العدد 2486 - السبت 27 يونيو 2009م الموافق 04 رجب 1430هـ

علي مطر يدعو إلى التداوي بالقرآن من علل الأجسام وآفات الأرواح

قال خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس إن الله تعالى قدر على الإنسان أن يصاب بالأمراض البدنية والنفسية المختلفة، فهو مخلوق ضعيف، كما قال سبحانه :» وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفا» (النساء:28)،وفي الوقت ذاته أُمر أن يتداوى ويطلب العلاج المباح ويلتمس طرق الشفاء، فما من داء إلا وله دواء وعلاج وشفاء. لقوله (ص):»ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء». وأضاف لا ننسى طلب العلاج بالقرآن الكريم فهو شفاء للناس من علل أجسامهم وآفات أرواحهم.

قال تعالى: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» (الإسراء: 82)، وقال تعالى

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ..» (يونس:57).

وأضاف فالقرآن شفاء لما في الصدور من حسد وجهل وزيغ ومرض و... فسورة الفاتحة رقية وسورة البقرة إذا قرئت في بيت لم يدخله شيطان، وآية الكرسي رقية وحرز، لقوله (ص) :»إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي فإنك لن يزال عليك حافظ من الله ولا يقربك شيطان حتى تصبح».

وأردف كل سور وآيات القرآن الكريم شفاء ورحمة وحماية وحصن وراحة، وكيف لا وهو كلام رب العالمين وهو عظيم لو أنزل على جبل لتصدع وتشقق. فكيف إذا رقي به مريض أو محسود أو مصروع.

ولفت مطر إلى عدة مسائل مهمة لا بد من التطرق إليها، وهي: أولا: الحذر من أن ينطبق علينا قوله تعالى :» وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورا» (الفرقان: 30) من هجر الإستشفاء به، أوهجر تلاوته وسماعه وتعلمه وتعليمه، أو هجر تدبره وفهم معانيه، وهجر تحكيمه والتحاكم إليه.

ثانيا: هناك من يقول نقرأ ولا نستفيد ولا يحصل الشفاء وهذا خطأ إذ يجب ان نوقن بالإجابة وحصول الشفاء والبركة، ثم إن القراءة تحتاج إلى إيمان وصدق ويقين، وإعتقاد جازم في ما تقرأ، وقبول تام من دون تردد ولا شك، مع حسن الظن بالله وصدق الالتجاء إليه والتوكل عليه والتحصن به سبحانه.

ثالثا: الاعتقاد الجازم بأن الرقية بالقرآن والاستشفاء به وبغيره من الأدويه المباحة إنما ذلك من الأخذ بالأسباب، فمن الخطأ الاعتماد على الرقى وسائر الأدوية اعتمادا كليّا والاعتقاد بأنها مؤثرة بذاتها. فالشافي والمعافي هو الله وحده.

رابعا: الحذر من اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين الذين يستخدمون الرقية الشركية أو التلاصم والعبارات غير المفهومة، أو اللجوء إلى العرافين والمنجمين ومدعي الغيب وكشف المستور،فذلك محرم لا يجوز.

كما حذر من اللجوء إلى ضعاف النفوس من الذين يستغلون النساء وضعفهن وحاجتهن بالعبث بهن والاعتداء عليهن، فهناك حوادث كثيرة حصلت وسمعنا بها فمجتمعنا صغير لا تخفى فيه مثل هذه الأمور والتجاوزات، أو غير هؤلاء من الذين يوهمون المريض بوجود علل في بدنه وأنه معيون أو فيه صرع ومتلبس بالجن من دون دليل ولا دراية ولا تشخيص سليم، فيستغلون حاجته ومرضه في الكسب المادي ويبقى أسيرا عندهم. وبين أن بعضهم حول الرقية والعلاج بالقرآن إلى تجارة مربحة وأخذ يوزع الإعلانات وأنه يعالج كل شيء وكل الأمراض، إذا كان هكذا فلنقفل جميع العيادات والمستشفيات ونلغي كليات الطب والتمريض، ويدَّعون معالجة حتى الجفوة بين الحبيبين والعشيقين، ليقصده السذج من الناس ويربح من ورائهم، فعلى الجهات المعنية التصدي لهؤلاء وحماية البسطاء من نصبهم ودجلهم.

خامسا: على المسلم أن يقرأ على نفسه ويرقي أهله وأولاده، ولا يشترط الذهاب إلى أشخاص معينين من أجل الرقية، فربما ظن البعض أن الفائدة في الراقي والقارئ وليس في الآيات المقروءة.

العدد 2486 - السبت 27 يونيو 2009م الموافق 04 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً