على إيقاع أنغام وتر بحور المنظومة القيمية للموروث الثقافي دشن المفكر والمثقف العالمي وراعي مشروع الشارقة الثقافي حاكم الشارقة في ساحة التراث بمنطقة المريجة القديمة في الشارقة في 3 أبريل/نيسان الجاري بمناسبة يوم التراث العالمي، فعاليات الدورة الحادية عشرة لأيام الشارقة التراثية، تحت شعار «المعارف التقليدية عماد التراث»، بعد أن شمل برعايته الدورة الثالثة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية التي شارك في فعالياتها نخبة من الفنانين والنقاد المسرحيين الخليجين والعرب، وتوّج ختام فعالياتها في إعطائها بعداً خليجياً بإعلان سموه عن تنظيم ملتقى الشارقة للمسرح الخليجي في الدورة القادمة يضاهي في تنظيمه أيام الشارقة المسرحية يجمع أبناء الخليج للنهوض بالحراك الثقافي المسرحي في المنطقة، ويعمل على تطويره ومد جسور التبادل الفكري بين أبناء شعوبها، وذلك ضمن نهج الخطط المبتكرة في إنتاجها لتعضيد أهداف مشروع الشارقة الثقافي.
المتابع للخطط والأنشطة الثقافية طوال العام في الشارقة يمكنه أن يتبين الاتجاه المنهجي المؤسس في بعده الاستراتيجي لمشروع ثقافي نهضوي يجري الاشتغال على مفاصل خططه بعناية وحرص في العمل على تكوين البنى المؤسسية لإدارة المشروع وتعضيد مقومات بنائها لتكون قادرةً على انجاز أهداف المشروع الجوهرية بصورة ممنهجة في بعدها الاستراتيجي، بعيدة عن الأشكال المظهرية والدعاية الإعلامية في مسار العمل، للتمكن من بناء مشروع ثقافي واعٍ يسهم في إبراز موروثنا العربي الحضاري، ويحتضن مشاريع العمل الثقافية الجادة والارتقاء بقدراتها وتمكينها من المساهمة في إحداث التحول النوعي في المكوّن الفكري والمعرفي ومسارات مناهج عمل المشاريع الثقافية للجيل الحاضر والأجيال المقبلة.
ذلك ما لمسته في اليوم الأول لوصولي الشارقة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1996 عندما قادتني الصدفة في زيارة منطقة المريجة القديمة ومشاهدة مشروع الاهتمام بالمباني التراثية والتوجه في اليوم التالي إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومشاركتي لاحقاً في المناشط الثقافية والاجتماعية والبيئية التي تزخر بها الشارقة، وساهمت مشاركتي الفعلية منذ مايو/أيار 1999 في مشروع الشارقة الثقافي في معرفتي بحقائق الأهداف الجوهرية للمشروع.
ووفق الأهداف المؤسسة لخطة عمل المشروع تمكنت الشارقة من إنجاز مشاريع مهمة ذات قيمة حضارية وعالمية، متنوعة في مكونها البرامجي والمعرفي، والثقافة القيمية لمجتمعنا العربي، أكدت حضورها في الحراك الثقافي العالمي، ومن أبرزها «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، «أيام الشارقة المسرحية»، «أيام الشارقة التراثية»، «مهرجان الفنون الاسلامية»، «مهرجان الشارقة للشعر العربي»، «مهرجان الشارقة للشعر الشعبي»، «مهرجان الشارقة المائي»، «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، «مهرجان أضواء الشارقة»، «ورشة العمل الدولية لصون التنوع الحيوي في بيئات شبه الجزيرة العربية»، «البرامج الاستراتيجية والمناشط السنوية للتوعية والتثقيف البيئي»... والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والسياحية والبيئية التي تزخر بها الشارقة طوال العام، ويشارك في أعمالها نخبة متميزة من المفكرين والخبراء والمختصين والمهتمين في المحاور المتنوعة في معارف الانسانية من الدول الخليجية والعربية والعالمية.
وتعضيداً لمقومات مشروعها الثقافي عملت الشارقة في تشييد البنى المؤسسية والمعالم العلمية والثقافية والتعليمية والمعرفية والبيئية، من أبرزها «الجامعة الأميركية في الشارقة»، «جامعة الشارقة»، «دارة سلطان للبحوث الخليجية»، إلى جانب شبكة متنوعة من المتاحف والمراكز التعليمية والمعرفية والبيئية، ومراكز الأطفال والناشئة، والمحميات الطبيعية المرتكزة على مبدأ السياحة البيئية وأسس التوعية والتثقيف البيئي في مناهج عملها الاستراتيجي.
وعلى قاعدة أهداف توجهها الاستراتيجي الموجه والمدروس تمكنت الشارقة من تحقيق تحول نوعي في تنفيذ خطط مشروعها الثقافي وتوجيه رسالة مقرونة بالانجازات إلى عددٍ من بلدان العالم والمنظمات الدولية، وبحكم ارتباطي لفترةٍ زمنيةٍ غير قصيرة بمشاريع الشارقة للثقافية البيئية يمكنني القول أن ما تشهده الشارقة من تصاعد متواتر في أنشطتها المتنوعة في مناحي المعارف والثقافات الانسانية يمثل منجزاً رئيساً للاهتمام والدعم المباشر الذي يوليه راعي مشروعها الثقافي والبيئة الثقافية والانسانية التي يحرص أن يحيط بها العاملين والمساهمين في مسيرة العمل التنموي لمشروع الشارقة الحضاري.
إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"العدد 3873 - الأحد 14 أبريل 2013م الموافق 03 جمادى الآخرة 1434هـ