دونما يغيب تراث الآخر، وكما تشترك الأوطان في إرثها الحضاري وإنسانياتها البعيدة التي لا زالت قيد التنقيب، تتجسّد الملامح الأردنية على وجه الخارطة البحرينية في المحاضرة التي تقيمها وزارة الثقافة مساء اليوم الأربعاء (17 أبريل/ نيسان 2013) في الساعة السادسة مساءً حول الموقع التاريخي "قصير عمرة"، وذلك بالتعاون مع السفارة الفرنسية بقاعة المحاضرات في متحف موقع قلعة البحرين، حيث يقدّم جايتانو بالومبو عرضًا بعنوان "قصير عمرة: ثلاث سنوات من البحث والترميم"، يتناول فيه حكاية هذا المكان وتفاصيله، وسيرة اكتشاف ملامحه التي بدأت تباعًا بالظهور والكشف عن العمق التاريخي لهذا الموقع.
ويركّز بالومبو في محاضرته على جمالية هذا المعمار الفريد، وسرديته التاريخية وقيمته الإنسانية، بالإضافة إلى الجغرافية المحيطة، حيث يمثّل "قصير عمرة" نسجًا قديمًا لقصر صحراوي أموي يقع شمال الصحراء الأردنية. وقد شهد المكان طقوسًا وحضارة قديمة وثّقها الذين عاشوا هناك عبر رسومات تجسيدية لرحلات الصيد ونقوشات جميلة ودقيقة تشرح حياة الأمراء الأمويين آنذاك. كما يستلهم معماره شيئًا من روح الهندسة الرومانية في تصميم الأقبية، وخصوصًا قبّة الحمام التي تظهر فيها الأبراج السماوية المرسومة. ويروي د. بالومبو في هذا اللقاء اشتغال ثلاث سنوات متصلة في البحث والترميم لهذا الموقع الإنساني التاريخي، وأساليب معالجة هذا الإرث والعناية به لحفظ قيمته الحضارية والتاريخية.
لمشاركة متحف موقع قلعة البحرين رحلة اكتشافاته الجميلة، تدعو وزارة الثقافة جميع المهتمين بثقافة الأمكنة والتراث والمواقع التاريخية لحضور هذه المحاضرة مساء يوم غد في الساعة السادسة مساءً.