يتكون العمود الفقري للرقبة من 7 فقرات صغيرة الحجم ومتصلة بنظام عضلي معقد يساعدها على الحركة المرنة في جميع الاتجاهات وفي الوقت نفسه على تثبيتها وحمايتها.

وتُعتبَر الرقبة من المناطق الحساسة والاستراتيجية لحدوث كثير من الأمراض؛ حيث تربط الرقبة الرأس بأعلى الجذع وتحتوي على أعضاء حساسة كالشرايين التي تغذي المخ وتمر من خلالها الحنجرة والبلعوم والقصبة الهوائية، كما تحتوي في جوف فقراتها على قناة الحبل الشوكي الذي يمر من خلالها مباشرة من المخ إلى جميع أعضاء الجسم والأطراف.

ولقد أثبتت جميع الدراسات الحديثة أنّ معظم المشكلات التي تصيب منطقة الرقبة والكتف يكون سببها الجلوس بطريقة غير سليمة أمام الكمبيوتر أو التلفاز لفترات طويلة أو طريقة النوم الخاطئة، ويُرجَّح أنّ ضعف العضلات العميقة المحيطة بالعمود الفقري للرقبة هو الذي يسبب هذه الأمراض.

وترتبط الأمراض المزمنة لمشكلات الرقبة بأمراض عدة كالصداع النصفي أو المزمن نتيجة لشد عضلات أسفل الرقبة الخلفية، ومشكلات في التركيز في النظر أو رفع الرأس إلى أعلى حتى الحساسية ضد الإضاءة الساطعة، كذلك الآلام الحادة في منطقة خلف الرقبة التي تنتقل إلى الكتفين أو خلف اللوح أو في حالات الانزلاق الغضروفي (الديسك) في إحدى فقرات الرقبة قد ينتقل إحساس بالتنمل والخدر أو الضعف في الكتفين واليدين، كما ترتبط بالدوار أو حالات الإغماء في حال وجود ضغط على الشرايين التي تمر من خلال فقرات العمود الفقري للرقبة، زد على ذلك ارتباطها تآكل فقرات الرقبة أو احتكاكها نتيجة تعرضها لعوامل التقدم في السن أو حوادث وإصابات قديمة، هذا بالإضافة إلى تيبس حركة الرقبة عند الجلوس من النوم مباشرةً وقلة حركتها في جميع الاتجاهات.

ولعل أنجع أنواع الوقاية من ذلك ماثلة في تقوية عضلات الرقبة العميقة عن طريق أداء تمارين خاصة وتقوية عضلات أعلى الظهر والكتفين والمحافظة على طريقة الجلسة السليمة؛ لأن الرقبة تتكئ على أعلى الظهر، بجانب اختيار الوسادة الصحية والمناسبة وتعديل وضعيات النوم إلى الجوانب وتجنب النوم على منطقة البطن، هذا بالإضافة إلى تعديل وضعية المكتب وشاشة الكمبيوتر أثناء العمل مع مراعاة طريقة الجلوس السليمة، بجانب أداء تمارين الاستطالة لترخية عضلات الكتفين والرقبة بشكل مستمر يومياً قبل العمل وقبل النوم.