كلما اقتربنا من العد العكسي للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تتجه انظار أهالي العاصمة - بل البحرين ايضا- الى المنازلة التاريخية بين بطلين رياضيين وخصمين لدودين وشخصيتين مخضرمتين في الحراك السياسي بمنطقة الحورة والقضيبية التي تشكل الدائرة الأولى من محافظة العاصمة.
الناخبون في هذه الدائرة ينتظرون ماذا ستخبئ لهم شمس الخامس والعشرين، فبعد شد وجذب خلال السنوات الأربع الماضية هاهي الحلبة تجمع مرة أخرى بين المرشح عن القائمة الموحدة لجمعيتي المنبر والاصالة النائب السابق سعدي محمد ورئيس صندوق الحورة والقضيبية عادل العسومي في جولة حاسمة ستحدد لسنوات اربع مقبلة المستقبل السياسي ومن خلفه الاجتماعي لمنطقتي الحورة والقضيبية.
وبرزت في الانتخابات الأخيرة تحالفات سياسية جديدة بين العسومي وليس فقط قوى الموالاة المتنوعة بل تعداها الى المعارضة أيضا، اذ افتتح العسومي مقره بحضور كل منافسي المنبر الإسلامي من مختلف التيارات السياسية والمستقلين، إذ حضر النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى منصور بن رجب، والنائب البرلماني فريد غازي (ينافس المنبري إبراهيم الحادي) ،ومحمد عبدالله فخرو (منافس المنبري علي أحمد)، وعبدالعزيز الخاجة (منافس المنبري طارق الشيخ)، وحمد الهرمي (منافس صلاح علي)، فضلاً عن عضو بلدي العاصمة الوفاقي صادق رحمة، وفي المقابل قام العسومي بزيارات الى مقرات بعض مترشحي جمعية الوفاق ومن بينهم المقر الانتخابي المشترك لمترشحي الوفاق في الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة( النعيم والمنامة) الشيخ جاسم المؤمن(نيابي)، وصادق رحمة(بلدي)، مما يشي الى وئام سياسي غير مسبوق بين العسومي والمعارضة الشيعية، وربما كان ذلك من باب التقاء المصالح لضرب المنبر الاسلامي ولكسب أصوات الشيعة في دائرة العسومي والذين يصلون الى نحو 15 من اجمالي أصوات الدائرة.
وفي المقابل افتتح سعدي محمد مقره بحضور رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني ورئيسي الجمعيتين المتحالفتين(المنبر والاصالة)، ويقول سعدي ان حظوظه في الفوز ما زالت كبيرة، في حين أعلن خصمه الوحيد العسومي ان زلزال التغيير في البحرين سيبدأ من الحورة والقضيبية ليمتد الى مناطق مختلفة من البحرين.
ومن حيث النشاط السياسي فإن سعدي محمد هو عضو مجلس ادارة المنبر الوطني الاسلامي(اخوان مسلمون)، وعضو مجلس النواب(2002-2006)، بينما يصعب وضع تصنيف سياسي واضح للعسومي، ولكنه- بحسب الكثيرين- من أبرز المقربين للسلطة التنفيذية، وله علاقة حميمة مع صاحب السمو رئيس الوزراء، ويعمل مديرا لمكتب وزير الدولة في مجلس الوزراء.واما من حيث المؤهلات الأكاديمية فإن سعدي حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة العامة من جامعة الملك فيصل( السعودية 1993)، والعسومي طالب في السنة الأخيرة في برنامج بكالوريوس ادارة اعمال(كلية كيمبردج الدولية- المملكة المتحدة).
وعلى الصعيد الاجتماعي فسعدي هو عضو بمجلس ادارة صندوق القضيبية الخيري الذي يرأسه المنبري ونائب رئيس بلدي العاصمة طارق الشيخ.
أما العسومي فهو رئيس مجلس أمناء صندوق الحورة والقضيبية الخيري، ووجودهما في ادارتي الصندوقين جعل من السهل اطلاق التهم عليهما باستغلال موارد الصندوق ضمن المال السياسي وشراء الأصوات، ولكنهما ينفيان ذلك مطلقا، الا انهما يتهمان بعضهما بذلك ضمنا وبشكل مبطن في أكثر من موطن، وللمفارقة العجيبة فإن كلا المترشحين رياضيين بامتياز، فسعدي محمد هو بطل في ألعاب التيكوانديو والفروسفة والعسومي بطل في الشطرنج والألعاب الذهنية،
وفي حين ان الولاءات السياسية حسمت في هذه الدائرة الا انه ليس من المعروف حتى الآن: لمن سيصوت المجنسون( لا يوجد رقم حقيقي لعددهم)، ولمن ستصوت الأقلية الشيعية ولمن ستعطي أصوات اليسار(توالي التيار الديمقراطي)، ويشار إلى أن عدد الناخبين في انتخابات 2002 كان (4936) صوتا منهم في الجولة الأولى (3523) بينما عزف عن التصويت (1413) أما في الجولة الثانية فكان عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع أقل من الجولة الأولى إذ أن الذين صوتوا حينها كانوا (3023) والعازفون بلغوا (1913).
وكان عدد المترشحين في الجولة الأولى في هذه الدائرة تسعة مترشحين حصل فيها سعدي على أعلى الأصوات إذ بلغت (1125) أي ما نسبته (?32) من عدد الأصوات بينما حصل عادل العسومي على (842) أي مانسبته (?24) ويأتي بعد ذلك المنبر التقدمي بمرشحهم بدر عبدالملك الذي حصل على (517) أي بمعدل (?15)، وبالتأكيد سيكون لزاما على أهالي الحورة والقضيبية أن يقولوا كلمتهم الفصل ليرجحوا بطل التكوانديو ام بطل الشطرنج لتدخل الحورة والقضيبية في حلبة جديدة مجهولة المعالم حتى الآن على الأقل?
العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ