العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ

سكارلت جوهانسون: نالت الأوسكار وهي طفلة وتترشح لآخر مع «ماتش بوينت»

نال فيلم «ماتش بوينت» (Match Point)، ترشيحاً للفوز بجائزة الأوسكار للعام 2005، وهو من تأليف وإخراج وودي ألن وبطولة سكارلت جوهانسون وجوناثان ريز- مايرز. يعرض هذا الفيلم على «شوتايم» من خلال قناة «هوم سينما» كل ساعتين ونصف الساعة من العاشر إلى 16 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

يذكر أن الممثلة سكارلت حصلت على تقدير كبير من النقاد والمشاهدين بتجسيدها دور ممثلة أميركية في لندن، وعلاقتها الجنسية بلاعب التنس المحترف (ريز- مايرز) وما ترتب على هذه العلاقة المحرمة من تبعات. «ماتش بوينت» دراما قوية عن الطموح والهوس، وإغراء الثروة وعلاقة النفور بين الحب والوله. على خلفية هذه الدراما المميزة التقت «شوتايم» النجمة سكارلت جوهانسون التي انتقلت بهدوء من الفوز بجائزة الأوسكار وهي ممثلة طفلة إلى واحدة من أفضل الممثلات في عالم السينما اليوم.

أخبرينا أولاً، ما عملك مع المخرج وودي ألن؟

- مدهش. وودي ألن إنسان مدهش بكل ما للكلمة من معنى. وربما يريدني أن أقول إنه وحش أو بعبع أو شيء من هذا القبيل. فهذا ما قاله: «عندما تجرين لقاءاتك الصحافية فاحرصي على أن يعرفوا كم أنا فظيع»... لكن بالعكس تماماً، هو أكثر بكثير مما كنت أحلم أو أتخيله، لقد أحببت العمل معه. وأظن أننا قد شكلنا ثنائياً مثالياً، على رغم أنه هستيري، سليط اللسان، ومهين. إنه يحاول دائماً التنقيب في أعماق حياتك الشخصية؛ فهو يريد أن يعرف كل تفاصيل حياتك الرومانسية، لقد كان مرحاً جداً، لدرجة أحببت فيها شخصيته، ولا مانع عندي من تكرار التجربة مليون مرة.

هل كنتِ متوترةً؟

- إلى أقصى درجة. ففي اليوم الأول الذي كنت أعمل فيه مع وودي، كنت متوترة جداً، فلم تكن لدي أدنى فكرة عنه ولا سابق معرفة به عدا أني معجبة بأعماله. فخطوت إلى موقع التصوير في اليوم الأول في لندن وكان أول أداء لي مريعاً فقلت لنفسي «يا إلهي، إنها كارثة، ما الذي يحدث لي هنا؟»، ثم أدركت أني متوترة فحسب. عرفت أنه توجب عليّ التغلب على هذا الشعور؛ لأن هناك خمسة أسابيع من التصوير بانتظاري، ولا يحتمل الأمر أن أكون متوترة وعصبية طوال الوقت.

ماذا عن فيلم «ماتش بوينت»؟

- في رأيي إنه يختلف عن بقية الأعمال الأخرى التي قام وودي ألن بإخراجها. فبعض الناس أجروا مقارنة بينه وبين فيلم «كرايمز أند ميسدمينورز»، لكني أعتقد أنه أكثر حداثةً بالمقارنة، بدليل عدم معرفة ما ستؤول إليه الأمور. وعلى رغم أني قرأت النص فإن أسلوب الإخراج جعل الفيلم مغايراً لما قرأته لذلك أنا فخورة جداً بالمخرج وودي ألن وخصوصاً بعد مشاهدتي عرض النسخة النهائية لقصة حديثة عن تناقل السيرة الآدمية والفداء والغفران والمصير والحظ.

حدثينا عن شخصية «نولا»، تلك الفاتنة القاتلة بالأنوثة، أليس كذلك؟

- لا أعتقد أنها بالضرورة أنثى فتاكة. أظنها فتاة جذابة، لكنها تحاول الصمود والعيش بأية وسيلة تقدر عليها. فهي كانت تطمح إلى عيش حياة مريحة فحصلت على هذه الحياة المنعمة. ولكن سرعان ما تغلب عليها الحماس وانغمست في هذه العلاقة، ولكنها ظلت واقعية فيما يتعلق بعشيقها توم، الذي وفر لها هذه الحياة الهانئة وهي سعيدة معه. ولا أدري ما إذا كانت ميالة للإغراء والإغواء، فهي لا تختلف عن بقية الإناث شأنها شأن أية امرأة أخرى.

ماذا عن العمل مع جوناثان ريز - مايرز، وشخصيته «كريس»؟

- إنه رجل طيب ومهذب كما أنه كان رائعاً في الفيلم. في الحقيقة لم أكن أدري ما الذي يفعله إلى أن شاهدت الفيلم، فقد كان أداؤه معقداً وشخصيته مركبة من عدة أوجه لم أتعرف إليها إلا بعد أن شاهدت الفيلم. ففي الفيلم يبدو أن مشاعره تجاه «نولا» صادقة وقوية. أعتقد أنه كاذب ممتاز وممثل جيد يلعب لعبة كبيرة، فهو يهتم لأمرها ولكنها جاذبية جنسية يسعى إليها في الوقت الذي يرتبط بعلاقة قوية مع زوجته.

عند تصوير المشاهد الغرامية مع جوناثان، يحيط بكما الكثير من الأشخاص في موقع التصوير، فهل راودكِ الشعور بالخجل عند تصوير هذه المشاهد؟

- أنا لست متزمتة إذا ما تم تصوير هذه المشاهد باحترافية. هذا إلى جانب أن جوناثان رجل وسيم وجذاب لذلك لم يكن صعباً أداء هذه المشاهد.

ماذا عن العمل مع وودي ألن؟

- ما أعرفه عن ألن أنه حريص ودقيق جداً على ترجمة رؤيته على الشاشة، ويتدخل أحياناً في كيفية أداء المشهد، وإذا لم يعجبه الأمر يعيد المشهد مرات ومرات حتى يصل إلى ما يريد. ففي المشهد الأول اضطررت إلى تبديل ملابسي ثلاث مرات وتغيير تسريحة شعري أربع مرات.

سمعنا أنكِ تتعاونين مع ألن في مشروع فيلمه القادم أيضاً، فهل هذا صحيح؟

- أردنا أن نمثل معاً ونقدم عملاً كوميدياً؛ لأننا اكتشفنا أننا مرحنا كثيراً أثناء تصوير الفيلم الأخير وهناك قاسم مشترك بيننا، فسألته ما إذا كان بالإمكان أن نمثل سوياً، ووافق على الفكرة.

ذكرت والدتكِ حديثاً أنكِ تمثلين في الكثير من الأفلام، فهل هي محقة؟

- أعتقد أنها تريد مني أن أحصل على عطلة، ربما إجازة أقضيها معها، فكثيراً ما كانت تقول: «لم أعد أراكِ مطلقاً...» لكنها تعلم تماماً أني سعيدة، وهذا ما أريده. على رغم أنها تنصحني أحياناً بأن أزورها في بيتها ومعي أحد النصوص لأقضي بعض الوقت أثناء قراءة النص بصحبتها.

هل تفكرين في الحصول على وقت مستقطع أو عطلة عن العمل المتواصل؟

- لا أعلم ما إذا كان سيفيدني ذلك. فليست لدي الكثير من الهوايات لأمارسها. وهناك أشياء قليلة يمكنني التفكير في القيام بها أثناء عطلتي السنوية. والتمثيل هو عالمي ومصدر رزقي وهو كل ما أفكر فيه. وبسؤالك هذا كأنما تطلب من رسام أن يرمي بالفرشاة وينسى رسم تلك اللوحة التي ترتسم في مخيلته. سأكون ضائعة. لكني في الوقت نفسه أحب السفر واتنقل كثيراً، وهذا ما أفعله معظم الأحيان. كما أني أحب القراءة كثيراً.

هل فوجئتِ عندما طُلِبَ منكِ القيام بتمثيل فيلم الآكشن «آيلاند»؟

- لا، لم أفاجأ، لقد سعدت؛ لأن إدارة الأستوديو والمخرج مايكل باي وضعاني خارج إطار ممثلة الدراما الثقيلة كما هي الحال في فيلمي «إن غوود كومباني» و «لوست إن ترانسليشن». أمضيت 12 عاماً مثلت خلالها الكثير من الأفلام، إلا أني لم أقم بتمثيل فيلم آكشن على الإطلاق. وهذا أول فيلم خيال علمي قرأت نصه في حياتي وشعرت بأنه يستحق التمثيل. إلا أنه لم ينل حظه في الانتشار؛ بسبب سوء التسويق، وعلى رغم فشله محلياً فإنه نجح عالمياً.

حدثينا عن تجربة العمل في فيلم «ذا بلاك داهليا» مع بريان دي بالما؟

- فيلم «ذا بلاك داهليا» مقتبس من رواية الكاتب جيمس إلروي، وأنا أقوم بتجسيد شخصية تدعى «كاي ليك»، وهي فتاة معقدة جداً، إنها مكسورة. إنها من نوع الفتيات اللائي يبكين من وراء الابتسامة. إنها قصة رائعة، من كتاب رائع، وأتوقع له أن يكون فيلماً مميزاً. لقد نجح بريان دي بالما في تشكيل طاقم مميز للفيلم، من مصورين، ومصمم أزياء، ومصمم ديكور، وممثلين رائعين من أمثال: هيلاري سوانك، جوش هارتنت، وأرون إيكهارت. ولأن الفيلم يعتمد كثيراً على حبكة القصة الدرامية، فإن بريان يركز فقط على الممثلين. ولا يوجد في الفيلم أكثر من مشهدين للعنف الدموي الذي يبرع بريان في مثل هذه المشاهد. عدا ذلك، فهو فيلم يعتمد كلياً على شخوص القصة.

هل يعني ذلك أنكِ تقومين بإجراء بحوث قبل قيامكِ بالدور؟

- لا أحاول القيام بأي بحوث على حقبة زمنية بعينها؛ لأن ذلك في رأيي غير ضروري. حتى عندما كنت أمثل فيلم «ذا غيل ويذ ذا بيرل إيرينغ» لم أجرِ أي بحوث، ولا أدري إلامَ سيقود ذلك. لأني أولاً وأخيراً مجرد إنسان كائن ويعيش، وطبعاً عليّ تعلم استخدام بعض الأشياء المعينة.

من الصعب الصعود إلى قمة الشهرة ثم المحافظة على مستوًى واحد من النجاح الفني، أليس كذلك؟

لا أدري، لكن مفتاح النجاح يكمن في التوقيت الملائم الذي يستطيع فيه الممثل أن يقول «لا. لا أستطيع تقديم هذا، في هذا الوقت بالذات». ولابد من أن يختلي الشخص بنفسه لبعض الوقت ويخصص وقتاً لذلك كما يخصص الوقت لعمله، ولا يجب أن يخلط بين الاثنين. فلابد من تخصيص مساحة خاصة للحياة الخاصة.

وهل مررتِ بتجارب الجوانب السلبية للشهرة؟

- طبعاً، هناك جوانب سلبية في أن يصبح الشخص من الوجوه العامة التي تتعامل مع الجمهور. فهناك من يتبعك حتى باب عيادة الطبيب لالتقاط صور فوتوغرافية، وهذا ما لم يحدث من قبل. فثقافة البوب أصبحت الثقافة السائدة، وكلما اشترى الناس مجلات التابلويد ومطبوعات الصحافة الصفراء، تعقدت حياة المشاهير وأصبحت مستحيلة. فمن الغريب أن أتمشى برفقة شقيقي ويقول الناس إنه عشيقي. ويلتقطون صوراً أثناء لحظاتك العائلية الخاصة فيتم نشرها بتعليقات زائفة! أنا أرفض التأقلم مع هذا؛ لأن قبول ذلك يعني أن أصبح راهبة زاهدة لا أبارح منزلي. أنا أرفض قبول مثل هذا الوضع أو التأقلم معه?

العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً