دائماً ما كانت معلمة مادة التاريخ التي علمتنا في المرحلة الإعدادية تردد عبارة: «لا تلتفتن للتاريخ إلا من أجل أخذ العبرة، ولا تدرن وجوهكن للخلف أبداً من أجل لوم أنفسكن أو تذكر ما يحزنكن؛ أو لخوفٍ مما خلفتموه وراءكن؛ فالماضي مضى وانقضى، وأنتن فتيات اليوم».
ربما لم نكن في سن تسمح لنا بمعرفة ما تعنيه المعلمة بالضبط، فلم نكن نعرف أن حياتنا ستكون مليئة بالتجارب والاحباطات والعثرات التي من شأنها أن تصقل شخصياتنا وتنمي قدراتنا وتساعدنا على تخطي كل مواقف الحياة بشكل أقوى حين نستثمرها جيداً، ومن شأنها أن تودي بأحلامنا ومستقبلنا وتنهي حاضرنا؛ إن نظرنا إليها بعين سلبية، لكن عبارة المعلمة ظلت في ذاكرتنا حتى فهمنا معناها حين نضجنا. بعضنا طبقها في حين أن كثيرات أهملنها ومازلن ينظرن للماضي باعتباره حجر عثرة أمام المستقبل والحاضر، لا يستطعن تجاوزه بابتسامة.
لابد أن نعي تماماً أن الماضي مضى وانقضى، ولم تبقَ منه إلا ذكرى ستتلاشى يوماً كثيرٌ من معالمها، إضافةً لخبرةٍ، من الأفضل أن نجعلها إيجابية كي تمضي الحياة كما نريد لها أن تمضي، و «نصير يوماً ما نريد».
إن من المؤسف أن نجعل الخبرات التي أنتجتها تجاربنا السابقة، وهي الكنز الذي لا ينفد، مجرد خبرات سلبية تعطل حياتنا بدلاً من تطويرها، ومن المؤسف أن نتصرف كالغزال الذي تبلغ سرعته نحو 90 كيلومتراً في الساعة، بينما تبلغ سرعه الأسد الذي يتربص به نحو 58 كيلومتراً في الساعة، ومع ذلك فإن أغلب مطاردات الأسد له تنتهي بسقوطه ضحيةً لا حول لها ولا قوة. والسبب باختصار في هذه النهاية هو كثرة التفات الغزال للخلف كي يتأكد من المسافة بينه وبين من سيفترسه بعد قليل، وهو المتأكد من كونه أضعف من مفترسه وأنه لا محالة سيؤكل!
لو لم يلتفت الغزال إلى الوراء لما تمكّن الأسد من افتراسه. ولو عرف الغزال أن لديه نقطة قوة في سرعته كما للأسد قوة في أنيابه وإصراره، لما سقط بين يديه، وخصوصاً لو أنه كان متيقناً من إمكانية هروبه، ولو لم يكن واثقاً من نجاح الأسد فيما أراد، ولو أنه وضع حاجزاً بينه وبين التجارب السلبية السابقة لغيره من بني جنسه.
نحن كذلك حين نلتفت لما خلفناه وراءنا من ماضٍ بعين المتشائم المحبط الضعيف السلبي، فإن هذا الماضي سيفترسنا بكل ما احتواه من فشل وإحباط وعثرات، بعكس لو أننا لم نتذكر منه إلا الجيد والإيجابي، والتفتنا له فقط كي نأخذ عبرةً ودرساً، يكونان عوناً لنا في الوصول لمستقبل أكثر إشراقاً، فطريقة نظرتنا للأمور هي ما يحدّد طريقنا بكل ما به من حواجز وورد وإشارات عبور ومرور.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3880 - الأحد 21 أبريل 2013م الموافق 10 جمادى الآخرة 1434هـ
من دون زعل
انا متاكد ان المعلقين قروب واحد...بعني ادا واحد انتقد آخر فهل يعني تقليل من شان المنتقد..او انه يحمل ضغينة ضده...ولكن هذه ثقافة شرقية تماما..من ينتقدني فهو يكرهني او ضدي....من غير زعل
الى زائر رقم اثنين ..
القافلة تسير والكلاب تنبح ..
رائع
رائع بمعنى الكلمة أسأل المولى لكِ التوفيق وان يجعل كلماتكِ صدقة جارية لكِ في الحياة وبعد الممات بعد عمر طويل
كل مهموم
ويش انسوي من كثرت الهموم التي لاتفارقنا وين التفائل من حصله الله يساعد كل مهموم
مقال رائع شكرا لك
لا ضرر في ذكر الحيوانات اذا كان ذكرهم ينمي الشخصية عزيزي زائر رقم 2 يبدو انك نفس الشخص الذي يحاول دائما ان يقلل من مجهود الكاتبة لانه دائما نجد شخق واحد فقط في كل المقالات يحاول ان يفعل ذلك
اتمنى ان تنشغل بكتاب اخرين وتترك دهنيم لنا
من البر
هدي هي نظره الوصل الي الحل
الماضي
انك رجل قد قيدته المعاصي .... فالماضي الاسود يحطم صاحبه ويعطل انتاجه وتطره الا ما رحم ربي
يعطيك العافية
حظي كل ما أقرأ لك ألقى حيوانات الطبيعة اليوم الغزال والأسد بدال الفيل والجمل والصرصور بعد يعطيك العافية على المجهود
مقال اكثر من رائع
إذا تركت اللب وتشبثت بالقشر فالخلل ليس في الملقي او الكاتب بل الخلل في مدى استيعابك .
جذب القارئ
تمتلكين اسلوب جذب القارئ ، والاساليب التي تطرحينها قياسيه