حيث الإرث يستنسخ متشابهاته، لأنه ليس ابن مكانه فقط، فهو ينسج ليله إلى أقصى فضائه، يصير قريبًا جدًا من الآخرين، أو ربما كما سيكون في قلب العاصمة السعودية بالرياض، حيث تنعقد "ليالي التراث والثقافة البحرينية" بالتعاون مع وزارة الثقافة في مركز الأمير سلمان الثقافي تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إذ تنسج البحرين هناك ما يفترضه التاريخ فيها، وذلك منذ يوم غد الثلثاء وحتى 25 أبريل / نيسان 2013، في ثلاثية يومية تحمل اقتباسات بصرية ولغوية، وتتعمق في الإرث البحريني وفي اشتغاله الحاضر.
هذه الملامسة، تكشف منذ أول أيامها عن شراكة حقيقية ما بين وزارة الثقافة ومشروعها الشبابي تاء الشباب، الذي يساهم في تنظيم وتنفيذ قلب الأحداث الثقافية والتراثية، إذ يقدّم خلال هذه الفترة معرض لحظة، الذي يستوقف الزمن لدى بيوت ومشاريع عمرانية قديمة يحاول إنقاذها من خلال الصورة، ويتأمل تفاصيلها وتركيبتها الفريدة قبل إعلان غيابها واندثارها. ويصاحب هذا المعرض الفوتوغرافي معرضٌ آخر يتضمّن وثائق وصور حول العلاقات البحرينية السعودية، وآخر حول مشروع قلعة البحرين الذي يُعتَبر أول مشروع وطني يتمّ تسجيله على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو. كما تحضر الحِرَف اليدوية والصناعات التقليدية المحلية، والتي تباشر في معالجاتها وصناعاتها الإرث غير المادي الذي تتميّز به البحرين.
كما يتّجه ثاني أيام المهرجان إلى القراءة والشعر، وتحاور في فضاء حميم عددًا من الإنتاجات البحرينية الأدبية والكتابية، وتنصتُ إلى الفكر المدوّن والقضايا الحياتية التي تتضمّنها سياقات الكتابة.
فيما يغلق صوت الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة الليل الأخير للتراث البحريني في مدينة الرياض على مختارات من الشعر البحريني والقصيدة الأنثوية الساحرة.