في اللقاء الذي نشرته فضاءات للمخرج محمد القفاص الأسبوع الماضي، تطرق المخرج إلى واحدة من المصاعب التي تواجه مخرجي الدراما البحرينيين والمتمثلة في عدم وجود دعم رسمي لأعمالهم، ما يوقف مشاريعهم أو يدفعهم للعمل في الخارج. جميعهم دون استثناء تقدر مواهبهم في الخارج لكنها لا تطرب أي أذن رسمية في الداخل.

أقول للقفاص، لستم وحدكم، كل البحرينيين لا يجدون من يمول إبداعاتهم ويدعمها مالياً، في حين أن ما يطلبونه لا يتجاوز بضعة آلاف من الدنانير لن ترهق موازنة أي جهة رسمية.

وزارة الثقافة انطلقت قبل شهور قليلة، من واقع الإحساس بهذه المعاناة، وأعلنت عن منح مالية وعن صندوق لدعم المثقفين والفنانين. تقدم عدداً لا بأس به من صناع الأفلام القصيرة لهذه المنح. كان الموعد الأقصى شهر ديسمبر/ كانون الأول، وكان من المفترض والمتوقع أن تتم دراسة الطلبات والعودة إلى أصحابها في غضون أسابيع. لم نسمع شيئاً، لم تعلن الوزارة قوائم الحاصلين على المنح، ولا نعرف إن كانت قد أقرّتها أصلاً.

من الواضح أن أي من المخرجين لم يمنح أي مبلغ مالي، على الأقل في الوقت المتوقع. أعلم أن عدداً ممن تقدموا كانوا يأملون الحصول على تلك المنح، لينطلقوا من خلالها لتقديم المزيد من إبداعاتهم سينمائياً. كان متوقعاً أن يشارك هؤلاء في المنافسة الخليجية التي تحسم الكثير من الأمور للفائزين فيها والتي تنطلق في شهر أبريل/ نيسان من كل عام في مهرجان الخليج السينمائي الذي يحتفي بالمواهب السينمائية الخليجية، يطورها، يدعمها ويروج لها إقليمياً، وعالمياً.

علي أي حال، انطلقت فعاليات الدورة السادسة للمهرجان يوم الخميس الماضي، بمشاركة متواضعة للبحرين، فيلم واحد فقط تقدم به ياسر القرمزي، أنتجه على نفقته الخاصة. أثق تماماً أن وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة، ما كانت لتتردد أبداً في تقديم ما يمكن للوزارة تقديمه من أجل رفعة اسم البحرين عالياً، وتقديم صورة حضارية مثلى للبحرين. وليس أدل على ذلك من تبنيها (أي الوزيرة) لعدد من المشروعات الطموحة الترويجية للبحرين وتاريخها، لعل آخرها مشروع إعادة افتتاح «آيسكريم نصيف» في سوق باب البحرين. هذا المحل الذي يشكل جزءاً من تاريخ المنامة الجميل. لا أقدر من مشروع فني على تحسين سمعة وصورة البحرين إقليمياً ودولياً، فكيف يغض المسئولون الطرف عن هذا؟