لأن مدينة المحرق تتقدم واجهات مملكة البحرين الثقافية والسياحية، ولأنها تعبّر عن التنوّع الحضاري الذي تزخر به المملكة، نظم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع اليونسكو ورشة عمل في فندق الموفنبك حول ملامح التوسع المعماري والحضاري التاريخي في مدينة المحرق تحت عنوان "المناظر الحضرية التاريخية: المحرق كمثال".
ورشة العمل ، والتي تمتد من ال 23 وحتى ال 25 من شهر أبريل الحالي، تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي جاءت نتيجة قرار المؤتمر العام لليونيسكو في العام 2011م الذي ينص على إقرار الثقافة كمحفز للتنمية المستدامة. بالإضافة إلى إقراره للتوصية التي تعتبر المناظر الحضرية التاريخية من أهم المعالم الثقافية التي تعبر عن مظاهر التراث الثقافي الذي أبدعته الأجيال المتعاقبة.
واستضافت الورشة بين حضورها خبراء عملوا في مجال تطبيق توصيات المؤتمر العام لليونيسكو بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الثقافة وبلدية المحرق ومركز الدراسات التاريخية في جامعة البحرين، حيث سيعمل الجميع بروح فريق واحدة لمناقشة الوضع الحضري والثقافي لمدينة المحرق من خلال جلسات داخلية تعزّزها 3 زيارات ميدانية لمعالم المحرق وزواياها والاطلاع على شبكة الطرقات والبنية التحتية لكي لا تتوقف المناقشات على رؤوس أقلام نظرية بحتة.
الاهتمام بمدينة المحرق جاء من كونها مركزا تاريخيا لمملكة البحرين على مدى قرون سابقة بالإضافة إلى ملاءمتها لفلسفة برنامج مدن التراث العالمي لليونيسكو الذي يعنى بالاهتمام بالمدن التي تحتوى على عدد من مواقع التراث الغنية بالثقافة، حيث أدرج جزء من المدينة على قائمة التراث العالمي الإنساني عام 2012م من خلال تدشين طريق اللؤلؤ الممتد من قلعة بوماهر وصولا إلى قلب المدينة التاريخي، ليعبّر الطريق عن أهمية اقتصادية كبيرة لمدينة المحرق على مدى عصور سابقة.
تختتم الورشة أعمالها بندوة عامة حول توصيات المناظر الحضرية التاريخية وعرض النتائج والتوصيات التي خرجت بها في قاعة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في ال 25 من شهر أبريل الجاري في الساعة 7 مساء.
كذلك لن تتوقف ورشة العمل في البحرين، بل يعقبها اجتماع إقليمي للدول العربية في المملكة المغربية يتم فيه تقديم التوصيات التي خرجت بها الورشة لتكون نموذجا قابلا للتطبيق في كافة الدول العربية.