في العام 2004 تحقق الحلم باستضافة أول سباق للفورمولا 1 في منطقة الشرق الأوسط على مضمار حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، وتكللت تلك الاستضافة بنجاح باهر أذهل العالم وأحرزت على اثره المملكة جائزة أفضل تنظيم.

ومنذ ذلك العام ورياضة السيارات في المملكة والمنطقة بدأت بالتطور اللافت، حتى أصبحت كالعدوى الطيبة التي جعلت الكثير من البلدان تلتفت لها، وإنشاء الحلبات الخاصة. واليوم نحن نستعد لاستقبال النسخة التاسعة من سباق الفورمولا 1 ومن نجاح إلى نجاح على رغم كل الظروف المحيطة إلا أن رياضة السيارات في تطور واضح وبرز العديد من المتسابقين والموهوبين.

ولكن إلى متى نستضيف وننظم ولا نمتلك متسابقا واحدا يمثلنا كبحرينيين وكعرب في بطولة العالم للفورمولا 1؟ ها هي الهند زجت بأحد أبنائها قبل أن تستضيف البطولة على أرضها، هادفة من ذلك ترويج نفسها وسباقها وتؤكد للجميع أنها تدعم أبناءها وتسعى لإيصالهم لأعلى المستويات، وهذا ما ننتظره كبحرينيين اليوم؛ كوننا أصحاب الريادة في رياضة السيارات في المنطقة، والكل يشهد لنا بذلك وبفضل المملكة انتعشت رياضة السيارات في دول الخليج، وأنشئت لها الحلبات الخاصة، وتنظم العديد من البطولات المختلفة، ولكن بقي الحلم الثاني بوجود سائق بحريني يمثل الوطن العربي في أكبر وأقوى بطولة عالم للسيارات.

ونبقى على رغم كل الظروف في أننا كبحرينيين أصحاب الريادة وأول من أشعل فتيل رياضة السيارات في المنطقة، فسباقات الراليات انطلقت من أرضنا وسباقات الدراغ أول من نظمناها، وجلبنا أقوى بطولات العالم للمنطقة سباقات الفورمولا 1 حتى أصبحت كالعدوى الحميدة التي أصابت المنطقة وفتحت الأبواب ودعمت ركائز الاقتصاد وعززت من موقع بلداننا. وعلى الشركات وخصوصاً في البحرين أن تبذل جهداً أكبر وتدخل في مجال الرعاية إن لم يكن للمتسابقين بشكل مباشر، فليتقدموا بدعم الاتحاد البحريني للسيارات الذي سيقوم بدوره وتسهيل مشاركات أبناء الوطن الذين رفعوا رايته دوماً.