شعرت البحرين أمس بهزة أرضية ثانية بعد مرور أسبوع من الهزة الأولى؛ وقد استشعر المواطنون والمقيمون وخصوصاً ممن يعملون أو يقطنون في المباني ذات الطوابق العليا بهذه الهزة الارتدادية التي انطلقت مرة أخرى من الأراضي الإيرانية لتهز باقي دول الجوار العربية. غير أنها في هذه المرة جاءت قوية وأثارت الهلع وتسببت بازدحام مروري بضاحية السيف والمناطق المطلة على الساحل الشمالي للبحرين.
كان هذا امتداداً لغضب الطبيعة التي يبدو أنها في حالة غضب لم تنته وبات غضباً ينتظر تغيراً في جغرافية يغير المنطقة - بحسب التقارير - أمّا الغضب الآخر الذي يجتاح الشوارع في البحرين وبلداناً عربية أخرى فهو غضب يحتاج ليغير السياسة.
هذا غضب وذاك أيضاً غضب، لكن غضب الطبيعة قد يجرف الآلاف إلى نهايات لا تنفع فيها الإنذارات ولا أي شيء آخر في حال هزات الزلازل أو أمواج المحيطات؛ والأمثلة كثيرة من تسونامي إلى جزر اليابان... فعندما تغضب الطبيعة تتفاقم الأزمات وترتفع الخسائر.
أمّا غضب الشوارع فهو لا يأتي بالعادة من فراغ بل ويعكس واقع استمرار السياسات القامعة لحقوق الإنسان والعمل على تشويه وتغييب هذه الثقافة وتجميل الواقع بمكياج كثيف لتغطية العيوب من خلال فرض قبضة أمنية لقمع كل صوت. والأنظمة في المنطقة العربية لا تتحمل النقد وإلا فلماذا ذهبت إلى سن قوانين قاسية ضد من يختلف معها وقد يختلف الأمر بين نظام إلى آخر بحسب طبيعة وخصوصية كل بلد في المنطقة.
الملاحظ أنه في السنوات الأخيرة حدثت تطورات في الساحة العربية دفعت بجيل اليوم لإطلاق صراخه وغضبه في الشوارع هذا الجيل الذي ما عاد يتحمل فكرة تغييب حقوق المواطنة وفكرة تغييب وجوده داخل مجتمعه وبالتالي فإن غضب الشارع وإطلاق الفوضى أصبح وسيلته لإسماع صوته حتى لو كلف هذا الكثير... فغضبه لا يختلف عن غضب الطبيعة فكلاهما يحدثان بصورة مفاجئة.
وقد كتب الكاتب صادق النابلسي في مقال بعنوان «حروب دينية أم ربيع عربي: عنف الاعتدائيات المتبادلة» نشر في صحيفة «الأخبار» اللبنانية في 10 أبريل/ نيسان 2013 بالقول «إنّ واحداً من الأهداف الأولى في مشروع شرذمة المنطقة هو تعميم الرعب على كل الجماعات فتصبح جميعها مهددة بمصائرها، ولا تجد إلا العنف للرد على العنف. وحينئذٍ تختلط الحسابات الداخلية وتضطرب الموازين الخارجية. فلا يجد أحد لنفسه ولا دولة لنفسها مقدرة على ضبط إيقاع العنف والاعتدائيات المتبادلة ووقف وتيرة التهشيم والتخريب في الأبنية الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية».
كلام النابلسي هو امتداد لتاريخ احتقان طويل عاشته شعوب المنطقة وهو لا يتكلم فقط عن تطور عامل العنف ولكن يحلل في الوقت نفسه ما يمكن أن يتطور مع مقاومة التغيير وهو لا يختلف كثيراً مع التغيير الجغرافي الذي يصاحب غضب الطبيعة.
إنّ ما حصل لدى شعوب المنطقة من بعد مرحلة الربيع العربي قد هشّم التكوينات الاجتماعية والسياسية والدينية، وخلق حالة من الكراهية لوثت معظم البيئة التي كانت لسنين مضرب مثل في الانسجام والتسامح، ورغم أن»الربيع» حمل مبادئ كونية تحترم حقوق الإنسان إلا أن مسار هذه المبادئ بدا ينحرف أو يشوه لأكثر من عامل وسبب... بصراحة أكثر الشعوب الغاضبة تبحث عن حكم صالح كما تبحث في مناعة المنشآت وفي ظل الحراك الذي يدور في المنطقة العربية... نتساءل عن مدى قدرة الأنظمة لمقاومة غضب الطبيعة وخاصة في منطقتنا الخليجية لأن غضبها يفوق عشرات المرات الهزات السياسية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3875 - الثلثاء 16 أبريل 2013م الموافق 05 جمادى الآخرة 1434هـ
من كثر الظلم والجور
زاد الظلم والطغيان والجبروت فما غضب الطبيعة الا انذار للبشر والطغاة بالخصوص
الله المتكبر
الله يمهل بني أدام ولايهمل يعطيها بعض الاشارات على أن هذه الدنيا ماهي الا دار
الوسطية في الحياة ...
في الطبيعة كثير من الحوادث فمنها الزلازل والبراكين والاعاصير والفيضانات . وكلها تحدث فجأة من غير سابق انذار . كذلك الانتقال ألى العالم الاخر يأتي بغة فياأيها الانسان ( يامن نسي انه طين حقير فتاه طيشا وعربد ).مهلا مهلا لا تطش جهلا فهل ايامك الا عدد وملكك الا بدد ومن هذا حاله فلا يجعل الدنيا هدفه الاول والاخير .بل اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا . فلتكن هذه قاعدتنا في الحياة .
رب ارجعوني .............................
يقول بعض العلماء في شأن الحديث أن الكوارث الطبيعية هي بمثابة صفارة إنذار تعكس واقع المجتمعات إلى تغيير اجتماعي قادم لا محالة ،،، أما أسبابها فهي تلك المسببات الشيطانية الخبيثة التي تحاول اليوم وأد الثورات الحقيقية التي تدعوا للعدل والقسط وإقامة الحق ،،، ولنا في الأقوام السالفة خير واعظ لمن اتعظ .
غضب الطبيعة وغضب الشعوب لا يمكن التوقيت لهما ولا تقدير خسائرهما
للطبيعة غضب لا يعلم متى واين وكيف
كذلك غضب الشعوب لا يعلم متى واين وكيف فالشعوب تختزل بداخلها قهرا وحنقا
بسبب الجور والظلم ويبقى هذا الغضب يغلي حتى يأتي يوم ينفجر من دون ان يعرف احد كيف ولماذا قد يكون السبب بسيطا ولكنه هكذا.
كل انسان يمكنه تحمل القهر الى مستوى معين وبعده ينفجر فتتساوى امامه
كل الاحتمالات فالموت والحياة سيان بل يفضل الموت على الحياة في ظل
وضع كما هو الآن في البحرين فلا تستبعدوا ان يحصل امر مثل ذلك
إجبار الفكر على التوقف
وصل الإنسان الى مستوى يمكنه التصرف فى كثيرمن أمورالطبيعة التى سميت فى المقال بغضب الطبيعة. لكن الكل يتصوربأن عقله كامل و يتدخل فى كل الأمور حتى الأمور الهندسية. المالك الذى لم يدرس الهندسة يجبر المهندس على العمل حسب مزاجه و يتدخل فى كل صغيرة و كبيرة. اذا حصل زلزال بدرجة 4ريخترفى البحرين لا سمح الله، فإن المبانى التى هى بين ثلاث و سبع طوابق ستتأثر أكثر من غيرها. إنشاء مبان مقاوم للزلازل ليست مجهولة. هذه اليابان و عندما يقع فيها زلزال تتأثر المنشآت قليلا جدا. قارنوا ذلك بدماربيوت ايران وباكستان.