مر أكثر من شهر ونصف على الاقتراح برغبة الذي أبدته اللجنة البرلمانية النوعية الدائمة للشباب والرياضة بشأن صرف مخصص احتراف شهري للاعبي أندية الدرجة الأولى (الممتازة) قدره 500 دينار، من دون أن يرى الموافقة أو التصديق من قبل الحكومة، وكأنه رُكن على رفوف المواد المؤجلة.
ولكون هذا المقترح من شأنه أن يعود بالفائدة القصوى على الرياضة البحرينية على رغم ضبابيته في الأساس بشأن ماهية الألعاب التي يستحقها هذا المخصص، إلا أن ذلك لا يلغي أهمية القرار الذي من شأنه أن يسير برياضتنا إلى الصعود على أولى عتبات الاحتراف الذي تنوي الدول الآسيوية -ونحن إحداها- دخوله.
يجب أن تلتفت المسابقات المحلية والاتحادات والمؤسسة الوطنية إلى اللاعب البحريني الهاوي الذي أمسى مطالبا بتقديم أفضل ما لديه على رغم ما عليه من واجبات أخرى، وخصوصا في ظل التوجه الغريب في رفع موازنة الاتحادات ونسيان الأندية التي تعاني في ذلك، ولعل هذا المقترح برغبة في حال تطبيقه سيكون أحد أشكال التحفيز المطلوبة التي تتمناها كل إدارات الأندية والاتحادات، كطريق لتحسين المستوى الفني للمسابقات، الأمر الذي سيعود بالنفع به على المنتخبات الوطنية في استحقاقاتها الخارجية.
في ندوة أقامتها القناة الرياضية السعودية قبل أسابيع من الآن، أكد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن الرئاسة تعمل على رفع طلب لإنشاء مشروع لتطوير الرياضة من خلال البنية التحتية، وأنه سيتم تعديل نظام المكافآت وزيادتها وإعطاء حوافز للاعبين لتحقيق المزيد من البطولات، هذا في دولة تقدم في الأساس هذه المكافآت والمحفزات، من خلال اعتماد مكافآت مالية ضخمة وجوائز لأفضل فريق ولاعب في كل أسبوع، من شأنها بالتأكيد نقل دوريها إلى مستويات عالية من المنافسة، وهذا ما ينطبق فعلا على الشكل الذي يقدمه فريق كالفتح الذي تأهل هذا الموسم من الدرجة الأدنى، وها هو الآن بحاجة فقط لنقطة من 3 مباريات ليحقق الدوري السعودي لأول مرة، بينما تغيب لدينا مثل هذه الحالات، إذ إن قاعدة «الصاعد هابط» حقيقة لا تبارح الأندية التي تتأهل من الدرجة الثانية، لأنها بالتأكيد لا تمتلك الإمكانات التي تقارع بها أندية قادرة على شراء نصف فريق كامل، وليست هناك محفزات للاعبيها.
تمنينا سابقا ونطالب الآن أن تواصل اللجنة البرلمانية ضغوطها للظفر بهذه الاقتراحات، وألا تكون هذه الاجتماعات والاقتراحات حبرا على ورق كما كان ذلك في اقتراحات سابقة لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وإلا فما هو المغزى من هذه الاجتماعات وهذه الاقتراحات ما دامت لا ترى النور بعد اعتمادها من قبل اللجنة؟.
نعلم بأنّ رياضتنا تحتاج إلى زيادة في الموازنة المرصودة؛ لتكون مسابقاتنا صحيحة وسليمة، نعرف أننا بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن، من أجل السير في الطريق الصحيح للمسابقات، كل ذلك يحتاج إلى قرار سياسي بحت من شأنه أنْ يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب من الوحل الذي هي فيه وهمومها التي شاب لها الرأس، فالإعلان السعودي لتقوية دوريها لم يأت إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر حكومي جعلها تشد ظهرها في سبيل رقي مسابقاتها، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3868 - الثلثاء 09 أبريل 2013م الموافق 28 جمادى الأولى 1434هـ