العدد 3878 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434هـ

مساحة حرة - لا مناط من الضوضاء الإلكترونية

السيدحسين محسن الموسوي
السيدحسين محسن الموسوي

من الملاحظ أنه لا يختلي مجلس أو أي تجمع وحتى أفراد من الضوضاء الإلكترونية، وهي الأجهزة الإلكترونية الحديثة منها المحمول وغير المحمول. وما يجعل الإنسان يوثِق ارتباطه بها هو أهمية بعض أهدافها. ولكن هل نحن نستخدمها بالصورة الصحيحة؟ هل نتعامل معها باتزان؟ هل فضلنا أنفسنا عليها؟ ماذا لو توقفت هذه الأجهزة؟ هل نحن مستعدون للعيش من دونها؟ هل وهل وهل؟

إن تطور التكنولوجيا الإلكترونية أصبح من أسرع التطورات في العالم وهذا هو أحد أسباب التغيير في العادات والتقاليد، هذا النوع من التغيير يمكن أن يتم بصورة سريعة تماشياً مع التطور التكنولوجي. فمثلاً في السابق عندما كنا أطفالاً كانت الألعاب الجماعية لها طعم متميز مثل «الصميعة»، «العقلة»، «الدوام»، «الصبة»، «السكونة» والقائمة تطول، كل هذه الألعاب وغيرها كانت تتطلب تجمع مجموعة من الأطفال ليلعبون معاً. أما الآن فالوضع تغير جداً فهناك ألعاب جماعية عن طريق الاتصال بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وهناك الألعاب الفردية في الأجهزة الإلكترونية الذكية المتنقلة مثل الهاتف والكمبيوترات اللوحية وغيرها. عندما يقتني الطفل هذه الأجهزة يقوم بصب كل تركيزه في اللعب وفي كثير من الأحيان يكون منطوياً على نفسه ويحاكي تلك الألعاب وقد يقلدها في تعامله مع أهله وأقرانه. فكيف ما كانت اللعبة انعكست على تصرفاته، إن كانت ذات عنف أصبح سلوك الطفل عنيفاً وإن كانت لعبة ذكاء أصبح سلوكه سلوك الأذكياء (إن كان يستوعبها).

الأمر ليس منحصراً على الأطفال وإنما الشباب والكبار أيضاً، فقد كنا في السابق ننتظر وقت مشاهدة الأخبار على شاشة تلفزيون البحرين الساعة الثامنة مساءً أو الاستماع للراديو في كل ساعة على قناة الـ «مونتي كارلو». أما الآن بفضل التطور التكنولوجي أصبحت الأخبار تصلنا أينما نكون وفي أية لحظة، فتحديث الأخبار يكون بصورة مستمرة من دون توقف لدرجة أننا نعلم بها قبل أن تصل لمحطات الأخبار. ليس هذا فحسب وإنما يمكن لأي شخص أن يتابع الأخبار التي يفضلها فقط. فلذلك أينما تذهب في أي مكان في المنزل، العمل، حفلة زواج، مجلس عزاء، مهرجان، سينما، طلعت الربع، نزهة عائلية... أي مكان يخطر على بالك سترى هناك الضوضاء الإلكترونية (إن صح التعبير) متواجدة ولا يمكن للبعض الاستغناء عنها. وجود هذه الضوضاء في كل محفل له إيجابياته وله سلبياته، فمتابعة الأخبار هو أهم إيجابية عند البعض فقد تكون الأخبار هي رياضية، سياسية، أزياء، آخر موديلات، تسوق... الخ.

إن وجود الأجهزة الذكية النقالة الحديثة صنع نقلة نوعية في أسلوب الحياة على مستوى العالم، فهناك البرمجيات والألعاب والتسويق والكثير من الأعمال التي تقضى باستخدام هذه الأجهزة.

فلو رجعنا بالذاكرة قبل عشرين عاماً لم يكن الإنترنت موجوداً في الشرق الأوسط وكنا نعيش من دون التلفونات الذكية ومن دون خدمة الإنترنت المتنقلة. فعندها كانت العلاقات الأسرية حميمة أكثر من الوقت الحالي وكذلك العلاقات الاجتماعية.

يجب على الإنسان أن يستثمر التطور التقني في الاتصالات والتكنولوجيا وعليه أن يوظف هذه الوسائل من تواصل الاجتماعي ومنتديات وغيرها بما يفيد نفسه والوطن والبشرية.

العدد 3878 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:53 ص

      الضوضاء الالكترونيه

      وفقت عندنما اطلقت هذا التعبير (الضوضاء الالكترونيه) فقد اثرت كثيرا عل علاقاتنا... .يعني مو معقول... نطلع ويا الربع وكلهم منزلين راسهم يقرون تويتر وغيره.

اقرأ ايضاً