السقية - ندى الوادي كان من الواضح للعيان حضور رجال الأمن «بكثافة» بالقرب من المركز الانتخابي في الدائرة السابعة في محافظة العاصمة، التي يتنافس فيها كل من المترشح عزيز أبل، والمترشح عبدالحكيم الشمري. وعلى العكس من النشاط الذي كان بادياً على الأجواء المحيطة بالمركز الانتخابي في الدور الأول، بدت الأجواء هادئة في المركز الانتخابي صباح أمس وفي المنطقة المحيطة به حتى ما بعد الساعة الحادية عشرة صباحاً.
كان نشاط رجال الأمن ووجودهم حول المقر بكثافة الشغل الشاغل بالنسبة الى المترشحين، ومؤيديهم، والناخبين أيضاً، إذ أدى هذا النشاط والكثافة إلى تذمر من قبل جميع هذه الفئات، وتطور إلى مشادات كلامية بسيطة، غير أن الوضع كان مستتباً إجمالاً ولأهمية هذه الدائرة حرصت جمعية الشفافية البحرينية على حضور عضوين لها في المقر لمراقبة عملية التصويت.
وفيما لم تتمكن «الوسط « من الحصول على معلومات عن عدد رجال الأمن الموجودين في المنطقة المحيطة بالمقر من الضابط المسئول، وأكد العاملون في الفرق الانتخابية للمترشحين المتنافسين زيادة « واضحة» في عدد رجال الأمن الذين توزعوا في الطرق المؤدية لمدرسة حليمة السعدية الإعدادية للبنات والمخارج ومنعوا مؤيدي المترشحين من توزيع الأكل والمشروبات قريباً من بوابة المدرسة، ناهيك عن منعهم من الاقتراب من البوابة والتجمهر بالقرب منها، أو تعليق أي علامة تدل على المترشح أو شعاره الانتخابي أو صورته، شدد رجال الأمن أيضاَ على السيارات المارة بالقرب من المدرسة وطلبوا منها إزالة أي صور دعم للمترشحين من أي نوع. ويعتقد أن هذه الإجراءات جاءت ردة فعل لما جرى في الدور الأول في الدائرة إذ حصلت الكثير من الخروقات المتعلقة بالدعاية الانتخابية للمترشحين التي كانت قريبة جداً من المقر الانتخابي.
وعن ذلك قال المترشح عن الدائرة عزيز أبل، الذي علق بمشادة بسيطة مع رجال الأمن بشأن هذا الموضوع «الالتزام بالقانون أمر جيد، ولكن ليس التشديد فيه، ما نراه هنا هو تشديد كبير لا داعي له».
أما منافسه عبد الحكيم الشمري فقال ان «الإقبال كان ضعيفاً في الصباح مقارنة بالدور الأول، مفسراً إياه بالأمطار التي تساقطت في الليلة السابقة، وانتقال المنافسة إلى ما بين مترشحين اثنين بدلاً من سبعة، واصفاً الوضع مع رجال الأمن بالجيد».
كوادر «الوفاق» ودعم أبل
ومع انتصاف الظهيرة، بدأت الحركة تزداد إجمالاً في المقر الانتخابي، حتى بدأ يستقبل عدداً أكبر من الناخبين، كما زادت الحركة بشكل واسع في المنطقة المحيطة بالمقر حتى تكثف عدد دوريات الأمن التي رابطت بالقرب من المقر، إضافة إلى عدد رجال المرور وشرطة المجتمع.
أما كوادر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية فكان نشاطها فاعلاً بكثرة بالقرب من المقر الانتخابي مقارنة بالدور الأول، إذ توزعت فرق عملها الداعمة لأبل على مساحة واسعة خارج المقر الانتخابي، فيما كانت باصاتها في حركة دؤوبة تنقل الناخبين من وإلى المقر الانتخابي، وتسجل في استبيان يقوم به عدد الناخبين الذين صوتوا لأبل، وهو الأمر الذي منعهم منه رجال الأمن في وقت لاحق بعد اكتشافهم له.
وقيم قاضي المركز الانتخابي صلاح الدين عبد السميع الإقبال على المركز الانتخابي حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً بقوله انه إقبال فوق المتوسط، إذ تم صرف نحو ألف وسبعمئة استمارة انتخاب حتى ذلك الوقت، منهم 115 من الحالات الخاصة التي تشمل المسنين. وأضاف عبدالسميع «المترشحون على قدر من الوعي، لذلك لم يقوموا بأي تجاوز داخل قاعة التصويت، ولو حصلت أية تجاوزات خارج المركز فهي من اختصاص رجال الأمن».
سلمان: فوز أبل مضمون بنسبة 70 ?
شهد المقر الانتخابي حضور عدد كبير من الشخصيات التي كانت تمر بالمركز، أهمها كان حضور الأمين العام لـ»الوفاق» الشيخ علي سلمان، الذي تحدث عن جولته التي قام بها في الدوائر الانتخابية قائلاً «انه بدأها بالمركز العام في مجمع السيف التجاري، منوهاً الى المشكلة التي طالبت الوفاق بحلحلتها وهي مراقبة التصويت في المجمع». وأوضح سلمان في رده على سؤال «الوسط» أن «الوفاق تولي عناية كبيرة بمراقبة التصويت في المراكز العامة، والتي كانت السبب في سقوط بعض الكوادر الوطنية مثل منيرة فخرو» مضيفا «وجود المراقبين للتصويت حق أصيل نصت عليه دساتير العالم أجمع، أما المراكز العامة فهي بدعة بحرينية، ولذلك حرصنا على المراقبة فيها حتى لا يتكرر ما حصل في دائرة فخرو» وأشار أيضاً إلى تجيير أصوات العسكريين قائلاً: «كان يجب أن تصدر أعلى قيادة عسكرية بياناً تؤكد فيه عدم وجود ضغط على العسكريين، وهو الأمر الذي لم يحصل».
وعن حظوظ الفوز في الدوائر التي تدعم الوفاق بعض مرشحيها قال سلمان «حظوظ الفوز بالنسبة لأبل قدرناها بسبعين في المئة، ونتوقع حصول النعيمي على 24 في المئة من الأصوات إضافة إلى نسبته السابقة بعد دعم مؤيدي المترشحة زهراء مرادي، أما إبراهيم شريف فلا تزال حظوظه أيضاً جيدة في دائرته، ونتمنى الفوز لجميع الوطنيين».
بدر: البرلمان يتجه إلى الديموطائفية بغير الديمقراطيين
من جانبه تمنى رئيس مجلس بلدي العاصمة السابق مرتضى بدر فوز «الديمقراطيين»، معتبراًَ التشكيلة التي وصلت حتى الآن الى البرلمان طائفية وناقصة بغير الديمقراطيين. وتفاءل بدر بفوز أبل بنسبة 55 في المئة، مؤكداً دفعه لفريقه السابق للعمل معه، والاتصال بزهراء مرادي في دائرة عبدالرحمن النعيمي لدعمه، وفي النهاية قال «غيوم الشؤم الطائفية تهيمن على سماء البحرين، والبرلمان يتجه نحو الديموطائفية، من الأفضل فوز عدد من الديمقراطيين للقضاء على كل ذلك»?
العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ