دار في ذهني هذا التساؤل وأنا اقرأ خبر استئصال العين اليسرى للطفل أحمد النهام (5 أعوام) بعد عملية أجريت يوم الجمعة الماضي (12 أبريل/ نيسان 2013) في مستشفى إليزابيث بسنغافورة، وذلك بعد إصابتها برصاص الشوزن أثناء مواجهات أمنية في قرية الدير قبل ذلك بثمانية أشهر، فما عساها كانت سترى هذه العين لو ظلّت مكانها بعد 10 أو 20 عاماً في هذا الوطن؟
هل كانت هذه العين لهذا الطفل البريء ستستفيق ذات نهار على بحرين لا تمييز فيها ولا طائفية ولا استئثار، وهل كانت ستصحو على وطن لا يرجف فيه الأمل، ولا يضحك فيه الألم. وطن لا مكان فيه لزوار الفجر ولابسي الأقنعة. وطن لا يعمر فيه المعتقلات والسجون وتهدم فيه المساجد وبيوت الله؟
هل كانت هذه العين سترى وطناً ينعم فيه أبناؤه بالحرية والكرامة والعدالة؛ وطناً ليس فيه مواطن من الدرجة الأولى، وآخر من الدرجة العاشرة؛ وطناً تختفي فيه حملات الكراهية والبغضاء التي تستلذ بالتفرقة وبث الشقاق بين أبناء الوطن الواحد؟ وطناً لا تبث فيه محاكم التفتيش على الهواء مباشرة؟
ماذا كانت عين الطفل ذي الخمسة أعوام وقتها ستشاهد؟ هل كانت سترمق البحار والأراضي بذات الحسرة التي ينظر إليها المواطنون لسواحل هذه الجزيرة وأراضيها التي توزع على الخاصة مقابل شراء مواقفهم، ثم يقال لهم أن البلد شحيحة الثروات والأراضي، بينما تجاوزت طلبات الإسكان 53 ألف طلب!
وهل كانت ستقرأ في الصحف عن الفساد الذي ملأ البر والبحرين، ولكنها لن ترى أثراً لمفسدين ولا حساباً ولا عقاباً لأصغر سارق فضلاً عن الهوامير الذين لا سلطان لقانون ولا عدل وحق عليهم!
وهل كانت عين هذا الطفل ستنظر إلى الحشود التي تخرج بالآلاف مطالبةً بالحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة البشرية والمساواة بين الجميع، ثم يُقال عنهم أنهم أقلية وخونة؟ وهل كانت عينه سترى إصرارهم وبريق أعينهم الذي لم يختف رغم كل وسائل القمع والترهيب والإذلال التي مورست ضدهم؟
وهل كانت عينه ستتحمل رؤية عذابات أم فقدت ولدها، وأخرى تنتظره عند بوابة المعتقل، وثالثة تعوده جريحاً؟ لا لشيء، وإنّما لأن كل هؤلاء كانوا يحلمون بوطن يرسم فيه البحرينيون جميعاً، مستقبلهم وحياتهم الآمنة المستقرة العادلة الكريمة.
وهل كانت ستحلم بوطن لا تقطع فيه أرزاق المواطنين، لمجرد الظنّ في نياتهم، أو لوشاية من زميل عمل طامع في منصب، يستغل الفرصة السانحة للصعود على جراحات الآخرين وعذاباتهم؟
هل كانت هذه العين ستستيقظ إن غفت، على صوت طلقات الشوزن ورائحة مسيلات الدموع، والعقاب الجماعي المستمر على المواطنين بلا توقف ولا هوادة.
وهل كانت هذه العين سترى طفلاً آخر يفقد عينه؟ ترى ماذا عساها كانت ستنظر عينك يا أحمد النهام لو ظلّت مكانها؟
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 3876 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ
انها جريمة ضد الانسانية
ان لم يحاكم مرتكبها في محاكم الدنيا فسيحاكم مرتكبها والراضي بها في محكمة الآخرة
هل هذه العاهات تبعث على احترام احد
ما اكثر العاهات التي حصلت لكثير من شعب البحرين عدى الشهداء فهل سينسى اهل الضحايا من شهداء ومعاقين هذه العاهات ومن تسبب فيها؟
بعض التهم التي تلقى على المتهمين التحريض على كراهية النظام!
فهل هناك تحريض على كراهية النظام اكثر من هذه الافعال لنكن منطقيين
ولو ان المنطق غير معمول به
ابواحمد
لا يفيد النصح فأن القوم مأذون في أمرهم يستبحون كل شيئ ويتحكمون علي من يعارضهم فانا لله وأنا اليه راجعون