نرغم أنفسنا كثيراً أن نكبت ردّات أفعالنا، ونكتم أنفاس غضبنا، لكي لا يصيب شرارها من حولنا. كتاباتنا هي رسائلنا التي نحملها بين جوانبنا لنخاطب الجميع في هذا العالم الصغير، نحاول جاهدين أن نبث شكوى من يعاني الألم والمرارة تارةً، وتارةً أخرى نعمل أن تكون رسائلنا محاولةً لوقف العبث اللامسئول، ربما تجد من يسمعها لكنها في الغالب لا تترك أثراً، لنتساءل بعدها لم نكتب؟
أهي كتابات تنفيسية عن غضبٍ يطال الجميع، أم تكون أقصى حدودها للحصول على تأييد من يشقى ويكابد. هي رسائل تعدّدت فيها الرسائل وزاد فيها عدد المرسلين، بعضهم يرسل من باب «إذا تألّمت لألم إنسان فأنت نبيل، وأما إذا شاركت في علاجه فأنت عظيم»، والآخرون يرسلون رسائل لكي يبقوا صغاراً.
الرسالة هي الخطاب المكتوب الذي يبعث به صاحبه إلى آخر، وهي بمثابة اتصالٍ وإعلامٍ بين البشر. والرسالة ربما تكون كلمة أو صورةً أو صوتاً أو حركة أو رسماً بالألوان، وربما يعرض كل ذلك في آنٍ واحدٍ معاً.
لقد عرف العرب فن الرسائل القولية من زمن قديم، وقيل إنها لمخاطبة الغائب بلسان القلم، لها خصائصها المميزة التي تجعلها فناً قائماً بذاته. وللرسالة أنواعٌ منها رسائل الوصايا، والرسائل الذاتية الشخصية، والرسائل الرسمية. في وقتنا الحالي كلٌّ له رسالة، فرداً أو جماعةً تخندقت في مؤسسة أو تيار، وهذه الرسالة تعكس خلق صاحبها ومفاهيمه ودرجة وعيه والتزامه بمبادئه. ولا يوجد أحدٌ منّا بلا رسالة هو مرسلها في قوله وسلوكه وعطاياه ومواقفه.
كتّاب الأعمدة في الصحف هم أنفسهم أصحاب رسالة، بعضهم للمدافعة وبعضهم للمتاجرة، بعضهم يدوم على نهجه حتى يشيب رأسه وتخار قواه، وبعضهم ينقلب على عقبيه. بعضهم ينشر المحبة والتسامح، وبعضهم ينشر السموم والأحقاد. بعضهم يطرح فكراً، وبعضهم يروج الدعاية، لكن الجميع يؤدي رسالة ولها مستقبلوها الكثر، إنما الناس تميّز، فهناك فرقٌ بين كاتبٍ يصنع موقفاً، وآخر صنعه الموقف.
الأزمة البحرينية كشفت وجوه الكثير من الكتّاب، وبقى من يكتب بقلبه ففاق إحساسه حدود الورق، وعلى الرغم من الألم مازال بعض كتابنا يحلمون بغد جميل، فهم يكتبون مع إطلالة فجر جديد متشح بنور الشمس وبقوة الحياة وتجدّدها. هؤلاء يحملون همّ الجميع ويعملون على التغيير، وهم في الوقت ذاته يرفضون أن يظلوا صغاراً إلى الأبد، لأن القلم عندهم أمانةٌ والكتابة رسالة، وتفاجأنا بكتّاب تسوقهم أمراضهم، يسكبون كل أحقادهم على الورق، ينتقون الكلمات القاسية من القذف والافتراء والتشهير لقتال إخوانهم في الوطن، بل ترى أحدهم يشعر براحةٍ تامةٍ عند الإساءة والقذف والتشهير.
فالكُتاب أنواع، فينبغي على من امتهن الكتابة أن يتبع القاعدة القائلة: «إذا فشلت أن تكون أفضلهم فحاول أن لا تكون أسوأهم».
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3869 - الأربعاء 10 أبريل 2013م الموافق 29 جمادى الأولى 1434هـ
وكل فرد من شعب البحرين
يصحو على اشعة شمس الصباح وكله امل بجديد يغير مجرى حياته لكنه ينصدم بظلام دامس فلا شيء يتغير وكل شيء الى الأسوأ هذه بلد الخوف والفقر والضيق وكل سيء نراه فيه لكن مازلنا نعيش الأمل ولا اظن ان الامل سينتهي فهو باق بقاء الروح ويستمر الى البرزخ والى الحشر والنشر اننا شعب الامل لهذا اعتقد ان شعب البحرين كلهم سيدخلون الجنة لاملهم الذي لا ينتهي
مواطن محب لوطنه
نساله سبحانه ان ياتي يوم نرى فيه هذا او ذاك الكاتب ينظر لضميره والى الله تعالى قبل ان يكتب شكرا اخت رملة