لم يكن مفاجئاً لي أن أستمع لسيدة ستينية قضت سنوات طويلة من عمرها في مركز حكومي مرموق تتحدث بمرارة على حال البلاد وصعوبة تصور مستقبل مشرق لأبنائها مليء بالفرص والوعود. قالت وحديثها ينساب واهناً ومشبعاً بالأسى: «نصحت ابنتي بضرورة البقاء في كندا حيث تدرس وتقيم. لا يبدو أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل في بلدٍ تمزّقه الكراهية، وتعبث به أحقاد السياسة والدين. لقد تغيّرت البلاد كثيراً، لم نعد نعرفها، لم تعد كما كانت، وما أراه على المدى المنظور مفزع».
لم أكن مستغرباً من هذه النغمة الشجية في حديث هذه السيدة الوقور التي تنحدّر من عائلة معروفة جداً بعلاقاتها التاريخية بالوسط الرسمي، وبسجلها الوطني الحافل، وبـ «علمانيتها» – حتى نبعد عنها شبهة الطائفية... كما ارجوا – لكن الخيال سرح بي إلى البعيد، ورحت أتساءل: إذا كانت هذه قناعة جيل لم يبق من حياته أكثر مما مر منها؛ فكيف هي قناعة الجيل الجديد؟ وإذا كانت هذه مشاعر أناس أصابوا نجاحاً مهنياً وقدّر لهم أن يتدرجوا في سلك الوظيفة وصولاً إلى أعلى المراتب بعيداً عن الإزعاج المذهبي؛ فكيف هو حال جيل صار يقاتل من أجل لقمة الخبز وشهادته الجامعية بين إبطيه؟
موضوع الهجرة البحرينية، موضوع حزين جداً، في هذه البقعة الصغيرة من الخليج ثمة قصص وحكايات تُروى عن قصص لبشر من لحم ودم، غادروا البلاد تحت جنح الظلام، في مراكب تنتظرهم في مرسى لمراكب السفن الخشبية في منطقة الجفير بانتظار لحظة الانطلاق في رحلة قد تطول كثيراً باتجاه البصرة أو القطيف أو بلاد إيران أو الهند. التاريخ الرسمي يصمت تماماً عن هذه المحن المروّعة، لكن الذاكرة الشفهية المروية على لسان كبار السن موّارة بتفاصيل صار من اللازم تدوين أحداثها المرة. نفوس أزهقت، وقرى بأكملها اندثرت، وأملاك صودرت من أصحابها، وعرائش (برستجات) أحرقت أمام أعين قاطنيها، إلى أن بات البقاء مستحيلاً، فإذا خسر الإنسان كل أملاكه فإن الحفاظ على النفس يصبح من أوجب الواجبات.
قبل أيام، شاهدت صوراً أرشيفيةً بالأبيض والأسود لمبانٍ طينيةٍ قديمةٍ في بعض القرى البحرينية عند أحد الأصدقاء، سألني الصديق مختبراً فطنتي: هل تلاحظ أن هذه المباني لا يوجد في جدرانها نوافذ خارجية؟ سألت عن السر، فقال: «لأنهم كانوا يخشون إغارات السلاّبة الذي كانوا لا يتورّعون عن ارتكاب أفظع الجرائم في حق المواطنين الآمنين»!
يختار الإنسان أن يغادر وطنه بعد أن يشعر أنه ليس بمقدوره مواجهة التحديات والظروف الصعبة؛ فعندما تكون البيئة الاجتماعية بيئةً طاردة، يعمد الناس إلى اختيار الهجرة طلباً للسلامة والنجاة، وفي الواقع فإن من أصعب الخيارات التي قد يصادفها الإنسان في حياته، هو قرار الرحيل الغامض، الرحيل الذي لا يعرف صاحبه كم سيستغرق من سنوات، وهل ستكون له نهاية.
مجتمع البحرين تاريخياً مجتمعٌ زراعي، لا يألف ثقافة الترحل، ثقافة الترحل يعرفها البدوي في الصحراء، أما الفلاح فهو ملتصقٌ بالأرض ومرتبطٌ بها ارتباطاً عضوياً عميقاً. الأرض جزءٌ منه، وجزءٌ من هويته، وإذا ما فقد أرضه فقد بذلك كل معنى لعزه وكرامته ووجوده.
الهجرة قد تكون بسبب ظروف داخلية ضاغطة أو بسبب إغراء خارجي يحمل وعداً بحياة أفضل، والمدوّنات التاريخية المتاحة عن تاريخ البحرين الاجتماعي لا تتحدّث عن النوع الثاني، فالبحرين كانت على الدوام زاخرة بالخيرات والثروات، في قعر البحر وباطن الأرض وسطحها، لكن التاريخ يفرد مساحةً واسعةً من صفحاته لهجرة بحرينية قسرية تكون في الغالب ذات منشأ داخلي ضاغط، يجبر السكان على المغادرة والرحيل طلباً للأمن الشخصي والبحث عن ظروف أفضل للحياة.
أخشى أننا اليوم نعيش في البحرين بوادر دالة على حدوث هجرة بحرينية تُعد – إن حدثت - الموجة الرابعة، فعندما نعلم أن هجرات جماعية واسعة حدثت من البحرين إلى الإحساء والقطيف (المنطقة الشرقية) وسواها من المهاجر عقب هجمات العمانيين في العام 1718 عندما حكم العمانيون بقيادة سلطان بن سيف كانت فيه الموجة الأولى.
وحدثت الموجة الثانية في الفترة الانتقالية لحكم البحرين في عام 1783 وما تلاها من سنوات قبل استقرار حكم العائلة الحاكمة، إذ شهدت البلاد أيضا نزوحاً بشرياً كبيراً.
وفي مطلع القرن العشرين في الفترة التي تمتد إلى الربع الأول منه أيضاً حدثت هجرة واسعة عرفتها البلاد وتوجد لدى غالبية الأسر البحرينية وثائق تدل على حراك بشري هائل حدث في هذه الفترة بالذات نتيجة للمظالم الاجتماعية التي حدثت، وهي ما يمكن عده الموجة الثالثة للهجرة البحرينية.
والذي لا نرجوه، هو أن تكون هذه السنوات، هي ما يمكن أن يشكّل نُذر موجةٍ رابعةٍ من الهجرة، والتي إن حدثت فإنها ستحمل في طياتها مفارقات سياسية واجتماعية فاقعة وساخرة في آن، ففي الوقت الذي يتم فيه استيراد بشر من الخارج لأسبابٍ معينة؛ يغادر فيه أبناء الوطن ديارهم إلى الخارج بحثاً عن الخبز والكرامة!
أعتقد أن هجرة البحرينيين اليوم هي هجرة عقول، ونزيف أدمغة في المقام الأول، وهي إلى ذلك، إن كان يهم المعنيين طبعاً، خسارة وطنية لا تُقدّر بثمن، فمن يهاجر اليوم، سوف لن يكون مغترباً صامتاً، بل سيكون سفيراً لقضية إنسانية في بلدٍ كان يعد بحق «درة الخليج» فأصبح اليوم دمعته.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ
رسالة لصاحب المقال
لا تروج للهجرة.. فمهما حدث لسنا في افريقيا ولسنا في سوريا.. لا تروج لأن يبتعد الاولاد عن امهاتهم.. و البنات عن آبائهم
لسنا في الصومال !
البحرين فقدت خيرة أبناءها
الكفاءات ذهبت للغرب أطباء مهندسين علماء ذرّة إلخ
حتى إن دوائر الحكومات الغربية عندها مهاجرين من البحرين
قد يكون المرشح للرئاسة الأمريكية بعد ترامب من البحرين من المنامة المحرق
لا يمكن ان نترك ارضنا فنحن النخيل والشجر مزروعين في ارض اول من القدم ،، ثابتين ولا نتزلزل
كلام جدا جميل
مرارة الاغتراب لا يعرف لوعتها الا الذي هاجر ارضه واهله. فما من حال افضل من العيش على ارضك وبعزة وكرامة بعدل ومواساة. هاجرنا والقلب ينظر لارضه حسرررررة.
خيار الغربة خيار صعب ويحتاج لتضحيات كبيرة. فمنا من يبحث الامان ومنا من يبحث خبز عياله وهناك من يبحث العزة وكثيرون.
اللهم انعم علينا الامن والامان . الله يعدل حال البلد لحال افضل.
ضربتها على الجرح عندي شهاده وعاطله من ٥ سنوات وابحث عن وظيفه حسبي الله ونعم الوكيل في بلد فضلت الأجنبي على أبناء بلدها
الكل يفكر بالهجرة !عندنا شهادات لكن مافي اشغال ! لما نتوظف ما نترقى ! و لما نتزوج ما نحصل سكن مناسب بسبب الغلاء وتظطر تسكن في بيت ابوك في حجره لخمس سنوات على الاقل جان تطلع لك علاوة السكن و تقدر تاجر شقة ! و بعدها تكافح انت وزوجتك تشتغلون هبابكم على المصاريف لانه الراتب ما يرتفع مثل ما ترتفع لاسعار ! الوضع الاقتصادي للاسرة البحرينية اصبح سيء جدا اكثر الاسر تعيش على قروض و كردت كارد و يالله تمشي احتياجات الاطفال و المدارس
قبل الاسرة فيها 4 اطفال ! 5 اطفال ؟
الان ما يتعدون3
كلام جميل اخي وسام
اتخذ القرار بعد سنين من التفرقة و الطائفية و الظلم قررت أني أخاطر و اتغرب لحياة أفضل و كل الناس تستغرب أني من دولة خليجية و قررت الهجرة ! كيف اول رد لهم بلادكم غنية و لديكم ثروة نفطية هذه نظرت الكثير و لكن لا يعلمون حجم الظلم و الحالة الاقتصادية حاليا
هذه حقيقة مرة .... يجب ان تدون ويساط عليها الضؤ... هي فعلا ماساة كبيرة زخيرة في بلد صغير .... يريدون طمس الحقائق ... بورك فيك يا ابوعلاء
اخوك د. محمد ع. ع.
صبرا جميل وبالله المستعان
إلى متى الصبر؟
للصبر حدود
هده بلادي وارض اجدادي وفيها سيكون قبري وسيدفن فيه جسدي لن ارحل حتي لو اضطررت لاكل التراب .
الحمد لله وشكر له نحن لانتعلم رسول الله محمد ص أخبره الله سبحانه وتعال بأن يهاجر بعد أن ضيقوه وبعد نصره الله عليهم ورجع وفرض عليهم حكم الله كانو رسل الله في ارضه ونشرو دين الله .
انا اقدر جهد الوسط في تبيان الحقيقة المرة الذي يعيشها البحريني، حسبي الله ونعم الوكيل
كنت أفكر كثيرا بالهجرة بالفترة المنصرمة ، ولكن بعد التفكر إن هذا هو مايطمحون له بالتحديد ، بلاد اجدادي لن أتخلى عنها ولو على قطع رقبتي كما ضحى الكثيرون .
فالحياة مبادئ. .
على الوجع استاذ
حرقة وغصة وندم ع عودتي لوطني بعد أن كنت أستلم وظيفة يحلم بها الكثير بدولة مجاورة حتى مع نصيحتهم وتوددهم لي بالبقاء! لم أكترث! قلت وطني لابد لي من الرجوع! أي وطن هذا لسنة كاملة أبحث عن وظيفة وبأقل راتب لم أجد! أنتظر نهاية العام الثاني لأشد رحالي ورحال عائلتي لأكون لي وطنا أتحسر فيه ع ضياع مابقى لنا فيه من عمر…
مالك الأشتر
تاريخ مرير مرت به بلادي!
قال الشاعر:
مهزلة نعيشها ويا لها من مهزلة...الشعب الأصيل استبدلوا من كل شعب أرذله!
لن نترك الوطن مهما فعلوا بنا!!!!!!
فصلونا جوعونا سجنونا عدبونا انتهكوا اعراضنا وحرماتنا هدموا مساجدنا ضيقوا علينا عباداتنا
لكننا صمووووووووود ولن نهاجر بل سنجبر الاغراب على المغادرة
يوجد مأتم يديره البحرينيين في سدني
أحيانا لا أشعر بالغربة في سدني ... تدخل البرادة ترى الهندي يتكلم عربي مكسر نفس الخليج و يقولي مشتغل في الخليج كذا سنه ... تطوف على محلات كلها مكتوبه يافطاتها بالعربي و تدخل مطعم عربي و تحلق عند حلاق عربي عراقي .. و في محرم تلاقية في الماتم ... و نروح العزا معا بحرانيين من البحرين بعضهم ظافله عقود من الزمن في هالبلد... بس الغربه صعبه .. صح صعبه .. ما تسوى الدنيا بعيده عن الأم و الأب .. و الأخوان حتى لو حصلنه على الكرامه و المال.. محظوظ من يسمع الأذان جمب بيته و يطلع معا ابوه و يصلي جماعه كل يوم
رائع لحد الوجع
مقالك رائع حد الألم ،،، مالذي جعل هذه الجزيرة الشمعة دمعة في العيون لا تجف!!! ما يحدث عبث ولا معقول وتخبط !!! لا يمكن لبلد ان يستبدل شعبه او يقصيه !! وجود البلد من وجود شعبه! والعكس صحيح!! الصبر والمصابرة !! هي خيار الكثيرين يا بؤ علاء
سنابسيون
هل تعلم عدد من هاجر من البحرينيين الى لندن وسنغافورا واستراليا والامارات والكويت؟؟؟لو تعلم لضربك العجب والملاحظ ان من هاجر الى الدول الاجنبيه هم من حملة الشهادات العليا ووجدوا فرص عمل افضل من البحرين لا اقول لك افضل ب 50مره بل ب 100مره هذا الى جانب الحريه في كل شي لكن الحنين للوطن يكاد يقتلهم ويتمنون العودة اليوم قبل الغد
الأخ وسام
بعد إلي حصل في 14 فبراير صرنا منبوذين من الدول الخليجيه والعربيه أي دوله تقبلنا ماعدا العراق أو ايران بعد الموافقه
صح لسانك
كل البلدان المجاورة والدول الأوروبية وأمريكا واستراليا وكندا ونيوزلندا بها كفاءات بحرينية على أعلى المستويات. والسبب هو ممارسة الإقصاء والتهميش الطائفي لابن هذا البلد الأصيل. واستيراد وتجنيس "العقول" من صحاري الدول العربية وبلوشستان وباكستان لتحل محل المواطن البحريني. أنا أقول أن العالم أصبح قرية صغيرة والتنقل من أدناه الى أقصاه يستغرق 24 ساعة ولن نترك وطننا البحرين سنعيش بكرامة أو نموت بكرامة رغما عن الأنوف
لا للانهزام والانهزامية
هاجر من هاجر ممن سبق لكن الصمود أولى اما الهجرة فتعني بداية الانهزام الا
اذا كان الفرد انهزاميا ولا يرى الانفسه ولا أظن كاتب المقال يقصد هذه الفئة
فمن هاجروا في السابق واللاحق يرون لا بديل عن وطنهم مهما كانت المغريات
ومهما كانت التحديات فلا يمكن ان تترك الساحة ل .....
مقال مميز
حبذا لو دعم الكاتب مقاله المهم بمصادر ومراجع تاريخية .
Abo-Yussif
لكن يا اخي حركت في قلبي شجى قديم
كنت ممن كنت صغير اقول هي مو ديرة تقدر تصبر فيها من لبظلم
بس الواح اذا يفكر جدي يقول وين اروح اذا قريتي الي تربيت فيها ما قادر افارقها اذا سبوعين ما امر يجيني نوع من الاحساس انك ناقص
صعبة
نامل ان لا تحدث هجرة اذا صارت الي ما هاجروا راح يحسون بها الاحاسيس
سياسة طرد النخبة
هناك سياسة لطرد النخبة وتهجيرها تعمل على قدم وساق وتحصل على الدعم من المسؤلين بدل من المحاسبة
نعم هناك فصل عنصري ومعاملة مهينة لبني البشر تطال اي مخلص لوطنه
بسبب سياسة التطفيش والتطهير والفصل
لا يشكّ احد من اهل البحرين ان هناك سياسة مقيتة وفاشية وعنصرية وسمها ما شئت من الأسماء المتدنية والمنحطة، يمارسها الكثير والآن بالطبع اصبح الباب مفتوح على مصراعيه فلا حسيب ولا رقيب فأصبح البعض يجرّ البلد الى خراب
واحتراب.
ان لم يتحرّك شرفاء البلد لانقاده من هذه الايدي العابثة فسوف نقول على البحرين السلام فالسلطة تركت كل شيء واهتمت بالجانب الامني وكيف تقبض على هذا وذاك ممن يتحركون في الشارع وما الذي يحرقون البلد ويفسدون فيه فلا رقيب عليهم بل لهم الدعم الكامل
من سيئ إلى أسوء
لقد شجعت ابني على البقاء في بلاد الغربة التي يدرس فيها وطلبت منه العثور على عمل بعد الدراسة وكذلك أخوانه سيتبعونه للعمل والعيش في الخارج ، بيئة البحرين أصبحت بيئة طاردة للكفاءات والإنسان ، ولو أعلم أن لي عمرا طويلا لهاجرت أيضا . الوضع الحالي سيئ والقادم أسوء .
الحل الأمثل في نظري
وأنا منذو زمن طويل وقبل الأحداث أحث على الهجرة واتمنى من أولادي ان يعيشوا حياة أفضل مما نحن عليه وقال الإمام علي (ع ) الفقر في الوطن غربه والغنى في الغربه وطن
احسنت
صح السانك يا استادي
صح لسانك
آلمني مقالك وأجج دمعي...
أبي رجل متقاعد وطالما طلب منا الهجرة والعمل في الخارج، فاخبرناه بأن الزمن قد فات ولا آمال لنا خارج الوطن.
الله يستر من اللي جاي
لفتة طيبة وأضيف اليها كشاهد
اضطررت للهجرة الى بلد الجوار عندما أدركت بأن الانسان لا قيمة له ولا مستقبل في هذا الوطن وتجرّعت مرارة الاغتراب والبعد عن الجميع طمعا في مستقبل واعد ، حتى طال بي المقام وقد تحقق لي ما أريد فأتممت دراستي الأكاديمية واكتسبت المهارات والخبرة العملية وانتعش في داخلي الأمل بأني سأكون محظوظا ومقدّر عندما أعود ، ولكن كلما مرّت السنون أرى أبناء بلدي يتوافدون للخارج بحثا عن كرامة وبحثا عن رغيف علّ مؤهلاتهم العالية تشفع لهم وتسهّل عليهم هذا المطلب .
لم تكن الهجرة الرابعة بل قل السادسة ع اقل تقدير
ها انا اجهز حالي للعودة ثانية للغربة للمرة الثالثة بعد ما رجعت من 5سنوات للان كل يوم وكل دقيقة اقول فى نفسي الصبر مفتاح الفرج واصبر واصبر ولكن الامل قد طال وللصبر حدود مثلما يقولون حامل لماجستير وكنت اعيش فى احسن حال ولكن قلت فى بلدي ادفن ارحم من الغربة ولكن اضحي البشر ببلدي كالضباع تنهش جسد البني ادم لا عمل ولا سكن واسرتي مكونة من 6افراد وحتى الاقربون اضحوا بعيدين عنا ما يوعز اننا ثقال وثقلنا عليهم وسنعود هذا الشهر حيث اتينا لحفظ كرامتنا الانسانية التى لاتشتري وتباع بثمن