دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، المشاركين في جلسات استكمال حوار التوافق الوطني، إلى النأي بأنفسهم والابتعاد عن الطعن والتجريح، والسخرية، وانتقاص الطرف الآخر، معتبراً أن ذلك «أمر معيب ومحرم»، مؤكداً ضرورة أن يوطن المُحاور نفسه، ويروّضها على الإخلاص لله.
وأشار القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (19 أبريل/ نيسان 2013)، إلى أن على المتحاورين أن يعوا أن حوارهم مبني أساساً على «مبدأ التوافق، فقد قبِل الجميع الدخول في الحوار بناءً على هذا المبدأ، فلابد من التزام مبدأ التوافق المتفق عليه ابتداءً، حتى يضمن الجميع الخروج بنتائج توافقية ترضي الجميع».
وأوضح أنه «ينبغي أن يدفع المسلم عن نفسه حب الظهور والتميُّز على الأقران، وإظهار البراعة وعمق الثقافة، والقفز على مبدأ التوافق والتعالي على النظراء والأنداد. إنّ قَصْدَ انتزاع الإعجاب والثناء واستجلاب المديح، مُفسد للأمر صارف عن الغاية».
وقال: «إن المتحاورين إذا التزموا بهذه الضوابط، حفظوا عليهم أخوَّتهم ومودتهم، وتحقق لهم الخير الذي يريدون لوطنهم، وسلم لهم دينهم ودنياهم، وعاشوا في هذا الوطن في ظل أمن وأمان ورغد ورخاء».
وذكر أن «من أهم أوجه الوحدة والبعد عن الخلاف، وحدة العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله والسياسيين والمتحاورين والمثقفين، ونواب الشعب والقائمين على الجمعيات والمؤسسات، وائتلاف قلوبهم والتزامهم بالجماعة، والتفافهم حول ولاة أمورهم، وابتعادهم عن الخلاف والنزاع والشقاق، وتفويت الفرص على الأعداء المتربصين بالبلاد، وإدراك فقه الخلاف وأدبه، وضوابط الحوار، والتعقل والحكمة، وسلامة الصدور، وخصوصاً في هذه الأيام التي يلتقي فيها أبناء البلاد في حوار التوافق الوطني، فحق العاقل اللبيب أن يحفظ الأخوة الإسلامية وينأى بنفسه في الحوار عن أسلوب الطعن والتجريح والهزأ والسخرية، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز. كما ينبغي في مجلس الحوار التأكيد على الاحترام المتبادل بين الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة».
وأكد أن «تبادل الاحترام يقود إلى قبول الحق، والبُعد عن الهوى، والانتصار للنفس...، وأن مصالح البلاد، ومنافع العباد، تضيع وتتعطل بالتفكك والفرقة والخلافات».
وأضاف «هل تتعطل مصالح البلاد، ومنافع العباد إلا بالتفكك والاستبداد بالآراء واتباع الأهواء. وهل يتسلط الأعداء ويتمكنون في رقاب الناس إلا بتضارب الآراء، وتحكيم العقول والأهواء، وانتشار الأحقاد والحزازات الشخصية والنزعات الفردية، والاختلافات المذهبية والطائفية، ففيمَ الاختلاف والإسلام هو الجامع؟ وإلى متى التفرق يا أمة الوحدة والألفة والإخاء؟ إنه لعجيب أمر المسلمين! كيف يرضون لأنفسهم هذه الحالة المزرية، مع أن الشرائع قد أجمعت، والعقول قد أطبقت على ضرر الفرقة وسوء أثرها على البلاد والعباد، فما أصابت أمةً إلا أهلكتها، وقضت على وجودها».
ورأى أن «اختلاف الأفهام، وتباين الآراء ليس بمنكر، ولا مستغرب، بل هو من طبع البشر، ولكن الشأن كل الشأن أن يكون ذلك سبباً للتقاطع والشقاق والتنافر والحسد والحقد والبغضاء والتقاتل، وإنه مما يؤسف له أن كثيراً من الناس قد ابتلوا بهذا الداء، ودأبوا على إحياء بذور الشقاق وغوائل الشرور والفتن بين المسلمين، فيتخاصمون ويتقاطعون ويتدابرون لأسباب شخصية وأمور مادية، أو سياسية أو حزبية، أو طائفية، وقد يكونون أقارب، أو جيراناً، أو أبناء وطن واحد، وبعض الناس يجعلون من الخلاف فيما فيه سعة ومندوحة طريقاً للتناحر والتشاجر والقطيعة، وأخطر ذلك حينما يكون من يفعل ذلك من المنتسبين إلى العلم، أو الإصلاح، أو الدعوة...
وقال القطان «يا قادة المسلمين، ويا أهل الرأي والفكر، ويا رجال العلم والدعوة والإصلاح والأحزاب والجمعيات السياسية، ويا إخواننا وأبناءنا في هذا الوطن الغالي البحرين، من سنة وشيعة وغيرهم، وفي غيره من بلاد المسلمين، اتقوا الله تعالى في أنفسكم وأمتكم وأوطانكم، احملوا رايات التضامن والتآلف بين المسلمين قادةً وشعوباً، رعاةً ورعيةً على عقيدة لا اله إلا الله، محمد رسول الله، وعلى منهج سلفكم الصالح رحمهم الله، واحرصوا على رأب الصدع، وجمع الكلمة، ووحدة الصف، وتضييق مجاري الخلاف، والقضاء على أسباب النـزاع والخصومات».
وتابع «أعداؤكم يقيمون أحلافاً واتحادات وتكتلات للقضاء على الإسلام، واحتلال دياره والكيد لأبنائه، والمسلمون أولى أن يقوموا بذلك، وإن لم يجمعهم الحق، فرقتهم الأهواء بالباطل، فوصيتي في هذا اليوم المبارك للمسلمين جميعاً، أن يصلحوا ذات بينهم، ويبتعدوا عن التحريش والتحريض والخصومات والأحقاد، وأن يعملوا على حب الخير والولاء للمسلمين جميعاً، ويحرصوا على سلامة الصدور، وطهارة القلوب من الأحقاد، وسل الضغائن من النفوس، والابتعاد عن التعصب المقيت، والطائفية البغيضة، ليكونوا يداً واحدةً على أعدائهم، وليعودوا إلى سالف مجدهم، وغابر عزهم وقوتهم، وما ذلك على الله بعزيز».
وقال القطان إن: «من أهم ما يميز هذه الأمة، أمة محمد (ص)، أنها أمة متوادة، متراحمة، متكاتفة، متلائمة، متحابة، تبني أفرادها، وتقيم مجتمعاتها على أسس التعاون المشترك، والتقدير المشاع، وتؤسسها على قواعد الحب المتبادل، والتعامل الرفيق، والسلوك الرقيق، لا مكان في المجتمع الإسلامي للأثرة الممقوتة، والأنانية البغيضة، والفردية المتسلطة، والطائفية الإقصائية، قلوب أفراده مفعمة بالمحبة لإخوانهم، وألسنتهم ثرة بذكر محاسنهم، وعد فضائلهم، حذرة من الوقيعة في أعراضهم، والنيل من كرامتهم، لا يحملون الحقد الدفين، ولا ينشرون الإشاعة والكذب المبين، فهذا مسلك أهل اللؤم والوضاعة، والخسة وقلة المروءة».
وبيّن أن «الإسلام أحاط المجتمع المسلم بسياج منيع، وحصن حصين، ينبع من الداخل، يحول دون تصدع بنيانه، وتزعزع أركانه، ويعلي أعلام المحبة خفاقة على أرجائه، ورايات الإخاء مخيمة على جنباته وبين أبنائه، وأقام الضمانات الواقية، والحصانات الكافية، التي تحول دون معاول الهدم والتخريب أن تتسلل إلى جبهته الداخلية، فتعمل عملها فرقة وتأليباً، وهدماً وتخريباً».
وأشار إلى أن «على أهل الإسلام أن يعيشوا بالمحبة في الله، ورعاية إخاء الإسلام، ورباط الأخوة الإسلامية، بعيداً عن النعرات والعرقيات والطائفيات، وفي منأى عن الحزبيات والحزازات، وأن يسعوا لإصلاح ذات البين، وحفظ الألسنة من الوقيعة في الأعراض، وسلامة القلوب من الغل والشحناء والحقد والبغضاء».
وشدد على ضرورة أن يقف أهل الإسلام «سدّاً منيعاً أمام الجرائم على اختلاف أنواعها، والأمراض الاجتماعية، وغوائل الشرور والفتن، وبوائق القطيعة، وأدواء القلوب والصدور، وأمام كل من يريد أن يفرق جمعهم، ويشتت شملهم، وينشر الفوضى والدمار في مجتمعهم، حتى يسلم المجتمع والوطن من الفتن والمحن والتفكك الاجتماعي، والتمزق الأسري، بل والخلاف الطائفي والسياسي والفكري، وغيرها مما يأتي على بنيان المجتمع من القواعد، ويحوله إلى مجتمع صراع دائم، وتفكك مستمر، ومحن متكاثرة، وفئات متناحرة، فيصبح مجتمع الأخوة والوحدة والوطن الواحد، مجتمعَ أشتاتٍ متناثرة، وأفراداً متنافرة، وآحاداً متكارهة، وأحزاباً وطوائف ومذاهب متناكرة، وويل للمجتمع يومئذٍ من أعدائه المتربصين به، حيث سيكون لقمةً سائغةً لهم».
وأفاد بأن «هذه الأمة مرت عليها فترات من تاريخها اتحدت فيها صفوفها، واجتمعت كلمتها، فعاشت عزيزة كريمة مرهوبة الجانب، ولما دب إليها داء الفرقة والخلاف، انقسمت الأمة الواحدة إلى أحزاب متناكرة، وأمم متناثرة، ولايزال هذا الداء العضال والمصاب الجلل جاثماً في جسد هذه الأمة، ومستحوذاً على قلوب حكامها وشعوبها، وأعظم محنة وأشد فتنة أصيبت بها هذه الأمة اليوم، هي محنة الفرقة المستحكمة والخلاف المستمر على كل صعيد، وفي كل مستوى، حتى في أبناء الأسرة الواحدة، والوطن الواحد، يذكيه الشيطان ويُغليه الهوى، فغلب الشقاق على حياة كثير من الناس إلا من عصم الله، وسادت القطيعة، وعم الجفاء والشحناء، وتنافرت القلوب، وسادت الوحشة والظنون السيئة، وراجت سوق الغيبة والنميمة والبهتان وتناول أعراض الناس، والسعي في الفساد بينهم، فتعمقت الفجوة، واتسعت الهوة، فأصبحت حالة كثير من الناس محزنةً للصديق مفرحةً للعدو، والله المستعان.
وتساءل القطان: «لماذا الاختلاف والدين واحد؟ لماذا الفرقة والأصل واحد، والقبلة واحدة، والأمة واحدة، والوطن واحد؟ إلى متى الفرقة وأنتم تدركون ما فيها من الضرر والفساد؟ وهل يختل نظام المجتمع والوطن، وتنتشر الفوضى والاضطرابات، وتتصدع أركان الأمة، وتتهدد عروشها، وتنهد حضاراتها إلا بتفرق أهلها وتنازعهم».
العدد 3878 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434هـ
شكرآ لك شيخنا
شكرآ لكم على هذه الخطبه الطيبه وكل مانتمناه ان تستمر في حث الناس للترابط والتلاحم جعل الله ذلك في ميزان اعمالك انا كبحريني لا تستهويني الفرقه والقذف والسباب وخطبتك هذه فيها من العبر لنا كشعب نشكرك على جهودك والشكر موصول الى باقي العلماء ممن حملو هم الشعب اعانكم الله
نعم أتفق معك
متمنيا أن يقوم كل الخطباء بمثل ما قمت به وقدمت لا للتعبئه والتحريض وزرع الفتن بين أبناء المجتمع الواحد ففي جمعكم قوة وفي تفرقكم ضعف .
لا تعليق
شيخنا العزيز
تحية
لم تعطي اي اهتمام للقتل والهدم والتعرض للاعراض المسلمين ومقدساتهم ...
سامحني مايحتاج اتكلم اكثر
بين قاسم والقطان
بالعودة لخطابي الجمعة للشيخين الجليلين عيسى قاسم وعدنان القطان نجد أن الأرضية الطيبة واحدة للعقلاء والذين يخافون الله وعليها يمكن بناء أواصر المحبة بين أهل البحرين على اساس العدل والمساواة...ولكن المأساة تكمن في من يكفرون ويهمشون الآخر.. فبماذا يمكن للشيخ القطان أن يوجه كلامه لهما؟
محبتنا لكل من يتوجه لقبلتنا
عبدالرسول درويش
كلام جميل
كلام جميل، هل جمعيات الفاتح يسمعون أو يعقلون هذا الكلام؟ وأين موقفك من تخوين المعارضة وهدم المساجد وفصل العمال ووووو...
يشخنا الجليل
على من ينصح الآخرين أن يحدد الخلل المختلف عليه ونصح بإصلاحه المختلف عليه الخلل لا أن يتكلم بكلام عام
الكلام لأ ينفع من غير العمل
نسمعك تخطب عن نبذ الاختلاف و لأكن لأ نراك تعمل في هاذا الاتجاه.
لا لوم عليك
وهل قتل وتعديب اطفال في سن 12 -16 سنة من اخلاق المسلم ام زجهم في السجنون وجعلهم يدمنون حبوب المخدرات ام اغتصابهم او اخواتهم من اخلاق المسلم....لمادا تخاف من قول الحق في اللي يحدث من تجاوزات.... اليس من واجبكم نصح اولياء الامور...اش راح تقول لرب العالمين يوم تطلب شهادتك... انكم ترونه بعيد ولكن من يدري....
خطبة موفقة
خطية موفقة للشيخ القطان،،، مجمل ما جاء فيها جميل و رائع، والقول وحده لا يكفي
صعبة يا شيخ
دين واحد و قبلة واحدة ولكن الطرف الآخر كل همه هو قتلنا و اخضاعنا انتقاما لاحداث حدثت قبل اكثر من الف سنة ولا علاقة لنا بها. و الازمة اظهرة كيف باع الطرف الآخر اخوانه و اخواته في الوطن لصالح دولة اجنبية على حساب المذهب.
اتفق
موافقه وبشدة
بدل القدف
عطنا دليل
إنشاء
سيدي : مالم تحدد المخطأ وخطئة وتوجة له النصيحة بشكل مباشر لن يكون تطبيق فعلي لكلامك العظيم هذا ولا طائل منة ، برجاء المعذرة منك ..
من المخطئ ؟
في إعتقادك أنا أعرفه المخطئ هو من ليس على مذهبك ولا يستطيع الشيخ أن يقول من المخطئ لأنه سيكون هو المخطئ رغم علمه وثقتي أنا بأن الطرفين إشتركا في الخطأ
مجاري الخلاف !!
من قال أخوان سنه وشيعة وهذا الوطن ما بيعة؟
من قال ونعتنا بالروافض ولمجوس وكفره وأنقلابيين وشرذمه ؟؟
نحن فتحنا صدورنا ويدنا مقطوعه وقلنا تعالوا لكلمه سواء ونطالب بحق الشعب وهو أستفتاء شعبي ، ولاكن لا نسمع إلا التهليل وتبريك على من هدم المساجد وأنتهك الحرمات .
هل سمع بهذا الواشون والمخونون والشامتون؟
الشيخ عدنان القطان: «اختلاف الأفهام، وتباين الآراء ليس بمنكر، ولا مستغرب، بل هو من طبع البشر، ولكن الشأن كل الشأن أن يكون ذلك سبباً للتقاطع والشقاق والتنافر والحسد والحقد والبغضاء والتقاتل..
وإنه مما يؤسف له أن كثيراً من الناس قد ابتلوا بهذا الداء، ودأبوا على إحياء بذور الشقاق وغوائل الشرور والفتن بين المسلمين، فيتخاصمون ويتقاطعون ويتدابرون لأسباب شخصية وأمور مادية، أو سياسية أو حزبية، أو طائفية، وقد يكونون أقارب، أو جيراناً، أو أبناء وطن واحد».
صدقت
وتساءل القطان: «لماذا الاختلاف والدين واحد؟ لماذا الفرقة والأصل واحد، والقبلة واحدة، والأمة واحدة، والوطن واحد؟
صدقت وانشالله دوم هل خطب الي توحدنا
كلام جميل
لم نسمع هذا الكلام خلال الازمه ربما لعذر ما ، ولاكن ياشيخنا العزيز عندما تهدم المساجد الا تستحق منكم وقفه اوكلمه ، لو كنت كذلك لكان كلامك الان يصدقه الكثير
يا شيخ
سأخذ المقطع الاخير من كلامك وهو لمذا الاختلاف والدين واحد؟
وهل من الدين هدم المساجد ؟
لم نرى منك رغم خطبك المعتدلة والرنانة اي استنكار او شجب
اليست تلك بيوت الله ايضا ؟
ارحلو الى ..
لا تكذب على روحك . كم مسجد مبني بطريقة غير صحيحة والباقي عدد من المضايف من الحديد. كيف يكون المسجد مبني على ارض مسروقة من شخص او من الدولة . لماذا لا تتكلم الاوقاف الجعفرية ؟ لانها تعرف انها مبنية بطريقة غير صحيحة