استضافت جمعية «وعد» الأربعاء الماضي، خمسةً من أعضاء الوفد الأهلي البحريني، الذي شارك في المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس الخضراء، والذي تزامن مع احتفال العالم بيوم الأرض الفلسطيني نهاية مارس الماضي.

الوفد تكوّن من ناشطين حقوقيين وسياسيين ونقابيين، حيث نقلوا انطباعاتهم ومشاهداتهم عن الزيارة والأجواء العامة بالمنتدى الذي استقطب آلافاً من مختلف بقاع الأرض. وقد أجمعوا على أمرين: حسن ضيافة الشعب التونسي الشقيق الذي فجّر الربيع العربي، والتفهم والتعاطف الكبير مع الحراك السياسي في البحرين.

عبر «سكايب» تحدثت أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأميركية بالقاهرة، آمي هولمز، التي ارتبطت بالبحرين عن طريق دراستها الأكاديمية لموضوع القواعد العسكرية الأميركية في دول العالم وتأثيرها على الدول المضيفة، وقد منعت في يناير الماضي من دخول مطار البحرين لاستكمال بحثٍ عن دول الربيع العربي. وكانت قد شهدت ثورة 25 يناير في مصر والتقت بناشطين بحرينيين في القاهرة وتعرفت عن قربٍ على ما يطرحون. وشاركت مع الوفد في تونس، وحيت المنتدين في حراكهم السلمي من أجل الحرية والاصلاح.

حين وصل الوفد المكوّن من سبعة أشخاص، كان التوانسة قد جهّزوا اللافتات ولبسوا القمصان التي تحمل صور الحقوقيين البحرينيين المعتقلين. وتقول الناشطة نضال السلمان انها قدمت خمس أوراق عمل تؤكّد أن «مطالب البحرينيين قديمة، وقضيتنا لا دخل للطائفية بها، والحراك وطني ممتد منذ الستينيات، فالربيع البحريني ليس جديداً، وفي كل مرحلة تاريخية تتهم فيها المعارضة الوطنية بالعمالة لليسار أو عبدالناصر أو إيران». كما تحدّثت عن استهداف الأطفال والنساء من أجل إخماد الحركة السياسية، وما تعرضوا له من انتهاكات في السجون، بما فيهم طبيبات كان جرمهن معالجة الجرحى.

الناشط النقابي فلاح هاشم أوضح أن المنتدى شاركت فيه القوى المناهضة للعولمة، وتناول وضع مصر وتونس، حيث لم تقدّم القوى الحاكمة الجديدة مشروعاً ينهض بالبلد، وتأثير «اقتصاد الاحسان» الذي يعتمد على المساعدات الخارجية، على القرار الاقتصادي والسياسي. وقال: «عندما أثيرت القضايا العمالية، كان التوانسة يعقّبون على قضايا عمالنا، وليس فقط اتحاد الشغل بل حتى القيادات العمالية الوسطى».

النائب السابق جاسم حسين عن مداخلته الخاصة بأهداف الألفية، وما باتت تمثّله مشكلة تمثيل الأجانب بعدما أصبحوا يشكّلون نسبة 52 في المئة من السكان، وبدء انتشار الفقر في أوساطهم، ولولا دعم السلع لكانت معاناتهم أكبر. وتطرّق إلى مشكلة الاتجار بالبشر وسوء معاملة الخدم الأجنبيات، والتمييز على أساس طائفي أو قبلي أو مناطقي باعتباره ثقافةً مازالت منتشرة، بينما لم توجد ثقافة الكراهية للأجانب رغم تشكيلهم ثلاثة أرباع القوى العاملة.

العازف والناشط البيئي محمّد جواد، قال ان التوانسة يعرفون حقائق الحراك البحريني، بل ان طفلين في العاشرة، استقبلاه بالسؤال عن نبيل رجب بقولهما: إنه محكوم بثلاث سنوات وقد انقضت منها سنة واحدة. وقد عزف مقطوعةً بلهجة تونسية مطلعها: «البوعزيزي لك منا سلام... أشعلها ضياء... للشعوب العربية». وكان قد نظمها بعد سقوط بن علي، ليلقيها في زيارة مصر مع ابراهيم شريف، إلا أن ما حدث في فبراير 2011 غيّر المسار.

فنان الكاريكاتير علي البزاز أشار إلى وجود تضامن تونسي كبير مع الحراك البحريني، لعدالة هذه القضية التي يسمونها الثورة المظلومة. وقال إنك حين تمشي في تونس بعلم بحريني تواجهك مشكلة، فالبعض يطلبه متعاطفاً، والبعض ناقماً لاشتباهه بأنه علم دولةٍ أخرى مجاورة لما لعبته قناتها المشهورة من أدوار.