رفضت جامعة البحرين وكلية المعلمين قبول أوراق طالبات الثانوية العامة - تخصص التلمذة المهنية قسم التخصصي، في الوقت الذي حملت فيه الطالبات وزارة التربية والتعليم المسئولية في فتح مسار دراسي لا يؤهل الطلبة لإكمال الدراسة الجامعية ومن دون إبلاغهم.

وروت الطالبات في حديث لـ «الوسط» تفاصيل ما يتعرضن له حالياً، إذ أكدت الطالبات أنه في السنة الثانية من المرحلة الثانوية العامة قامت المرشدة الأكاديمية بتعريف الطالبات على قسم التخصصي والتقدمي في التعليم الفني المطور، مشيرات إلى أن المرشدة الأكاديمية أكدت إلى 58 طالبة، مع التأكيد إلى الأهالي أن جامعة البحرين تقبل طالبات «التخصصي»، وخصوصاً ان كان هناك تخوف لدى الطالبات والأهالي من عدم قبولهن في الجامعة وذلك لكون قسم التخصصي تم افتتاحه مؤخراً، وقد وافق العديد على التقدمي، إلا أن المرشدة أجبرتهم على القبول بالتخصصي لكونه أسهل ويساعد على رفع المعدل التراكمي.

وأضافت الطالبات «ان المرشدة الأكاديمية في المدرسة قامت بإجبار العديد من الطالبات على اختيار التخصصي، على رغم أن العديد من الطالبات يؤهلهن المعدل التراكمي لدخول القسم التقدمي، إلا أن المرشدة الأكاديمية كانت ترفض ذلك، وتؤكد أن التخصصي أفضل وسيساعد على رفع المعدل التراكمي، إضافة إلى أن المرشدة أكدت لجميع الطالبات والأهالي أن التخصصي سيساعدهم على الدخول لجامعة البحرين على شرط أن تكون هناك سنة تمهيدية إجبارية، ما ادى إلى قبول الطالبات وأولياء الأمور بدخول قسم التخصصي».

وتابعت الطالبات «انه في أكثر من مرة كان يتم مراجعة المرشدة الأكاديمية وذلك للتأكد أن التخصصي مقبول ويؤهل الطالب للدخول إلى جامعة البحرين وفي كل مرة يتم تأكيد من قبِل المرشدة أن جامعة البحرين تقبل أوراقهن».

وتابعت الطالبات «أنه في الفترة التي بدأ فيها التسجيل واختيار التخصص في جامعة البحرين وكنا نتشوق لهذه الفترة فهي خطوة لرسم طريق حياتنا وتحقيق أحلامنا بالدخول للتخصص المرغوب... إلا أن الصدمة حطمت هذه الأحلام والتي نحمّل المرشدة الأكاديمية في المدرسة ووزارة التربية والتعليم مسئوليتها، إذ إن جامعة البحرين رفضت تسلم أوراقنا بحجة اننا قمنا بدراسة التخصصي وساعاتنا الدراسية أقل من ساعات الدراسية للتقدمي، إضافة إلى أن التخصصي موادهم لا تتناسب مع الجامعة، إذ انهم مؤهلين لسوق العمل فقط».

وأضافت الطالبات «حاولنا معرفة الأسباب وأكدنا إلى الجامعة ما أكدته المرشدة التي يؤكد كلامها 58 طالبة، إلى جانب سماع الأهالي ما رددته المرشدة أن التخصصي مسار بإمكان الطالبات دراسته وأنه يؤهلهن للدخول لجامعة البحرين، إلا أنه لم يتم قبول تسجيلهن».

وأكدت الطالبات أنهن راجعن المرشدة بعد رفض جامعة البحرين قبول أوراقهن، موضحات أنهن تفاجأن بأن المرشدة بدأت تتهرب منهن من جهة، إضافة إلى أنهن بدأن في إبلاغ الطالبات بضرورة الدراسة إما في معهد البحرين، أو في إحدى الجامعات الخاصة، مستنكرات ما صرحت به المرشدة وخصوصاً أن البعض لا يستطيع تحمل رسوم وتكاليف الجامعات الخاصة، إلى جانب أن العديد من الطالبات علقن أملهن على جامعة البحرين لكونها الجامعة الأقوى والتي يعترف بشهادتها، مبينات أن المرشدة الأكاديمية طلبت منهن أيضاً التقديم في جامعة دولة الكويت، مشيرات إلى أنهن راجعن بعض الجامعات في دولة الكويت، إلا أن هذه الجامعات أكدت أن الأولوية للمواطنين ولأصحاب البعثات، وأنه لا يمكن قبولهن.

ووصفت الطالبات ما تعرضن له من قبِل المرشدة الأكاديمية في المدرسة بـ «الغش»، مستغربات عن الأسباب التي أدت إلى إجبار المرشدة الطالبات على دخول التخصصي وخصوصاً أن العديد منهن مؤهلهن الأكاديمي يؤهلهن للدخول للتقدمي، مؤكدات أن المرشدة قامت خلال فترة بانتقاء مجموعة من الطالبات وإدخالهن في التقدمي.

وذكرت الطالبات أنهن راجعن وزارة التربية والتعليم مؤخراً، موضحات أن الوزارة أبدت استغرابها مما حدث وقد قامت الاتصال بالمرشدة الأكاديمية، إلا أنه لم يتم التوصل لحل، فجامعة البحرين ترفض تسلم أوراق طالبات التخصصي، مشيرات إلى أن الوزارة قامت بإرسالهن لكلية المعلمين لعله يتم قبول أوراقهن في الكلية.

ولفتت الطالبات إلى أنهن راجعن كلية المعلمين، إلا أن الأخيرة رفضت أيضاً تسلم أوراقهن أو حتى التسجيل في مقاعد الكلية.

كما أكدت الطالبات أن العديد منهن راجعن مديرة المدرسة، كما تم طلب الحصول على تزكية للدراسة في الخارج، إلا أن المرشدة الأكاديمية رفضت ذلك، في الوقت الذي من حق الطالبات الحصول على ورقة تزكية في حال رغبن بالدراسة في الخارج.

وحملت الطالبات المسئولية المرشدة الأكاديمية التي أبلغت الطالبات أنه يمكن التسجيل في جامعة البحرين، محملات المسئولية أيضاً وزارة التربية والتعليم، متسائلات عن سبب فتح مسار دراسي غير مؤهل لإكمال الدراسة في جامعة البحرين.

وأوضحت الطالبات أن أحلامهن قد تحطمت فبعد تعليق الآمال على جامعة البحرين وكلية المعلمين أصبحن غير قادرات على التسجيل على رغم أن معدلهن التراكمي أكثر من 80 في المئة.

وطالبت الطالبات وزارة التربية والتعليم مخاطبة المدرسة وخصوصاً المرشدة الأكاديمية، بأن يتم فتح المجال للطالبات لتقديم في جامعة البحرين، إذ إن جميع هؤلاء الطالبات معدلاتهن التراكمية أكثر من 80 في المئة، إضافة إلى أن من حقهن إكمال الدراسة في جامعة البحرين كبقية الطالبات، مؤكدات أن جميعهن لديهن أحلام وطموح تبدأ من الدراسة في جامعة البحرين باعتبارها الجامعة الوحيدة المعترف فيها من جهة، إضافة إلى أن العديد من الطالبات امكاناتهن المادية لا تسمح بالدراسة في الجامعات الخاصة التي أكدن أن أغلب شهاداتها غير معترف بها.