توجه العراقيون أمس السبت (20 أبريل/ نيسان 2013) إلى مراكز الاقتراع في عموم البلاد للتصويت في انتخابات مجالس المحافظات، في أول اقتراع منذ الانسحاب الأميركي، ينظم في ظل تصاعد أعمال العنف اليومية مؤخراً.
وفتحت مراكز الاقتراع الخاصة باول عملية انتخابية منذ الانتخابات التشريعية في مارس 2010، عند الساعة 07:00 (04:00 بتوقيت غرينتش).
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي عقب الادلاء بصوته في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد «كل مواطن ومواطنة، رجل كبير أو صغير، شاب وشابة، يظهرون أمام الصندوق ويلونون إصبعهم، يقولون لأعداء العملية السياسية إننا لن نتراجع».
واضاف «أقول لكل الخائفين من مستقبل العراق والخائفين من عودة العنف والدكتاتورية إننا سنحارب في صناديق الاقتراع»، موضحاً أن «هذه رسالة طمأنة للمواطن بأن العراق بخير ورسالة إلى أعداء العملية السياسية».
من جهته اعتبر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن «هذا اليوم مهم في تاريخ العراق للانتقال إلى مرحلة جديدة».
ويتنافس أكثر من 8100 مرشح ينتمون إلى أكثر من 260 كياناً سياسياً على أصوات 13 مليوناً و800 ألف ناخب للفوز بـ 378 مقعداً في مجالس 12 محافظة، بعدما قررت الحكومة تأجيل الانتخابات في الأنبار ونينوى لفترة لا تزيد على ستة أشهر بسبب الظروف الأمنية في هاتين المحافظتين.
وتستثنى من هذه الانتخابات محافظات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أي أربيل والسليمانية ودهوك، وكذلك محافظة كركوك المتنازع عليها، علماً أن نحو 37 ألف ناخب مهجر من مناطق اخرى يقترعون في 30 مركزاً في هذه المحافظات الأربع.
ويشارك في الإشراف على هذه الانتخابات 245 مراقباً دولياً ونحو ستين ألف مراقب محلي، وفقاً لتلفزيون «العراقية» الحكومي.
وتترافق العملية الانتخابية هذه مع إجراءات أمنية مشددة، تشمل فرض حظر على السيارات التي لا تحمل ترخيصاً خاصاً باليوم الانتخابي، إلى جانب زيادة حواجز التفتيش على الطرقات، وخصوصاً في العاصمة.
ومن المتوقع أن يؤثر حظر التجول المقنع هذا على أعداد الناخبين الذين خلت منهم معظم محطات الانتخاب في بغداد.
وتجري الانتخابات في ظل تصاعد ملحوظ لأعمال العنف اليومية مؤخراً والمستمرة منذ غزو البلاد العام 2003 حيث قتل نحو مئة شخص على مدار الأسبوع الماضي، علماً أن أكثر من 200 شخص قتلوا في العراق منذ بداية أبريل وفقاً لحصيلة تعدها وكالة «فرانس برس» استناداً الى مصادر أمنية وطبية.
وبدت بغداد صباح أمس مدينة أشباح إذ أغلقت المحال التجارية والمؤسسات كافة وخلت وشوارعها من الازدحام اليومي، حيث تجولها السيارات المرخصة فقط إلى جانب سيارات وآليات الشرطة والجيش.
ويخضع الناخبون للتفتيش مرتين قبل دخول مراكز الاقتراع، وفقا لصحافيي «فرانس برس».
إلى ذلك، انفجرت نحو عشر قنابل صغيرة وسقطت قذائف مورتر قرب مراكز الاقتراع في العراق ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل أثناء التصويت. وتسببت قذيفتا مورتر في إصابة ثلاثة ناخبين وشرطي بجروح في مدرسة استخدمت مركزاً للاقتراع في اللطيفية التي تقع إلى الجنوب من بغداد بعد بدء التصويت في الانتخابات التي ستقيس قوة الاحزاب السياسية قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العام 2014 .
من جهته، أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر أن عملية الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات التي انطلقت السبت تجري بـصورة طبيعية. وقال كوبلر للصحافيين إن «هذا اليوم مهم جداً للعراق ولشعبه و تجولت أمس في المراكز الانتخابية ووجدتها في أحسن حال ونعمل على تقديم المشورة للعراقيين».
وأضاف»ندعو العراقيين من النساء والرجال والشباب إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع ومن المهم المشاركة وأن العملية الانتخابية تجري بشكل سلس».
على الصعيد نفسه، حذرت اللجنة الأمنية المشرفة على إجراء الانتخابات الأشخاص الذين يجبرون الناخبين على التصويت لصالح كيان أو مرشح معين من خلال التهديد والترويع باتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
العدد 3879 - السبت 20 أبريل 2013م الموافق 09 جمادى الآخرة 1434هـ