العدد 3882 - الثلثاء 23 أبريل 2013م الموافق 12 جمادى الآخرة 1434هـ

نيابة عن جلالة الملك سمو الشيخ محمد بن مبارك يفتتح مهرجان التراث بذاكرة القهوة وحياة الشعوب

نيابة عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، قام نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بافتتاح مهرجان التراث السنوي اليوم الأربعاء (24 أبريل/ نيسان 2013) في موسمه الحادي والعشرين والذي يستمر إلى الأول من مايو/ أيار المقبل.
حضر افتتاح المهرجان عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى مملكة البحرين بالإضافة الى محبي ومتابعي المهرجان والذين ينتظرون جديده كل سنة.
يستحضر مهرجان هذه السنة رائحة البن الأولى، ويصنع من التاريخ الحقيقي والحياة الإنسانية القديمة مجاز رحلة موازية، تستعيد المفاصل التاريخية والحضارية البحرينية ، هذه المرّة الذاكرة الزمنية العتيقة تستلهم حكايا المكان، وتجيء بإرث الهوية والعادات المجتمعية عبر "المقاهي الشعبية" من قلب باب البحرين في إطار فعلي لضمان استمرارية تلك التقاليد، واستعادة التوقيت ولكن بنتاجٍ معاصر وتعامل مغاير يتفحّص الأحداث بعين المتأمل والمراقب.
وأعرب سمو الشيخ محمد بن مبارك خلال افتتاح المهرجان عن اعتزازه وبالغ تقديره لجلالة ملك البلاد على انابته له بافتتاح مهرجان التراث السنوي في موسمه الحادي والعشرين والذي تقيمه وزارة الثقافة "وهو الموروث الحضاري والتأصيل للعادات والتقاليد والفنون والآداب التي تناقلها الأبناء عن الأجداد فأصبحت تشكل عنوان المكان وذاكرة الزمان خاصة فيما يتعلق بالمقاهي الشعبية وما لها من إسهام في إثراء الحياة السياسية والاجتماعية والتجارية في مملكة البحرين وبث روح التآخي بين أبناء الوطن".
وأضاف "إن مثل هذه المهرجانات الثقافية إضافة إلى ما تتضمنه من فعاليات ثقافية وحضارية متنوعة نسعد ونعتز بها وبما تسهم به من تنمية قطاعي السياحة والتجارة، هو تأكيد لاهتمام الحكومة على تشجيع مثل هذه الفعاليات خدمة لمصالح أبناء البحرين من تجار وحرفيين".
كما شكر سمو الشيخ محمد بن مبارك وزيرة الثقافة وكافة العاملين في الوزارة على ما يولونه من اهتمام وما يقومون به من جهود بهدف إعادة أحياء التراث في مملكة البحرين ، وعقّب على استحداث التكنولوجيا في الترويج السياحي قائلاً : "ابارك تدشين التطبيق الكتروني للهواتف الذكية لخارطة موقع باب البحرين، هذا المكان الذي يعد معلما سياحيا ورمزا في تاريخ البحرين الحديث".
من جهّتها، شكرت وزيرة الثقافة الرعاية الكريمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الساهر الأوّل على التطوّر الثقافي والإنساني في مملكة البحرين والداعم الرئيس لعجلة السياحة في سنة المنامة عاصمة السياحة العربية ، كما أعربت عن شكرها لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء الذي أناب عن جلالة الملك في افتتاح مهرجان التراث في سنته الحادية والعشرين.
وقالت "الثقافة لا تفقد ذاكرتها أبدًا، فهي الذريعة الأجمل لنعيش هويّتنا وحقيقة وجودنا وربما ما قد يغيب عنّا في سياق الحياة اليومية"، مردفةً: "نملك في تراثنا ما ليس أثريًا ولا مكان، بل حياة عفوية وسردية معيشية يمكن تحسّسها في الموروث غير المادي، والذي لا يمكن نقله بسهولة. الجميل في مهرجان التراث هذا أنه هذه المرّة يذهب إلى المكان ويرصد تلك الحياة ومزجيّتها، يعاين عادات الإنسان البحريني وتقاليده من خلال المقاهي الشعبية، حيث شهدت سيرة الإنسان القديم والنسيج الحياتي الأصيل".
وأشارت إلى المقاهي الشعبية باعتبارها مصانع ثقافية واجتماعية تؤرّخ سيرة المكان وذاكرة شعبية، حيث بيّنت: "الغنى الحقيقي في الصناعة الإنسانية التي تكتسب فيها الأمكنة ذاتيتها، وفي مهرجان التراث نذهب إلى هذه الحقيقة وننسج محطات توقّفت عندها طفولتنا ربما، وعاش فيها أجدادنا وآباؤنا سيرتهم الإنسانية ومارسوا ثقافاتهم. هذه المقاهي كانت المختبرات الاجتماعية والثقافية، حيث كانت النتاجات الفكرية والمعيشية تحدث".
الجميل في هذا الموسم، أن القهوة تستعيد عاداتها وأصالتها بعيدًا. تتخذّ ذات كراسيها، تعود إلى بيئتها وتتربّص بالأيدي التي ترفع وتحطّ الأكواب على الطاولات. هذا الانتقاء، يستردّ الحياة بأجسادٍ أخرى، خصوصًا أنه لا يبني أو يستنبط بيئة جديدة أو شبيهة، بل يعود إلى ذات المدارج، حيث الأبواب القديمة، الجلسات الشعبية، الملامح بملحها الأبدي الأليف والأروقة المتعرّجة بخطوط تشير إلى قدر هذه المدينة لأن تكون حياة نقيّة وعتيقة.
هذه التوليفة ما بين قلب المكان ونشاطه الحياتي المعتاد، تستلهم مكوّنات الثقافة والمعيشة والنمط الإنساني الذي كان يؤرّخ لحياته من قلب المقاهي، حيث اللقاءات اليومية العفوية، النقاشات السياسية والمعيشية، مراحل الاكتشافات والدهشة، والتجريد التامّ للتراث غير المادي. من هذا المكان، يستدرج مهرجان التراث التشكيلات الثقافية والحضارية المتنوعة ويتقاطع مع فكرة أن هذه المقاهي هي سير حياتية بقيت هنا، وحان وقت استيقاظها.
وبالتوازي مع هذا المهرجان، تدشّن وزارة الثقافة تطبيقًا إلكترونيًا للهواتف الذكية، يتضمّن خارطة الموقع لباب البحرين وتعريفًا بالمقاهي الشعبية.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً