعض. فما يقوم به بلد ما يؤثّر على أرزاق الناس كافةً في كل مكان وما نفعله جميعاً لمعالجة مشكلة التغير المناخي حالياً سيقرّر إلى حد بعيد نوع الكوكب الذي سنخلّفه لأبنائنا وللأجيال القادمة.

وكما أوضح الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه في حفل تنصيبه الثاني وفي خطابه عن حالة الاتحاد، إن الولايات المتحدة ملتزمة بمجابهة هذا التحدي مباشرةً بالعمل المتعاون مع شركائنا حول العالم من خلال اتخاذ تدابير طموحة لخفض الانبعاثات وتحويل اقتصاد الطاقة لدينا، ومساعدة الناس الأكثر ضعفاً على التعامل مع التغيّر المناخي. إن التصدي بصورة مسئولة لخطر التغير المناخي الراهن والواضح كان في صلب القضايا التي جرى التركيز عليها خلال رحلتي الأخيرة إلى الصين، وهو تحدٍ لن أتوانى عن التعامل معه حيثما ذهبت بصفتي وزيراً للخارجية. وإذا ما كانت هناك قضية تتطلب منا تعاوناً أكثر وشراكةً أكبر ودبلوماسية ملتزمة، فهي هذه القضية.

إن العلم يستغيث بنا ويطالبنا جميعاً بالعمل، من أقاصي بحر روس في قارة القطب الجنوبي إلى الأراضي الرطبة في المناطق الاستوائية في جنوب شرق آسيا، تقع على عاتقنا مسئولية صون وتدبير الموارد الطبيعية لكوكبنا بصورة مستدامة. والولايات المتحدة لاتزال حازمةً في التزامها بمعالجة التحديات البيئية العالمية.